(((لقراءة الفصول السابقة اضغط هنا)))
الفصل الثامن والعشرون
"قد كانت البداية"
أنهت شهد رقصتها مع والدها، ثم سارت معه مبتسمة وقد تأبط ذراعها قائلًا:
-أتمنى ان يمهلني الله العمر كي أراك وقد أنهيتِ دراستك، وأقوم بتسليمك لعريسك
مثلما أفعل مع اختك.
ابتسمت شهد في خجل، ثم نظرت له وقالت برغبة في انتهاز الفرصة:
-عريسي؟!...هل تعتقد أنه من السهل علي إيجاد الشخص المناسب.
-ولم لا؟!
قالها باستنكار عن معنى تساؤلها، فقالت بشرود:
-أشعر بالغربة ولا أعلم من أنا او من سأكون.
-إحساس طبيعي في عمرك
غدا ستتعرفين على ماهيتك وقدراتك وستجدينه بإذن الله.
-أبي
نظر لها باهتمام جليّ، فاستطردت:
-أشعر في بعض الأحيان أنني لن أجد شعور بالأمان من دونك.
نظر لها ثم جلس، ودعاها لتجلس إلى جواره، ثم مال على أذنيها قائلًا:
-الشعور بالأمان ينبع من داخلك. من كينونتك وماهيتك التي ستجدينها يوما ما بالتدريج يوما بعد يوم.
دمعت عيناها وهي تنظر إليه وقد تذكرت حديث الدكتور أنس، ثم قال مستطردا:
-كما أنه ليس من العيب ان تحلمين بشاب يمكنه تذكيرك بي، رغم أنه من النادر إيجاده.
قالها مازحا وهو ينظر اليها مبتسمًا، فابتسمت له ابتسامة واسعة قبل أن تختفي ابتسامتها تدريجيا وقد وقعت عيناها على شخص لم تتوقع رؤيته في هذه اللحظة أو ذلك المكان.
لدرجة انها شعرت بالشك انه من محض خيالها الفَتيّ.
********************************
قبل شهر من موعد الخطوبة.
كانت يمنى ومريم في طريقهم إلى منزل الأخيرة....
صادفهم عمرو وهو في طريقه للخروج، كانت له فترة طويلة لم يرى مريم التي كانت تتعمد عدم الظهور أمامه لعدم شعورها باستعدادها لمواجهة غضبه من أثر قراءة فاتحتها على آسر.
توقف عن السير وتأمل ملامحها في غضب حاول السيطرة عليه...حينما وقف يتحدث إلى يمنى
التي أوقفته متعمدة، بينما سارعت مريم الخطى إلى منزلها.
-عمرو....كيف حالك؟ صار لنا فترة لم يصادفنا رؤياك.
هز كتفيه وقال بوجه متجهم:
-نعم قمت بتكثيف تدريباتي في صالة الجيم مؤخرًا...
تردد قبل أن ينطق جملته التالية، لكنه لاحظ نظرات عينيها المنبهرة بجسده الذي اشتدت قامته على أثر تدريبه المتواصل، فقال في فخر:
-كما أنني بدأت منذ يومين ممارسة مهنة التدريب به.
اتسعت عيناها بفرحة واضحة، وقالت في سعادة:
-مبارك....عمل جديد بهذه السرعة.
ضحك مستهزئًا ثم قال ببساطة:
-ليس كذلك، سأبدأ في البحث عن عمل فور ظهور نتيجة آخر العام.
خلال ذلك الوقت سأمارس هواية أحبها وقد وجدت لدى استعداد لتعليمها لغيري.
-من الجيد انك تحاول التعرف على قدراتك.
-اعتقد ذلك، ماذا عنكم؟!
صعد احدى درجات السلم وهو ينظر لها، ثم أشار إلى مكان اختفاء مريم وصمت قليلًا.
قبل ان يتساءل في حزن:
-هل هي سعيدة؟!
تفاجأت من سؤاله....لكنها صمتت تبحث عن إجابة بداخلها وعندما لم تجد، وجهت له سؤال:
-لماذا تركتها تذهب لغيرك؟
أجابها بالصمت، فتطلعت إليه، ثم تنهدت وقالت:
-عمرو، قد تكون خطوتي متأخرة للغاية، ولكن حتى لا اشعر بالندم.
أخذت نفس عميق، ونظرت في عينيه وهي تستطرد:
-أشعر بان لديكم أنت ومريم بقايا شعور كان يجمعكم.
لكن القدر استطاع بمهارة أن يفرق بينكم، ربما لم تمهلاني فرصة للتدخل.
ولكن نظرة عيناك أكدت لي أن إحساسي في محله.
فإذا كان كذلك أرجوك أن تفعل شيئًا.
ابتلع ريقه بصعوبة، ثم نظر إليها وألقى سؤالا حائرًا:
-ولكن كيف يمكنك الجزم بأن الشعور متبادل، وأنها تشعر بالمثل؟!
لم تُجيب، لم تكن واثقة من شعور مريم وإن روادها الشك.
لكن بعد لحظات تمكنت من تحويل ذلك الشك إلى يقين.
********************************* ،
في منزلها دخلت مريم وقد منعت حالها من البكاء حتى وصلت غرفتها، فأغلقت باباها وتركت لدموعها العنان، بكت بحرقة رؤيته، وقد استنكرت كثيرَا هذه المشاعر. وتساءلت.....
لماذا اهتاجت مشاعرها بهذه الصورة عند رؤيته بعد هذه الفترة.
لماذا تبدلت مشاعرها الوليدة بآسر الذي ما لبث أن بدأ يجد طريقه لقلبها بتروي بعد محاولات شتى منه لجذب انتباهها وإثارة اهتمامها، لماذا شعرت بكم الوجع هذا لمجرد نظرة ألقتها سريعًا على ملامح وجهه؟
وضعت يدها على وجهها، شعرت بأنها تخون شخص عزيز على قلبها ليس له أي ذنب.
سمعت جرس الباب، فأجفلت في قلق....إنها مريم يجب ألا تشعر بشيء.
كفكفت دموعها سريعَا، قبل أن تسمع صوت باب الشقة، وبعده بلحظات باب غرفتها، دخلت يمنى بملامح متأثرة من حديثها مع عمرو.
تأملت ملامح صديقتها فقط لتجد إجابة سؤال عمرو السابق، شعرت بالشفقة على حالها.
فاقتربت تحتضنها في قوة؛ مما دفعها للبكاء ثانية بانهيار.
قالت يمنى في جزع:
-مريم.....ماذا بكِ؟! لماذا تبكين؟!
أجابت بدموعها، فاستطردت يمنى:
-هل تبكين رؤيته؟!
أبعدت مريم عن حضنها وهي تتأملها في ارتياب، ثم قالت بتساؤل:
-لا يوجد تفسير آخر....فهل أنا محقة؟!
لم تكن الاجابة عسيرة لكن مريم فضلت الصمت، فقالت يمنى في غيظ:
-لكن لكن.
أكملت مريم في آسى:
-لكنها خيانة.
-لماذا إذن؟!
-هو من اختار ذلك، ودفعني إلى الموافقة.....عمرو هو السبب؟!
-ليس حقيقي، والدليل هو تركه لها حين اكتشف انها كانت تخدعه وتتمارض عليه.
-عَلَمَ بعد فوات الاوان، ولم يحاول إصلاح غلطته.
-أنتِ تعلمين انه عاطفي، تصرفه وقتها كان طبيعيًا، وأنتِ أيضًا تسرعتِ بقبول الخطوبة.
وها أنتِ تتسببين في ظلم لآسر واستغلال لمشاعره نحوك.
شعرت مريم بكلمات صديقتها تعذبها كالسياط، فانهارت في نوبة بكاء وهي تصرخ:
-كفى بالله عليكِ....كفى.
اقتربت منها يمنى وأضافت بنبرة حازمة:
-هذه المهزلة يجب أن تنتهي فورًا.
نظرت لها مريم بعدم فهم فاستطردت:
-أنتِ في حاجة إلى فسخ هذه الخطبة، دون تردد.
********************************
في الوقت الحاضر.
انتهت الأغنية والرقصة الهادئة للعروسين، فاقتربت يمنى تلقي تحيتها في سعادة غامرة.
ألقى العريس التحية، ومال على أُذنها ليقول هامسًا:
-مُنقذتي.
في حين التفتت إليها مريم، وطبعت قبلة على وجنتيها، وقد صاحت يمنى مجيبة وهي تنظر إليه:
-كان يجب القيام بهذا الدور لأستعيد مكانتي بينكم.
تعلقت مريم بعين يمنى المتوترتين، وهي تجول بهما في قلق بين المدعوين ثم تساءلت:
-ماذا بكِ؟ يبدو عليكِ التوتر.
أخذهم الحديث كما اتضح مسبقًا حتى فاجأهم هيثم بوالده الذي قدمه إلى يمنى بفخر، استأذنت هي في حرج وتحركت من مكانها مبتعدة في توتر واضح.
التفت هيثم حوله في استنكار، ثم جذبته عبارة نطق بها والده:
-من هذه الفتاة؟! أكاد أجزم أنني رأيتها من قبل، ولكن
انتبه هيثم إلى حديث والده في اهتمام، الذي استكمل في حيرة:
-لكنها تبدو مختلفة.....
نظر هيثم إلى حيث اختفت يمنى وراودته الأفكار..
خرجت يمنى من القاعة، لكنها استدارت قبل أن يغلق الباب لترى الدكتور سراج وقد ابتعد عنه هيثم فاقترب هو من زوجته وتأبط ذراعها في لياقة، بدا لها أنهم منسجمين سويًا.
لم توهم نفسها أنهم تصالحا ولكنها شعرت بداخلها بالرضا لما فعلته،
حتى اذا لم يعد إلى زوجته...فهي واثقة أنه تذكرها حينما حدثته عن مشاعر نقية طاهرة...
لعل ذلك يعد سببًا كافيًا ليزيد في تقديرها أو يتمسك بها أكثر.
-يمنى..
جاءها صوت هيثم من خلفها فانتبهت ونظرت إليه، فاستطرد هو:
-ماذا بك؟! لقد اختفيتِ قبل أن أُعرفك على والدي.
اتسعت عيناها لحظة ثم ابتلعت ريقها وهي تقول:
-ليس الان، فلنجعل الأمر يتم في يوم آخر.
-يمنى.....ماذا بك؟ اشعر بأنك تخفين شئ.
-أنا....لا أبدًا...لا يوجد أي شئ.
اقترب منها ونظر في عينيها فشعرت بالرهبة من خطورة كشفه لها.
للحظة شعرت أنها لن تستطيع ان تخفي ما حدث، للحظة شعرت ان بداخلها قوة تدفعها للنطق
بما فعلته.
نظرت لعينيه لكنها تفاجأت به يتأمل ملامحها عن قرب لينطق باسمها بنبرة حانية:
-يمنى.
نظرت له في اهتمام، فنطق بكلمة لم تصدق أذنيها وقعها.
توقفت لوهلة تنصت له في تركيز، ثم قالت:
-عفوا، ماذا قلت؟!
نظر لها وابتسم، شعر في تلك اللحظة أنها تستحق.
لا يعلم لماذا في ذلك الوقت تحديدًا، لكنه حينما تأمل ملامحها أحس بان الحجاب الذي غلف شعرها
قد أعطاه وعدا.
وعد بوفاء لم يعهده من قبل، وميثاق بأنها ستنتظره مهما تطلب الأمر سنين من عمرها.
شعر بان مخاوفه منها ماهي إلا حذر مبالغ وخوف غير مبرر...تلك الفتاة تستحق.
تستحق أن يعيد الثقة في الحب ومفهومه.
ابتسم ونطقها ثانية بثقة أكبر:
-قلت، أُحبك..
هذه المرة ضحكت من قلبها، واستمعت لكلمات ثمينة ألقاها هو من قلبه:
-ليس الان فقط.
لقد أحببتك منذ أن رأيتك لأول مرة، منذ أن شاركتك قصتي.. ومنذ أن شعرت بالوحشة بعد انتهاء اختباراتنا وتَوقُفي عن رؤياكِ.
لقد نجحت بجدارة عن حل معضلتي، وخلق مشاعر حب صافية بداخلي نحوك.
بددت كل مشاعر الزيف السابقة.
**********************************
قبل شهر من موعد الخطوبة.
كان الموعد المحدد لظهور نتيجة اختباراتهم.
ذهبت يمنى إلى جامعتها وقد اتفقت على لقاء عمرو هناك، بينما تخلف هيثم عن الحضور بسبب سفره.
كما تخلفت مريم بسبب خلاف حاد مع والديها....وقد اتفق عمرو ويمنى على جلب نتائج زملائهم معهم.
قابل عمرو يمنى بوجه متجهم، فنظرت له في دهشة، ثم قالت في قلق:
-ماذا بك، هل رأيت درجاتنا؟
-لا ليس بعد.
رد باقتضاب، وأكمل سيره فاستوقفته يمنى في غيظ قائلة:
-عمرو.....ماذا بك؟! ولماذا تحولت علاقتنا إلى هذا الجفاء؟!
توقف ونظر إليها وبدا انه تفاجئ بالسؤال، لكن قبل أن يجيب.
قالت بعينٍ دامعة:
-ما الذي فعلته أنا؟! كي تتجنب الحديث معي، لماذا اخذتني بذنبها؟
لقد كانت تجمعنا علاقة صداقة وجيرة طيبة،
لكن منذ ارتباطك بمريم وعلاقتك بي تغيرت من السطحية إلى الغضب،
والان تعاملني كأني مجرد زميلة غريبة عنك.
تمهل ثم قال:
-اعتذر حقا، لكن أنتِ تُذكرينّي بها.
ابتلع ريقه وهرب من مواجهة عينيها:
-كلما رأيتك او تحدثت اليكِ اتذكر ارتباطها بشخص آخر واستبدالي به بكل سهولة.
دمعت عيناها هذه المرة وقبل ان يستكمل حديثه، قالت له:
-لماذا إذن؟!
نظر لها بتساؤل، فاستطردت وقد اغمضت عيناها لتمنع دمعة أخرى:
-لماذا لا تحاول اصلاح ما افسدتموه معا؟!
-أنا ؟! ما افسدناه! أصلحه وحدي؟!
نظر لها باستهزاء، فاستطردت:
-هل تعلم سبب خلافها الأخير مع والديها؟!
-لا يهمني
قاطعته في حدة:
-مريم تحاول فسخ خطوبتها...
ارتفع حاجبيه في دهشة، فاستطردت يمنى وقد ابتسمت عيناها في حنين:
-منذ أن رأتك الأسبوع الماضي.
اندهشت ملامحه وحمل وجهه كل معاني الاستنكار وهو ينظر إليها غير مصدق....
قالت جملتها وسارت مبتعدة، فتبعها هو بعد ان اختفت من أمامه.
-يمنى، هل أنتِ متأكدة أن ذلك هو السبب؟
نظرت إليه نظرة عتاب، ثم قالت في عتاب:
-أنا أتحدث عن مريم ياعمرو،
اذا تغافلت عن دوري القديم في حياتك، فهل فقدت ذاكرتك لتنسى ما كان يجمعني بها.
-لا لا أقصد ولكني متفاجئ بعض الشيء.
توقفت مرة أخرى قبل أن يصلوا إلى المدرج المعلن به النتائج ثم قالت:
-دعني أطرح عليك سؤال هام يشغل عقلي حقًا.
نظر لها باهتمام، فأكملت وهي تُضيّق عيناها:
-لماذا لم تعد إلى علاقاتك السابقة بصديقاتك البنات؟!
نظر لها ثم أشاح بوجهه، فاستطردت كأنها تتحدث إلى نفسها:
-اذا كنت قد اكتشفت خدعة نورا وابتعدت عنها، فما الداعي الآن إلى وحدتك؟
لماذا لم تعد عمرو السابق؟ أين عمرو متعدد العلاقات؟!!
قالت كلمتها الأخيرة بتهكم، فنظر لها وأجاب بالصمت....فأكملت دون اكتراث لتعليقه:
-إذن فلتعطي الموضوع حقه ولا تتكابر، استغل قيامها بخطوة جريئة مثل تلك.
*************************************
في الوقت الحاضر.
نظرت مريم لعريسها في حفل خطوبتهم الراقي، وقد شملها بابتسامة إعجاب، ثم همس في أذنيها:
-لا استطيع الانتظار وانتِ على مقربة مني....
أرغب في احتضانك واخفاءك بداخلي.
نظرت له بتأثر، ثم قالت مبتسمة:
-احذر نظرات والدي تحيط بك من بعيد.
نظر لها في غيظ، وصاح بقوة:
-هل ترغبين في تحويل ذلك الحفل، إلى كتب كتاب الآن وفورًا.
التمعت عيناها وتلون وجهها، قائلة بابتسامة خجول:
-أيها المجنون!!!
-تعلمين جيدًا أنها ليست مجرد كلمات.. أعطيني الموافقة وسأرسل في طلب المأذون حالًا.
ابتعدت عنه تتأمل ملامحه ثم صاحت في استهجان:
-عمرو!!!!!
نظر لها وقال يغازلها:
-يسلم لي خجلك يا عيون عمرو.
ثم أضاف بلهجة تهديد:
-لكن حذار أصبحتِ ملكي منذ هذه اللحظة، يمكنني في أي وقت حملك والابتعاد بكِ أمام أعينهم جميعًا، ولن أبالي برد فعل أحد.
قالها في تحدٍ، ثم اقترب منها ليقول في رقة:
-هلا تتركيني أتغزل بك كما يحلو لي..
اقتربت منه في استسلام، وقد شعرت بأنها بالفعل أصبحت تقترن به، شعرت بأن ليالي طويلة مضت ولن تعود بحزنها ودموعها مرة اخرى، فحبيبها هنا على مقربة منها يتودد إليها بحب عاصف مجنون.
كعادته يتمكن من سلب عقلها وخطف قلبها بكلمة ونظرة ولمسة حانية.
تطلعت عيناها بعينيه، كم حلمت بهم وتمنت حرية النظر إليهم من قريب، اقترابها منه كاد أن يذيبها شوقًا، ويقتلها عشقًا، زادت ضربات قلبها من سعادته بتحقيق حلمه.
بعدما طال فراقهما لشهور وظنت أن حلمها به ولد ليموت.
تسارعت الموسيقى، فسمحت له بحملها والالتفاف بها فتهافت المدعوين واطلقوا الزغاريط......
شعرت هي بالخجل،
نظرت من بعيد إلى صديقتها يمنى التي ابتسمت لها في رضا وقد شعرت بالامتنان لمساعدتها لها.
*************************************
اقتربت شهد منه كأنه منظر طبيعي جامد تتأمل ملامحه في دهشة، لم تخفي اعجابها بمظهره المختلف
حيث بدا في حلته الرمادية كأنه فارس الأحلام المنتظر، و
-شهاب!!!!
اقترب منها مبتسمَا ثم قال في حرج:
-شهد.. يا لها من صدفة.
-صدفة؟!
نطقتها باستنكار وتساؤل، فقال لها في صدق:
-نعم أقسم لكِ فأخي صديق للعريس
قطبت حاجبيها وهي تردد:
-عمرو.
أومأ برأسه إيجابًا، فقالت:
-بالفعل صدفة غريبة.
تأمل مظهرها من أعلى لأسفل وقال مُصفرًا بانبهار:
-يبدو مظهرك رائعًا، تفوقتِ على العروسة نفسها.
نظرت له ورفعت حاجبًا وقالت:
-حذار فالعروسة شقيقتي.
قالتها وابتسمت متشفية، فوضع يده على فمه محرجًا وقال:
-الأن فقط.
تأملها واقترب ليستطرد في ذكاء:
-عرفت من أين جاءت بهذا الجمال والطلة الرائعة.
إذن فهي الاصل.
نظرت له بعين لامعة غير مصدقة الصدفة التي جمعتها به، وتأملته وهو يقول بعد وقت من الصمت:
-أترين أن القدر يحاول لم شملنا رغم أنفك.
تأملته في صمت وقد شردت بعيدًا متسائلة، هل هو حقيقة ملموسة بالفعل؟
أم أن عقلها الواهم الغارق في أحلام اليقظة هو من جاء به لينهي حيرتها التي لم تستطع نقلها لوالدها كما هي، واختارت نقل مخاوفها فقط.
احتارت بالفعل هل من يقف معها هو فارس أحلامها التي تحاول التهرب منه، أم انه مجرد خيال اعاد لها أحلام اليقظة التي كانت غارقة فيها.
يتبع،،،،،
*******************************
مواعيد النشر: يتم نشر الفصل الأخير يوم الاربعاء
(((لقراءة الفصل الأخير اضغط هنا)))
#بالحب_الفصيح
#رنا_منير
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك في هذه التجربة