BlogLabels

القائمة الرئيسية

الصفحات






(((لقراءة الفصول السابقة اضغط هنا)))


كادت أن تخرج من الباب وتغلقه، فرناس يصعد الدرج مهرولًا بسرعة كأن أحدهم يتبعه بعصا، تلقى رسالة من والدتها تقول أن حبيبة ليست بخير! هناك مصيبة قادمة تسمع ذلك من صوتها!

 

قال بتعجب:

_إلى أين تذهبين لوحدك؟ هل من الممكن أن أفهم ماذا حدث؟

 

_هل أعني لك إن بقيت أو ذهبت؟ 

 

_حبيبة ما الذي حصل الآن؟ لا أفهم لماذا تتكلمين بالألغاز؟

 

_يجب أن تسأل هذا السؤال لنفسك، أرى يدك بأحسن حال، ترى هل ضربتها بالحائط لأن إيمان لم ترد على اتصالاتك؟ أم لأنها تريد أن تطلقني وأنت تنتظر الوقت المناسب؟!

 

كالصاعقة نزل كلامها على كيانه، كأن أحدهم سكب عليه دلو من الماء المتجمد، أو كأنه يتجرع السم في فمه.

 

حجر عينيه وفتح فمه، لم يتوقع أن تكتشف علاقته بإيمان، من أين علمت بالأمر؟ كيف سيشرح الأمر لها وهو إلى الآن لا يفهم كيف حصل ذلك!

 

قالت مستنكرة:

_أراك صمتت عندما سألتك عنها! أم أنك لا تفضل الإجابة؟

سؤال واحد أريد إجابتك عنه لماذا كذبت علي؟ لماذا لم تشرح لي موقفك منذ البداية؟

 

لو تكلمت لم نعش موقف كهذا كنت سأحاول أن أتفهمك وأجد الحل معك.

 

كالسهام المستعرة تلقي كلماتها عليه، لعله عاش هذا الموقف من قبل مع إيمان ولم يستطيع أن يجيبها! لم يعرف حقيقة مشاعره إلى الآن، لا يعرف نهاية طريقه مع من سيكون!

 

إذا كانت إيمان تحتل نصف قلبه فحبيبة النصف الآخر، يشعر أن حبيبة مسؤوليته وتحت حمايته؛ متمسك بها ولم يستطيع أن يرخي حبالها من يديه بتلك السهولة.

 

جرت حقيبتها وهمت أن تفتح الباب، لن تنتظر إجابته على أسئلتها، لقد ملت من خداعه وكذبه، أعمى الكره والحقد عيناها، ثم قالت وهي تتقدم بخطوات واثقة:

_أَنتظر أن تطلقني دون مشاكل!

 

_إلى أين ستذهبين هل أنت مجنونة؟ ماذا ستتكلم الناس عنكِ؟ مازالت عروس لم يمضي على زواجها أشهر، الآن تطلب الطلاق؟!

 

لكنه تفاجئ من قوة النظرة في عينيها، التحدي الذي واجهته به، عهدها هادئة مطيعة لم يعلم أنها قوية إلى الحد الذي يبهرك، أكملت حديثها بلا مبالاة:

_من قال لك أن كلام الناس يهمني؟!

 

استنفذت بكلامها أخر نقطة صبر لديه، أعتقد أنها مازالت معجبة بخالد، وتريد أن تطلب الطلاق من أجله، جاءت قوة خارقة لجسده، لم يعد يرى أمامه من شدة عصبيته.

 

هوى بيده على الطاولة التي بالقرب منه، كسر كل التحف التي عليها، انتشر فتات الزجاج بكل مكان حتى وصل لتحت أقدام حبيبة.

 

حمل الكرسي ورماه بجهة أخرى، نظر إلى المرآة التي أمامه على الحائط لم يرَ وجهه، رأى سواد حالك وشبح خيال حبيبة، كور قبضة يده وضربها حتى جعلها حطام في أقل من ثانية، سالت قطرات الدماء من يده لكنه لم يأبه لها، كل ما في عقله ألا يسمح لها بأن تغادر.

 

الدموع تنهمر من عينيها، لكن قلبها تحجر وأبى المسامحة، خداعه جعل الفوهة بينهما شاسعة، سحبت حقيبتها وتركت الباب خلفها مفتوح، نزلت الدرج تجر نفسها وخيباتها بصعوبة.

 

أرادت أن توقف سيارة أجرة لكنها رأت فرناس يلحق بها بسرعة، أحضر سيارته لأمامها وهو يقول: 

_اصعدي أنا من سأنقلك لبيت أهلك.

 

كادت أن ترفض فكرامتها جرحت ونزفت ومزقت أجزاء من زواجها الكاذب هذا، سمعته يصرخ بأعلى صوته:

_قلت لك اصعدي!

 

صعدت دون كلام، بيت والديها يبعد حوالي النصف ساعة، أنفاسه ملتهبة كادت تلفحها، لم تهدأ ثورة غصبه، واستحالت عينيه ووجهه للون الأحمر القاتم، صدره يعلوا ويهبط كأنه خرج من معركة لتوه، لم تعهده عصبي لتلك الدرجة.

 

صمت بعض من الوقت وعندما وصلا إلى منتصف الطريق نطق كلمته الأولى مجددًا:

_ستطلبين الطلاق من أجله!! هل مازلت تحبينه؟ 

 

_وأنت ألا تحبها؟ لم تنساها!؟ أرى ذلك في عينيك حتى يوم زفافنا أرسلت لها رسالة غرامية، تذهب إلى الجامعة لتراها أليس كذلك؟

 

_قلت لك هل تحبينه؟ أجيبي على سؤالي؟ 

 

_أنا سألتك لماذا خدعتني وكذبت علي لكنك لم تجب!

 

بقيت صامته كأنه لا يكلمها، فهم أن السكوت علامة الرضى؛ أي أنها تحبه وترغب في الطلاق من أجله، مجرد التفكير أنها ستكون لأحد غيره أثار جنونه مرة أخرى، أثارت أعصابه بهدوئها المتصنع.

 

ضرب على مقود القيادة بكل قوته وهو يقول:

_تحبينه إذا!

 

ضغط على الفرامل بكل قوته، شعر أن السرعة زادت عن حدها كثيرًا، اخترق سماعه صوتها وهي تصرخ مغمضة العينين:

_خفف من السرعة أرجوك! قلبي بين قدمي أنا خائفة جدًا.

 

لكنه لم يستطيع أن يوقف السيارة، تماهت الأضواء أمامه كأنها بلون واحد، تداخلت أصوات السيارات من خلفه، شعر أنه فقد السيطرة على كل شيء، لم يعد يسمع سوى صوت ارتطام المكابح بالأرض، آخر ما رآه سيارته التي اصطدمت بشاحنة كبيرة ومرتفعة، ارتمت حبيبة من النافذة لطرف الطريق بعيدًا.

 

أتصل أحد المارة بالشرطة وسيارة الإسعاف فقد رأى الحادث الأليم، أخبرهم أن هناك سيارة صغيرة اصطدمت بشاحنة ضخمة، هناك فتاة مرمية على حافة الطريق فاقدة للوعي الدماء تسيل من نواحي جسدها، وشاب مغمى عليه على المقود، والزجاج داخل رأسه.

 

كانت الدماء تسيل من جميع أنحاء جسدهما، وحبيبة ترى بياض صاخب أصوات متداخلة في عقلها لفرناس وزوجة عمها، صراخ والدتها ووالدها.

 

صوت الطبيب يقول: "هناك نبض ما تزال على قيد الحياة."

 

وأخر يقول:" الشاب! لا تحركوا الشاب حتى يقدم الإسعاف الزجاج مخترق لرأسه."

 

من يرى السيارة التي يقودها فرناس وبجانبه حبيبة يقول "من المستحيل أن يخرجوا أحياء من داخلها، كتله حديد متآكلة كأنها قطعة من الورق مضغها أحدهم في فمه ثم قذفها بعيدًا".

 

في غرفتين للعمليات، استمرت عمليتهما لساعات استخرجوا الزجاج المتكسر من رأس فرناس وأوقفوا النزيف في رأسه، أجروا عملية لتثبيت كسر يده بصفائح فولاذية، أحتاج للكثير من الدماء بعد نزيفه الحاد.

 

أما حبيبة فكانت إصابتها أخطر، فهناك كسر في الجمجمة ناتج عن الارتطام بحافة الطريق ونزيف داخلي قد يعرض الدماغ للتلف، وهناك كسور في قدميها ويدها، لم يكن موضع شبر في جسدها لم يتعرض للأذى.

 

فلقد تلقت حبيبة ضربة الشاحنة الأكبر التي كانت تنحرف عن الطريق لتفادي الحادث.

 

والدتها ووالدها وأخاها جان كانوا أمام غرفة العمليات، فحبيبة ابنتهم وفرناس زوجها وابن عمها، لم يكن هناك أحد من عائلته ليقف معهم، شعروا بمسؤوليتهم تجاهه كأنه ابنهم.

 

إنه قلب الأم، شعرت أن هناك مصيبة قادمة من صوت ابنتها، لكن لم تتوقع أن تكون بهذا السوء، جفت دموعها وذهب صوتها، حتى قواها خارت، وهي تجلس على الأرض تنتظر أن يخرج الطبيب ويطمئن قلبهم، لم تتزحزح صورة حبيبة وفرناس من أمام ناظريها.

 

يدها على قلبها تخاف أن يخرج الطبيب ويقول لها: "فقدنا أحدهما"، عقلها يرفض أن يستوعب ذلك الأمر، أزاحت الأفكار السيئة التي كانت نصب عينيها وهي تقول بهمس أقرب للمناجاة: 

 

"اللهم ربّ الناس، ملك الناس، أذهب البأس، واشفِ أنت الشافي، شفاءً لا يغادر سقمًا.

اللهمّ لا ملجأ ولا منجا منك إلّا إليك إنّك على كلّ شيءٍ قدير. 

أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيكما، ربّ إنّي مسّني الضرّ وأنت أرحم الرّاحمين."

 

إنه دعائها المعتاد عندما يمرض أحدهم، استودعتهم عند الله الذي لا تضيع ودعائه، فهي تعلم في قرار نفسها من يستودع شيء عند الله سيرده له سليم معافى ولو بعد حين.

 

خرج الأطباء بعد سبع ساعات من العمل المتواصل، كانت حالة تأهب تام واستنفار كامل للطاقم الطبي، أسفر عن إنقاذ فرناس وحبيبة من الخطر مبدئيًا، لكنهما داخل غيبوبة، لا يعرف الطبيب هل تطول أم تقصر، والخطر مازال قائم على حياتهما!

 

تتداخل الأصوات التي يسمعها فرناس ضوضاء قوية كأنه في بئر سحيق، يسبح في ظلام دامس، أضواء مختلفة يرى وميضها الضئيل وهو يديق حلقات عينيه، لكن لا يستطيع أن يفتحها أو يحرك جسده.

 

رأى نفسه مقطب الحاجبين بهيئة ملك عظيم، كأنه يرى حلم حجز بداخله أو أن روحه من غادرته ودخلت جسد آخر.

 

وحبيبة تعي كل ما يحدث حولها، تسمع نحيب والدتها، وأصوات والدها يتوسل لها أن تستيقظ، عقلها يسأل ماذا حدث؟ لم تستطيع أن تتحرك لكن لا بد أن تكون قوية من أجل عائلتها ستكون بخير.

 

لقد سبحت كل من روح فرناس وحبيبة في مشهد خارق للطبيعة، فظل جسديهما كما هو على فراشه في المشفى محبوس داخل غيبوبته وأمام أنظار العائلة، أما أرواحهما فقد سبحت إلى عالم آخر غير اللذان فيه.

 

انتقلت روح حبيبة إلى جسد تلك الأميرة "كوهندار"

وأما روح فرناس فذهبت إلى جسد الملك "الزبير".

 

هناك حيث انتقلت أرواحهم إلى الزمن الماضي، أعساف النخيل تتراقص برقة ودلال بهيئتها الريشية متناغمة مع تراقص الغيمات التي تلامسها، شاركتهم الشمس تلك الرقصة الخاصة، فها هي ترسل خيوطها الأرجوانية الأخيرة، كقبلة وداع محمومة تنعكس على المياه الخرزية.

 

تلك الطبيعة الساحرة وخيراتها التي لا تنضب، تناغم البحر والجبل وموقعها الذي يصل بين معظم الأقطار، هو ما جعلها مطمع الغزاة والمحيطين.

 

ها هو القمر يتوسط السماء بضوئه الخافت معلنا إتمام الشهر، حان موعد سفرتها الاستكشافية ليتوافق ذلك مع سفر والدها إلى الجبل للتعبد! 

 

هذه المرة لن تعود خالية الوفاض، ستتعرف على أسرار تلك القلعة المتفردة بحصنها العظيم، وقائدها الذي اكتسى الغموض كهنه.

 

ترتدي الإسدال الأسود؛ لتتماهى مع نساء تلك المنطقة ولا تظهر أنها غريبة عنهم، كما حصل معها في المرة السابقة.

 

يكرهون الغرباء وينظرون لهم نظرة إزدراء تلك السمة المعروفة عنهم، متكاتفون كشخص واحد، لا يسمحون للغرباء أن يدلفون إلى أرضهم وأن يكشفون أسرارها.

 

لكنها ستدخل، ما ساعدها أن نسائهم تتشابه ملابسهم السوداء ويغطون من وجوههم أكثر مما يكشفون.

 

كانت أسيل تخاف أن تقع سيدتها في المشكلات، فلن يكون والدها مسرور بذهابها إلى هناك مهما كانت الأسباب التي تعلل بها ذهابها.

 

إنها أرض الزبير ذلك الملك المتغطرس الظالم، والقائد الذي لا يهاب الموت، يستطيع بيوم واحد أن يحول أية مملكة صامدة لرماد متفتت، نظرت لها نظرة استعطاف وبرجاء فاضح في نبرة صوتها: 

_أرجوك غيري رأيك، ففي المرة السابقة عدنا بعد جهد حثيم، لكن لا نعرف ما سيحصل معنا هذه المرة!

 

_تعرفين أنني لا أخاف ولن أتراجع، لماذا كل هذا الإصرار؟

 

دلفت أسيل إلى جانب كوهندار في القارب الضئيل وإلى جانبهم الكثير من خيرات أرضهم، هي أيضًا كانت ترتدي إسدال أسود، لا تميز بينهما سوى ببعض الفارق في الطول والحجم، صحيح أنها لا ترغب في ذهابها لكنها لن تترك كوهندار تذهب لوحدها.

 

فهي صديقتها قبل أن تكون سيدتها، ولدتا الاثنتين في يوم خسوف القمر كان يوم عصيب ومميز مر على المملكة، ففي اعتقادهم أن من يولد في ذلك اليوم سيكون له شأن عظيم، إحداهما ابنة الملكة والثانية ابنة الطباخة.

 

مع صرخة أسيل الأولى لتعلن قدومها للحياة كانت أخر صرخة لوالدتها، فقد تعسرت ولادتها كثيرًا وكل المحاولات لإنقاذ الأم والطفلة بائت بالفشل.

 

توفيت بعد أن وضعتها أمانة عند الملك، لحظة واحدة أخذت أسيل في حضنها أشتمت رائحتها قبل أن تسدل عينيها باستسلام مودعة إلى الأبد.

 

عاملتها الأم الملكة بكل حب وحنان، تربت مع طفلتها وتلقت نفس التعليم والاهتمام، إلى أن أصبحت وصيفتها لاحقًا، تفديها بروحها لترد بعض من جميل الملكة الأم.

 

نظرت حيث كان يقف الصياد والغموض يكتنفه كهالة مقدسة تحتاط به، على رأس قاربه يحرك الدفة بمهارة عالية كأنها ماء ينساب من بين أصابعه، إنه الشخص الوحيد الذي يسافر إلى أرض الزبير.

 

لا أحد يعرف السر الذي يجعله يخوض البحر كل يومين ليحمل كل الخيرات من مملكتهم إلى تلك الأرض، الكثير من البحارة قبله دلفوا دون عودة، لا نعرف هل البحر ابتلعهم أم الزبير من ابتلعهم؟

 

عندما تراه للوهلة الأولى يخطر في ذهنك كم مر من الوقت لم يذهب به إلى الحلاق؟! أطلق لحيته المتعرجة وشعره المجعد منذ زمن بعيد، عَثَّتِ لحيته الفساد في وجهه حتى لم تعد تميز ملامحه المتصلبة.

 

قليل الكلام تحتاج أن تفتح فمه بيديك لتلتقط منه الكلمة الواحدة، لعل تلك الصفة هي من جعلته يعيش ويتنقل بين أرض الزبير ومملكتهم، ظهرت أسنانه الصفراء عندما تكلم بتهكم وتحذير:

_هاقد وصلنا سأكون هنا عند غروب الشمس إن تأخرتما سأعود وحدي، لن أنتظر أحد.

 

لا يرغب أن يقع في المشكلات مع الملك، لكن من أين له أن يعرف أنه من أحضرهم إلى مملكته، وهو يكره الغرباء كشعبه.

تسائل عن ذلك في نفسه؟

 

دفعهما فضولهما لدفع مبلغ باهظ يحتاج أشهر كي يجمعه، دائمًا ما كانت أرض الزبير والقلعة العظيمة محط أنظار الكثير من الناس، تحتوي من الأسرار والخفايا مالا يخطر في ذهن أحد!

 

لكنه لم يعرف أن من ركب البحر إلى أرض الزبير هي أميرة المملكة ووريثة العرش "كوهندار" ووصيفتها أسيل، كان يعتقد أنهما إحدى بنات التجار الكبار وفضولهما هو من دفعهما إلى القدوم.

 

سارت كوهندار في شوارع المدينة دون هدى، ستستكشف هذه المرة الحياة هنا!

دخلت في شارع السوق الشارع الأكثر ازدحاماً، إن التجار أكثر الناس ثرثرة عن أوضاع الناس ومشكلاتهم مع الملك، هذا ما كانت تعتقده.

 

سوق طولي مغطى بسقف يحميك من حرارة الشمس التي تلفحك صيفًا، ومن المطر والبرودة شتاءًا، تنسدل الأضواء المتوهجة منه كما ينسدل العنب الناضج من العريش.

 

تتفاوت الأشياء في داخله من الخضار والفاكهة والطعام المجفف، إلى اللباس وأثاث المنزل، يحتوي كل ما يخطر على بالك من الألف إلى الياء.

 

صدح صوت مرتفع وصل إلى مسامع الجميع بدأ بقول: "الله أكبر، الله أكبر."

 

كموسيقا هادئة تريد أن تكررها على مسامعها استعذبت ذلك الصوت، شعرت أن هموم ثقال سقطت عن كاهلها، اتبعت الصوت باندماج واضح كأنها مسلوبة الإرادة.

 

استرقت السمع بكل حواسها وهو يقول "حي على الفلاح"، لترى أصحاب المحلات التجارية، قد وضعوا مقاعد صغيرة أمام الأبواب ودلفوا إلى بناء كبير بجانب السوق.

 

علمت أنه صوت الأذان لكنها المرة الأولى التي تسمعه وتستشعر كلماته، قرأت الكثير عن ديانة الإسلام دون علم والديها كانت دائمًا ما تريد أن تعرف المزيد عن تلك الديانة، ترى أنها بحر واسع من العطاء لا ينضب.

 

أما ذلك المكان فهو مكان مخصص لأداء تعبدهم:

_المسلمين لهم طقوس عجيبة، نحنا تعبدنا مرة واحدة في الشهر، وليس كل يوم كما يفعلون، كما أنه مخصص في الجبل وتحت ضوء القمر.

 

_ إنهم مختلفون بكل شيء يا سيدتي ليس تعبدهم فحسب، ألا تسمعين أنهم يقطعون رؤوس الرجال ويجلدون النساء، أرى أنهم وحوش وليسوا بشر؟


***


مواعيد النشر: الجمعة



تعليقات