BlogLabels

القائمة الرئيسية

الصفحات

بالحب الفصيح-التاسع والعشرون والأخير(رنا منير)

 


(((لقراءة الفصول السابقة اضغط هنا)))


الفصل الأخير

"دعوة أمهات"

قبل شهر من موعد الخطوبة.


جلست يمنى في غرفتها شاردة، تفكر في هيثم، واشتياقها له رغم ان اختيار البعد كان قرارها.

لكن في خلفية عقلها سيطر موضوع آخر على تفكيرها، صديقتها مريم وعدم قدرتها على اقناع والديها وخاصة والدتها، بفسخ خطوبتها على آسر.


تشبثت والدتها برأيها كما استطاعت اقناع زوجها أيضًا بأن تلك الفرصة لن تتكرر، وستضمن لابنتهم مستقبل ناجح ومريح.

كما لم تفلح كل محاولات مريم في التأثير عليه، شعرت بالحيرة من نفسها كيف تتحمس لعودة العلاقة بين مريم وعمرو.. وقد كانت معترضة على تغير معاملته لها منذ ارتباطه بمريم.

قطعها من شرودها دخول والدتها الغرفة فتفاجأت رغم قيامها بطرق الباب مرتين قبل ذلك.


نظرت لابنتها بدهشة، ثم قالت:

-يمنى.....ماذا بكِ؟! أنا قلقة عليكِ هذه الأيام، وأشعر أنك تخفين شيئًا.

شعرت يمنى بتردد أولًا، ثم ما لبثت ان نظرت لوالدتها وشعرت بالحيرة، كيف لم تفكر في اللجوء إليها كعادتهم، شعرت فجأة أنها قد وجدت الملاذ ...فقصت عليها معضلتها لعلها تجد إجابة تُريح قلبها كما اعتادت معها في مواقف سابقة....


بعد أن أنهت حديثها معها، نظرت لها السيدة عائشة ثم قالت بعد تفكير:

-أخبريني، هل تثقين في حبهما لبعض.

أومأت برأسها على الفور:

-نعم، كما أثق أنني أراكِ الآن.


نظرت لها والدتها بعتاب قائلة:

-يمنى...أنا أتحدث بجدية، لا تفرطين في مشاعرك.

أريد إجابة مقنعة.


فكرت قليلًا، ثم اجابت بلهجة جادة:

-نعم....لقد رأيتهم معًا، وانا أكثر من يعرف كلاهما.

تبادلت النظرات مع والدتها، ثم أومأت برأسها إيجابًا، أسرعت والدتها بطرح سؤال آخر:

-وهل أنتِ واثقة.. أن عمرو سيُقدم على خطوبتها بالفعل، أم سيرغب في استكمال علاقة محرمة؟!


نظرت لها يمنى باستنكار، ورفعت حاجبًا، مرددة بتهكم:

-علاقة محرمة!....من منّا يفرط في المشاعر الآن؟!

وكزتها والدتها على قدميها، فتأوهت ثم قالت بحماس:

-نعم، ويمكنني أن اجعله يتقدم اليكِ أولا.....فأنتِ أيضًا والدتها،

 أليس كذلك؟!


نظرت لها والدتها  وابتسمت، ثم أومأت برأسها اخيرًا، قائلة:

-إذن فلتتركِ هذا الموضوع على الله....وعليا.

نظرت لها يمنى بفرحة وقامت لاحتضانها، كما تفعل كل مرة ساعدتهم فيها والدتها على حل معضلة من معضلات الحياة.

                

******************************


في منزل تهاني، جلست عائشة تتأمل ملامح جارتها الغاضبة وهي تتحدث عن ابنتها:

-أنا لا أفهم ما الذي دفعها فجأة لتغيير رأيها بهذا الشكل، كانت سعيدة بعلاقتها الجديدة به.

نظرت لها عائشة في ارتياب، ثم قالت:

-هل أنت واثقة أنها كانت سعيدة فعلًا؟


التفتت اليها تهاني فجأة وتساءلت:

-ماذا تقصدين؟!

هزت كتفها وقالت ببساطة:

-لا أعلم، ولكن يمنى أخبرتني أنها لم ترغب في هذه الخطبة من البداية، لكنها اضطرت إلى الموافقة.

-وما الذي جعل هذا الاضطرار يتغير؟!


نظرت لها عائشة في دهشة:

-معني هذا انك لا تمانعين موافقتها بغير رغبتها؟!

أجابت بدون تفكير:

-نعم، بالطبع....وما الذي تفهمه  تلك الصغيرة، ستتحدث عن المشاعر وما إلى ذلك.

انه حديث لا طائل منه، الأهم هو امكانيات العريس ومستواه الاجتماعي.


نظرت لها عائشة وهزت رأسها وقالت في اعتراض:

-وما الصعب في توافرها في شاب ترغب ابنتك به، فيصبح قرارها رادع دون تردد او تراجع.

نظرت إليها تهاني، وقالت باستنكار:

-وأين سأجد فارس أحلامها هذا الذي يتواجد به كل هذه المواصفات؟!


-ستجده....ربما تحتاجين إلى الصبر وعدم التسرع، تذكري ان ابنتك مازالت صغيرة.

والفرص مازالت أمامها...

-فرصة مثل تلك، لن تتكرر مرتين في العُمر.


قالتها تهاني وهي تهز رأسها في رفض للفكرة، لكن عائشة لم تيأس، اقتربت منها وقالت:

-تذكري، ابنتك عنيدة.

لن تستطيعِ ارغامها على أمر ضد رغبتها.


نظرت لها تهاتي في شك، فاستكملت وقد شعرت انها قاربت على اقناعها:

-اذا تمكنتِ من اجبارها على الأمر الآن،  من الممكن أن تعند بعد فترة.

وقتها ستكون فترة الخطوبة طالت والخبر انتشر وسط معارفنا، لن يصبح الأمر اسهل وقتها.

تذكري مازال الموضوع الآن في بدايته..


نقلت تهاني بصرها إلى الفراغ وقد ضاقت عيناها في قلق حقيقي.

أما عائشة فقد لمعت عيناها بنظرة ظفر حينما شعرت أنها وصلت لمبتغاها.

                            ********************************

في الوقت الحاضر.


بدأ الحفل والتف الأصدقاء حول العروسين، ليقدموا التهاني والأمنيات السعيدة.

وبدأ بعض الاصدقاء في مشاركتهم الرقص على إيقاع الأغاني المناسبة للحدث.


حاولت يمنى تناسي خوفها الداخلي وترقبها من رد فعل والد هيثم، حاولت ان تتذكر اعترافه لها واهتمامه بتقديمها إلى والده بهذه الطريقة، حتى أنها استدعت مشاعر فرحتها بأصدقائها المقربين الذين بدا عليهم السعادة الغامرة حيث التقت عيناهم بفيض من الحب جعلها تشعر بالامتنان لتدخلها في الوقت المناسب ليسترجعا علاقتهم. 


وبعد ان هدأت الموسيقى وبدأت الجموع في العودة للجلوس بأماكنهم، استدارت يمنى لتبتعد لكنها اصطدمت بالدكتور سراج الذي وقف أمامها يتأملها قائلًا:

-هل يمكنك إخباري؟ من أنتِ بالظبط؟!



نظرت يمنى حولها في قلق، واخذت نفس عميق ثم اشارت له تجاه الباب، فتبعها في استسلام.

حتى خرجا من القاعة، ليجلسوا في ردهة المدخل معا.

احتارت يمنى كيف ستشرح له حقيقة الأمر،  كيف ستبرر انتحالها شخصية أخرى وكيف ستصارحه بالحقيقة، شردت بعيدا في افكارها حتى وجدت الحل كالعادة فجأة؛ فاتخذت قرارها بسرعة.


-أنا يمنى، هذه حقيقتي مثلما قدمني هيثم.

-لا أفهم....ولماذا انتحلت شخصية حبيبة عشيقها؟!

-لم أفعل.


نظر لها باستنكار، فاستطردت بسرعة لتوضح:

-انا كذلك بالفعل....فعشيقها هو.

نظرت لعينيه وقالت دون خوف:

-هيثم ابنك.


اتسعت عينا الدكتور غير مصدق وهو يستمع إليها، حيث قصت عليه باقتضاب الاحداث التي مرت على هيثم وخطتهم التي وضعوها معا لاسترجاع علاقته بزوجته وإبعاده عن زوجته الثانية.

بداخلها شعرت ان من حقه ان يعلم الحقيقة وأن يواجه ما حدث.

رغم أنها كانت على استعداد بأن تصارح هيثم بمقابلتها لوالده، لكنها تراجعت في اللحظة الاخيرة، شعرت بأنه يكفيه ما مر به.


لكن والده من حقه ان يعلم وان يشعر بالصدمة مثلما شعر بها ابنه من قبل.

لماذا خافت ان تحكي من قبل الحقيقة، لعل الأمور آلت إلى ذلك خصيصًا لكي يعلم.

كما انها اذا دخلت هذه الأسرة سيعلم حقيقتها ان عاجلا او آجلا، فلم الخوف على من قام بالذنب برغم تحمل ابنه الإثم كاملا.


أخذت نفس بعد ان انهت قصتها، ونظرت لعينيه التي دمعت تأثرا وحرجًا، ثم قالت:

-دكتور سراج.....انا لم أذكر شىء مما حدث بيننا لهيثم، وارجو منك الالتزام بالمثل.

لقد أخبرتك فقط لتعلم انه مر بما مر به فقط من أجلك، او من أجل والدته واستقرارها معك.

وأنا اعدك انه اذا جمعني به مستقبل.

 لن أتذكر تفاصيل ما حدث، لكن ارجوك ان تَعني بالأمر وتفكر ثانية.


نظرت له بعينيها وكررت جملة قالتها له من قبل:

- فلتتبين الزيف والخداع من الأصل والوفاء. 


تركته مرة أخرى تتلاعب به الأفكار، لكن هذه المرة صاحب تلك الأفكار تأنيب لضميره عندما تخيل ما تعرض له هيثم من أجله.

                       ****************************************           

  قبل شهر من موعد الخطوبة.


بعد أن شعرت مريم من والدتها بداية تقبلها لرغبتها في فسخ الخطبة.

بقي خيط هام لم تستطع مريم تركه دون حله، في ذلك اليوم جاءها آسر وقد أبلغته أنها في حاجة إلى التحدث إليه، رغم جهلها بما يجب ان يقال في مثل ذلك الموقف.

لكنها ما آن ألقت التحية وجلست إلى جواره، حتى قرأ هو من نظرة عينيها ما عجز لسانها عن النطق به.

نظر لها باهتمام:

-مريم..

ماذا بكِ، أشعر بأنك مختلفة اليوم.


ابتسمت وقد شعرت ان عودتها لطبيعتها القديمة كانت بالنسبة لآسر اختلاف :

-أحقا...تشعر باختلافي اليوم فقط؟!

نظر لها وقد التمعت عيناه فاستطردت:

-لا أنا.....كعهدي سابقًا...ما كان مختلفا هي مريم التي اتممت خطبتها من عدة أسابيع.

نظر لها ثم تابع حديثها وقد وجدت طرف خيط مكنها من تسهيل الأمر عليه:

-ما كان مختلفًا هو محاولتي في تقبل الوضع في وقت لم أكن مستعدة فيه.


اعتدل في جلسته وقد فقد وجهه بريقا كانت تحفظه دوما:

 -عن ماذا تتحدثين؟!

-عن خطأ اقترفته في حقك.


ظهر على عينيها الحنان لكن ترجمه هو بالشفقة:

-أعتذر لك...فقد اعطيتني كل الاهتمام والحب، ولم أبادلك نفس الشعور.

لقد دخلت حياتي بالشكل الصحيح.. كل ما فعلته كان صوابًا، وكل ما تتمناه الفتاة يوجد بك بشكل متأصل، لكن...


نظرت إلى أسفل في خجل، ثم رفعت عين دامعة واستطردت:

-القلب والعقل نقيض، لا يتفقان...والقلب كلمته الأعلى.

شعر آسر بفقدان القدرة على الحديث، او الرد لكنه صاح بصوت مبحوح وغاضب:

-ومن يهوى قلبك؟


تنهدت، ثم قالت في لامبالاة:

-لن يُريحك إذا عرفت، ولا أرغب في الخوض في سيرته أمامك.

فقط أرغب بأن تصلك الحقيقة مني وليس من أهلك.


آسر...أنت شخص رائع، واكاد أجزم أنني لن أقابل مثل حبك واهتمامك بي.

أتمنى لك التوفيق مع من تستحق كل ما أنت عليه.


لم يُجيب، شعر بان حلمه الذي طالما حلم به وشارف على تحقيقه، تسرب من يده فجأة وتراءى إلى عيناه كل ما كانت عينه تراه بينها وبين عمرو، لكنه كان يتوهم عكس الحقيقة.

كل الأمور اتضحت له الان وهي تجلس أمامه باكية.


هنا فقط تذكر انه لم يقم بعمل صلاة الاستخارة.

هنا فقط تذكر انه أيضًا ترك قلبه يتحكم به وتكون كلمته العليا على عقله.

تذكر انه سار خلف قلبه وترك عقله يتغيب كما نسى اللجوء إلى ربه مثلما اعتاد أن يفعل دومًا.

                            *******************************

في الوقت الحاضر.


على الرغم من رُقي الحفل إلا أن بمجرد انتهاء رقصتهم سويًا، اندمجا مع كل أصدقائهم في رقص حر جمع كل زملاء العروسين ليتحركا حولهم وعيناهم تفيض حبًا وفرحة.

ثم انطلقت كلمات أغنية محددة اختارها عمرو بعناية ليهديها لخطيبته:

"عارف تغيب تاني ممكن اعمل ايه، ده في وش أنا مخبيه وخليته لبكرة، الباب آهو على الناحيتين مفتوح، اتفضل يلا روح تهديد ده على فكرة"

ابتسمت مريم حينما سمعت الأغنية التي حملت ذكرى غالية ارتبطت لديها بشعورها بعودة الحياة إلى قلبها، وبث فيه الأمل من جديد.

فنظرت لعمرو الذي كان يتراقص وعيناه مثبتة عليها شاردًا مع كلمات الاغنية.

وقد اقترب منها وتحمس وهو يشاركها الرقص فاندمجت هي معه.

 

وقد تلون وجهها تمامًا، أمام نظرات البنات زميلاتها، وشردت عيناها بعيدًا لتتذكر موقف مر عليه أكثر من ثلاث أسابيع.

                             *******************************

قبل شهر من موعد الخطوبة.


ارهفت مريم سمعها وهي جالسة في غرفتها، حيث تصاعد صوت لأغنية تردد صداها عبر جدران البناية.

"ولا افكر ولا احتار انشا الله أخطفك خطفة واهرب لو لعبت بالنار يا نهار من رد فعلي جرب".


استمعت إلى كلماتها وقد شعرت بغبطة داخلية، كأنها متأكدة بأن الأغنية موجهة إليها تحديدًا. 

ما آن انتهت الأغنية حتى تهيأ لها انها استمعت إلى جرس الباب.

اجفلت لحظة ثم خرجت لتنصت فوجدت صوت يأتي من الخارج، اقتربت لتفتح الباب في هدوء. 

وجدت عمرو واقفًا مرتديًا حلة أنيقة، ممسكًا باقة ورد بيضاء في يده.

على وجهه ابتسامة جذابة وبعينيه بريق لامع، قال لها بلهجة حازمة:

-آنسة "مريم" هل تسمحين لي بمقابلة والدك؟


اتسعت عيناها وهي تحدق به في دهشة، ثم صاحت في شك:

-ماذا؟!

كرر وقد خطا خطوة إلى الأمام، ليقترب منها:

-هل والدك موجود؟

شردت في عينيه، فصاح بعصبية مازحًا:

-مريم، هلا تسمحين لي برؤية والدك قبل أن أصرف نظر عن الموضوع.


تحركت بسرعة لتختفي من أمامه، فنادي عليها:

-مريم.

نظرت له باشتياق وقد لمعت عيناها تأثرًا، فخطا إلى الداخل.

ثم قام بمواربة الباب، ليقول في حنان: 

-أحبك، واعتذر عن اي جرح تسببت به لكِ.

لكني لن يمكنني استكمال حياتي دونك.


اقتربت منه وقد التقت عيناهم ثم ابتسمت قائلة في خفوت:

-وانا ايضًا أعتذر.


قالت جملتها باقتضاب، فنظر لها وقال محذرا:

-و ماذا؟!

نظرت له باستنكار فنظر لها نظرة أدركت معناها، فابتسمت وقالت في خجل:

-و....أُحبك.


قالتها واختفت ليتنهد هو في اشتياق وقد ملأ عينيه الحنين.

حنين إلى دنيا بدأها معها ولم يمهله القدر استكمالها حينذاك.

                         ***************************************

في الوقت الحاضر.


تأنقت والدة مريم بطقم راقي ناسب سنها تميز باللون الازرق الغامق، كما أضافت لمسات يمنى الرقيقة على وجهها بعض الاختلاف، نظرت لصديقتها المقربة عائشة ثم قالت بابتسامة ودودة:

-العاقبة لديكم.

ابتسمت لها عائشة بسعادة حقيقية:

-عقبال ليلة زفافهم.


ابتسمت تهاني ونقلت بصرها  إلى العروسين، ثم قالت:

-صَدَقْتِ، إحساسها بعمرو مختلف كليًا.

تبادلا نظرات حانية، بينما اقتربت صافي وهي تقول بفخر:

-من يصدق هذا، أطفالنا نضجوا. أشعر بسعادة بالغة بهذا النسب.


استقبلتها تهاني بالأحضان، ثم قالت:

-وأنا أيضًا، الآن فقط يمكنني الاطمئنان على ابنتي.

-بارك الله لهما وبارك عليهما.

قالتها عائشة وهي تتأملهم بسعادة ورضا.

-عقبال أولادنا. 


قالت أمينة والدة هيثم هذه الجملة موجهة حديثها إلى عائشة، وهي تتأمل ابنها الذي صاحب يمنى. 

الفتاة الجميلة التي تعرفت  عليها منذ ايام، وقد شعرت انهم متقاربين.

فالتفتت عائشة إليها وهي تتأمل المشهد من بعيد.


فابتسمت وقالت محاولة تغيير الموضوع:

-كيف حال هيثم؟ 

-بخير حال، من المفترض أن أوجه إليكم هذا السؤال.

ظهر على ملامحها الدهشة وهي تتابع حديثها:

-فهو الان يقضي معظم أيامه هنا في القاهرة.


القت نظرة على يمنى مرة أخرى، فقالت عائشة محاولة تغيير الموضوع:

-وكيف تتعايشين أثناء غيابه.

صمتت قليلًا قبل إن تجيب:

-من الصعب التعايش ولكن.


نظرت إليهم مرة اخرى من بعيد وقالت بإعجاب واضح:

-من يعلم؟، فربما ينتظره مستقبل أفضل هنا.

التقت عيناهن وقد حملت قلوبهن نفس الأمنية وهم يتأملون صغارهم من بعيد يتقاربان.


وأُسدل الستار على إحدى أهم مراحل حياتهم الجامعية التي اتخذوا فيها قرارات هامة حملت قدرا من المعاناة والفرح في المستقبل البعيد.

ساهمت في نضج البعض وتغير البعض،،،

البعض تمسك بمشاعره والبعض حَكّم عقله..


فهل كانت قراراتهم نحو المستقبل صحيحة وساقتهم إلي ما كانوا يتمنوه.

أم ستفرقهم الدروب وتُشتِت جمع شملهم، لتنجح فيما قاوموه من قبل بإرادتهم السابقة.


"إلى لقاء آخر في مرحلة أخرى من حياة أبطالنا".



تمت بحمد الله


                                              **********************

#بالحب_الفصيح

#رنا_منير




تعليقات