((الرواية المنتظرة كوهندار بقلم تمارة دلة))
وتمرُّ عليك أيام تلتزم فيها الصّمت عن كل شيء، فحتى الحديث مع نفسك تتوقف
عنه، لا تعود لديك الرغبة للمجابهة، وتنعدم رغبتك بالكلام أو العتاب، وترضى بكُل
شيء ولو كان عكس رغبتك.
تتذوق الصّدمات في حياتك ومن أقرب الناس، لترى أن طعمها أمر من العلقم،
تتجرعها بصمت ليصبح عقلك أكبر من عمرِك وأنضج.
فكُلّ أذى تتذوقه هو مستوى جديد من حياتك ومن لا يتألم لا يتعلم، تعترفُ
بأنّك فشلت في الاحتفاظ بالكثير لأنك لم ترتدي الأقنعة مثل من حولك.
تشعر أن الحياة تعاندك وتحاصرك بكل اتجاهاتها، تضيق الخناق على رقبتك
لترى الوجه الآخر للعالم، تعرف نفسك وتستكشفها وتتعلم أن وراء كل أمر حسبته شر خير
دفين لم تكن تناظره من منظارك الضيق.
يرسخ تفكيرك أن وراء الحياة حياة أخرى، ووراء الألم عذوبة مستساغة، ووراء
الكره حب دفين.
يجلس فرناس على كرسي مرتفع بطقمه الرسمي الأسود، وربطة عنقه البيضاء.
تعبق بأنفه رائحة باقات الورد من خلفه، تجلس إلى جواره حبيبة بفستانها
الأبيض تحرك يديها بتوتر واضح، يرى الوجوه حوله تتوسم الفرحة إلا وجهه.
ومضات تمر أمام عينيه لا يفقه منها شيء، ينظر إلى الباب الخارجي لصالة
العرس، يجول بعينيه باحثا عنها! يسأل نفسه هل سيكون لديها الجرأة وتأتي كما أخبرته؟!
من المؤكد أنها ستتراجع عن قرار قدومها، لعلها لن تستطيع أن تراه يزف
لغيرها.
أما الجالسة بجواره فلم يعتبرها يوما سوى أخته، فهما تربيا في نفس البيت
مع اختلاف الطابق السكني، فهو ووالدته كانا يسكنان في الطابق السفلي وهي تقطن مع أمها
وأباها وأخاها جلال في الطابق العلوي.
فحبيبة ابنة عمه لم يرى يوما فيها زوجته المستقبلية، يميل قلبه
باتجاه آخر، لحبيبته إيمان.
أما والدته كانت تحب حبيبة وكأنها ابنتها، ولا عجب في ذلك فهي لم ترزق
بفتاة، فاتخذت حبيبة كابنة لها منذ ولادتها.
أزعجه صوت الموسيقا الصاخب، أغمض عينيه باستسلام ولاحت له صورة أمه فتذكر
كلامها الأخير، لن تكون مرتاحة في قبرها إن لم يتزوج حبيبة، إنها وصيتها الأولى والأخيرة
له.
كانت تعلم أنه يحب إيمان صديقته في الجامعة، يدرسان معا في قسم التجارة
والاقتصاد وهي السنة الأخيرة لهما، ولكن أمه لم تحبها يوما ولم ترتاح لوجودها
في حياته.
منذ نعومة أظفاره وهي تقول أنها ستخطب له حبيبة، على الرغم من رفضه المتكرر
لم تتوقف يوما عن الكلام الجميل عنها.
حاولت إبعاده عن إيمان بشتى الطرق؛ لكنه يزيد إصرار على حبها، إلى أن
جاءت جائحة كورونا على العالم أجمع، خطفها منه ذلك المرض بيوم وليلة، لم يتوقع أنها
ستموت بهذه السرعة، حجرت في المستشفى لثلاثة أيام، كل يوم تزيد حالتها سوء عن اليوم
الذي قبله.
ينظر لها من خلف زجاج النافذة، رفعت أنبوب الأوكسجين عن فمها وأنفها،
وهي تقول بصوتها المتحشرج:
_عدني أنك ستتزوج من حبيبة.
_تعرفين أنني إذا وعدتك سأفي بالوعد، لكن لن أستطيع ذلك، حبيبة ابنة عمي
ومثل أختي.
بدأ الجهاز بجانبها يصدر صوت أشبه بالصفير، نظرات التوسل في عينيها تزداد
وهي ترخي جفونها بألم، كان يتجهز بلباسه الواقي ليدخل إليها مع الممرضة التي تصرخ.
_ضعي الأنبوب على أنفك.
دخل بسرعة رفع أنبوب الأوكسجين ليطوق أنفها مرة أخرى، أمسك يديها رفعت
نظرها لتحثه على الوعد، دون كلام.
قال بحزن:
_سأتزوجها أعدك بذلك، لكن لن أخطبها وحدي ستكونين معي، أرخت جفونها بسلام
وعلى وجهها طرف ابتسامة، وهي تربت على كفه برفق، كأنه طمئن قلبها بكلامه.
مع أن حبيبة لم تكن بمستوى ابنها التعليمي إلا أنها كانت تراها فائقة
الذكاء، حاولت بكل قوتها ليعيدها والدها إلى المدرسة لكنه لم يسمح لها بالذهاب.
يرى فرناس أنها طفلة والديها المدللة، طفولية مشاكسة لم يجمعهم حديث واحد
مشترك، لم يعرها اهتمامه يوما.
صباح يوم جديد ملبد بالغيوم، كأن السماء تنذره أن هناك سوء قادم، حتى
الغصة في صدره لم تتركه منذ دخول أمه إلى المستشفى.
صوت هاتفه يصدح في الأرجاء، إنه المرة الثالثة الذي يغلق ويعود للرنين،
رد بصوته الخافت، فقد أخذ النعاس منه مأخذه، لعله لم ينم إلا ساعة أو أقل في
الليلة الماضية، فهو يفكر بالمصيبة التي ورط نفسه بها عندما وعد أمه بالزواج منها:
_الو
وعلى الجهة المقابلة كان صوت أنثوي يقول بكل أسى:
_ العمر لك سيد فرناس، والدتك توفيت قبل نصف ساعة، ننتظرك لتستلم الجثة.
أيقظه من شروده صديقه ماهر وهو يربت على يده، وقف إلى جانبه ولم يتركه،
كان يعلم كل ما يجول في قلب وعقل صديقه.
رفعت زوجة عمه ابنتها حبيبة عن الكرسي، لترقص على أنغام الأغنية القادمة،
وأمسكت يده تحثه على النهوض، وقف كغريب في ساحة الرقص فهو غريب حتى عن نفسه مسلوب الإرادة
كحجر شطرنج يحركه أحدهم كيفما يشاء!
مازال ساخط على ذلك الوعد الذي قطعه لأمه، يناظرها وعقله وقلبه بمكان
أخر.
اعتقدت حبيبة أن موت والدته قبل تسعة أشهر هو ما أحزن وجهه، فقد والده
منذ زمن بعيد، كانت والدته بمثابة الأم والأب، ورحيلها عنه كانت الضربة القاضية بالنسبة
له، فهو لا يتحدث معها كثيرا فقد أمضى الخطبة دون أن يدلف لبيتهم إلا مرتين وبحضور
والدها.
ولكنها تعلم أن جراح قلبه عميقة، وتعلم أن الحياة أعطته الصفعة تلو الأخرى،
قدم لخطبتها فلن ترفض وهو ابن عمها ولم يتبقى من عائلته أحد.
ستكون أمه وأباه وأخاه، لن تفكر بخالد بعد الأن، خالد ذلك الشاب الذي
كان يبيع الأجهزة الالكترونية في دكانه الصغير المقابل لبيتهم.
عندما تخرج في المرات القليلة من البيت يقف أمام الباب عيناه تلاحقها
حتى تغيب عن نظره، لقد أوقفها مرات عديدة يطلب رقم هاتفها، تغادر هاربة قبل حتى أن
يكمل كلامه.
كفراشة خفيفة ملونة بالأبيض الناصع تتراقص بانسجام على أنغام الموسيقى
الهادئة بفستانها المتماهي مع بياض وجهها وحجابها الذي يغطي شعرها، ترسم شبه
ابتسامة على ثغرها.
سارح بها وبجمالها الأخاذ، لعل أمه كانت منبهرة بهذه الشقراء، ذات
العيون الملونة، فعندما تراها وللوهلة الأولى تحسب أنها من نسل أوربي.
قد تكون حلم أحدهم كما قالت أمه يوما، لكنها بالتأكيد ليست حلمه، يراها
لا تليق بعقله الراجح وجبروته الخفي، وبمكانته الاجتماعية، لقد ظلمها وظلم نفسه بذلك
الوعد.
تحسست الدفء من يديه في صقيع المساء فإن الشتاء بلفحاته المسائية ينذرك
أنه قادم، إنها المرة الأولى التي يمسك يدها ليبدلا الخاتم من اليد اليمنى إلى اليد
اليسرى، أنزل يده بسرعة كأن إعصار ضرب كيانه، شعرت بذلك من رجفة يده التي سحبها بقوة.
دلفا خارجا إلى السيارة، لم تكن تلك الزينة التي أرادتها حبيبة وأخبرته
عنها يوما، لقد نسي حوارهما كأن أحدهم مسحه من ذاكرته، لكن يحفظ كل كلمة تقولها إيمان.
غريبة ببيت جديد؛ بيت بعيد عن والديها وعن بيت عمها فهو لم يدخل بيته
منذ وفاة والدته، وبغربة متفردة عن نفسها تشعر أنها وحدها في هذا الكون الرحب.
دلف فرناس إلى غرفة مجاورة وهو يقول بعدم اهتمام:
_ سأخلد للنوم فأنا متعب وأريد أن أرتاح!
خلعت حذائها الأبيض المرتفع لترتاح قدماها من تعب الرقص والوقوف، فقد
كان يوم حافل بالضجيج، ضجيج العرس وضجيج عقلها وقلبها تتخبط في بحر أفكارها، فكرة تدلف
بها إلى المحيط السحيق، وفكرة ترميها على شواطئ الخذلان.
تساءلت بينها وبين نفسها، كيف لفرناس أن يذهب إلى النوم في يوم مميز كهذا!!
أليس الأجدر به أن يبارك لها زواجها على الأقل، أو يتناولان العشاء سويا؟
سمعت صوت قرع الطبول في بطنها، لم تكن لها شهية على الطعام في يوم كهذا
لذلك لم تتناول شيء من عشاءها البارحة، ولكن الآن لم تكف بطنها عن صراخها الصاخب فعلى
ما يبدو أن معدتها تذكرت جوعها.
عادت تحدث نفسها من المؤكد أن التعب أخذ منه مأخذه، لقد نسي بكل تأكيد!
تعرفه منذ صغره قليل الكلام كثير الصمت، تربى على يد والدته فحمل مسؤولية
منذ الصغر، غادرته ضحكته الطفولية مع مغادرة والده تحت التراب.
لم تأتي إلى بيتها هذا من قبل ففرناس هو من جهزه وهو من أختار الأثاث؛
خطبتهم كانت سريعة جدا قبل شهر تقدم ليفتح الموضوع مع والدها والأن هي في بيته، كم
كان الشهر سريعا! حتى أنها لم تلتقط أنفاسها به.
لم تستطع أن تعترض فوالدها لها بالمرصاد دائما كالسد المنيع في ظهر فرناس
فهو ابن أخيه الوحيد، ولا يريد أن يحمله أعباء فوق أعبائه، كل ذلك كان على حساب سعادتها.
لا تعرف أين غرفة النوم وأين الحمام؟ إنها في الصالة الواسعة في المنتصف،
تقدمت خطوات بطيئة لتتفحص البيت فلا شيء آخر لتفعله.
الصالون يحتوي على أريكتين بجانب بعضهما وعلى طرف الحائط طاولة زجاجية
مرصعة الأطراف، تلوح بين جوانبها ورقات الخريف الأصفر بتنسيق منتظم يتماهى مع لون الحائط،
مع أربعه من الكراسي على الجوانب.
يعد أثاث خفيف بالنسبة للصالة الواسعة وعلى اليمين هناك باب واسع
دخلت منه إنه المطبخ على أحد رفوفه بقايا البيتزا التي أحضرها فرناس على الغداء كما
يبدو، وفنجانين من القهوة على الطاولة، من المؤكد إن ماهر كان معه هنا فهو صديقه الوحيد.
خرجت من المطبخ لتدلف لغرفة أخرى، إنها غرفة منفردة تحتوي سرير واحد صغير،
وخزانة بدرفتين ومرآة تحتها ثلاثة من الرفوف.
وحقائب ملابسها مازالت في فناء الغرفة لم يرتبها كما قال لهم:
_أكاد أجن ما الذي يحصل هنا؟
لم تجد غرف أخرى غير الغرفة التي دخلها فرناس ولم يخرج، اقتربت من الباب
وشعرت بنكزة في صدرها، وبخيبة ترجمتها دموعها، تريد أن تفهم ما الذي يحصل لكن كبريائها
منعها من سؤاله فتراجعت.
خطبتهم كانت قصيرة، هي تعرف أنه لم يعتاد وجودها، لم يعتاد أن تكون له
زوجة تقاسمه بيته ووقته، لكن لم تتوقع أن يعاملها بلا مبالاة، كأنها شيء من أثاث المنزل.
بعد عدة محاولات تمكنت من خلع فستانها، حتى ذلك الفستان لم يعجبها، لكن
والدتها لم تسمح لها أن تفتعل مشكلة، اسكتتها قائلة:
_إن ابن عمك يعيش لوحده، من أين له أن يعرف بفساتين الزفاف التي تعجب
الفتيات؟
جلس فرناس على حافة السرير، نهض مجددا، ثم عاد للجلوس، كان يمشي في الغرفة
ذهابا وإيابا بتوتر، اتصل بإيمان عشرات المرات دون أن ترد، حتى أنها لم تأتي إلى الفرح
كما قالت له!!
كاد أن يجن ويذهب لأمام بيتها، لكنه سمع خطوات حبيبة تقترب من الغرفة،
تمدد على السرير ليتظاهر بأنه نائم، كادت تفتح الباب، لكنها عادت أدراجها، همس
بصوته الخافت:
_ كانت تنقصني تلك في بيتي، ماذا تريد الأن؟
سمع حركتها تتجول في البيت، إلى أن دخلت للغرفة المخصصة لها بجوار غرفته،
مشى على رؤوس أصابعه، وأغلق الباب خلفه بخفة شديدة كيلا تسمع صوته.
أخذت حبيبة حمام دافئ، أزاحت مساحيق التجميل عن بشرتها الناعمة، عاد شعرها
الطويل المنساب على أكتافها لطبيعته بعد أن رفعته إلى الأعلى، اتخذت تحت الغطاء مكان
لها فالجو بارد.
من قال إن الشتاء وحده فصل البرد، فالخذلان برد، والخيبة برد، والجفاء
والفراق برد، برودة الروح أبشع وأشد وطأة من برودة الجسد.
همست لنفسها كما تفعل كل ليلة أنزع مني ياالله ثقل أيامي الحزينة، كتماني
الطويل الذي يخنقني، ليالي الألم من نفسي وامنحني الطمأنينة والسلام.
استلقت لكن عيونها أبت أن تنام، بللت الوسادة بدموعها، تهيئت كثيرا لهذا
اليوم وحملت في جعبتها الكثير والكثير من الكلام لتخبر فرناس به لكن لم تجد منه حرف،
تذكرت قول والدها.
"إن فرناس ابن عمك ، لن يسمح للنسمة بأن تزعجكِ، هو أفضل من الغريب."
الآن هل ستخبر والدها عما يحدث؟ هل ستقول إن فرناس بليلتها الأولى جعلها
تنام وحدها والدموع ملئ عيونها؟ حتى الكلام استخسره بها وبقلبها.
سمعت طرق خفيف على باب غرفتها، لكن أخفت رأسها تحت الغطاء، سمع تنهدها
من خلف الباب فعلم أنها تبكي، ألمه قلبه لحالها، لم يتصرف يوما بتلك الفظاظة مع أحد.
يعلم في قرار نفسه أن لا ذنب لها لقد اختارتها أمه عروس وهو لا يرغب،
لو علمت حبيبة أنه لا يريدها لن تكون هناك قوة في الأرض تجعلها توافق:
_حبيبة هل من ممكن أن تخرجي لنتكلم قليلا؟
طرق الباب مجددا بقوة أكبر، كاد يعود أدراجه ولكن في آخر لحظة سمع صوت
الباب يفتح.
أسرت قلبه للوهلة الأولى يفضل الفتاة الطبيعية دون مساحيق التجميل، كوردة
سقيت لتوها برعمة زينتها المياه الندية على خديها بعد جفاف قاحل، بعفويتها وطبيعتها
صمت منحنيا عند ذلك الجمال الرباني.
فكر قليلا قد يكون لدى والدته الحق عندما قالت: "إنها حلم أحدهم"
سرعان ما نفض تلك الأفكار من رأسه عندما تذكر إيمان وهي تبكي وتتكلم من
بين شهقاتها: "كيف ستتركني وتتزوج ابنة عمك بعد كل هذا الحب؟"
_لقد أحضرت العشاء، أعرف أنك لم تتناولي شيء مثلي، تعالي لنأكل ونتحدث
قليلًا.
فرد الطعام على الطاولة، انتشرت رائحة الشواء في المطبخ بسرعة، وضع لقمة
صغيرة في فمه، يمضغها بصعوبة لم تكن لديه الشهية ليأكل، لكنه لن يترك ابنة عمه دون
طعام في ليلتها الأولى في بيته.
تلون وجهه بألوان عديدة، لا يعرف كيف سيبرر تصرفاته تلك؟
وضع غرفتين للنوم بدل واحدة، هربت الكلمات من شفتيه، عجز لسانه عن التعبير،
لم تكن حبيبة أقل توتر منه، تفرك يديها بتوتر عادتها المألوفة عندما ترتبك:
_لعلنا لم نتحدث كثيرًا في فترة خطوبتنا، فقد مرت بسرعة كما تمر الأيام،
أود أن أعتذر منك لأني وضعت سريرك في غرفة منفصلة، أردت أن تكون فترة خطوبتنا أطول
في بيتي، لنتعرف حقيقة مشاعرنا، سنكون أصدقاء ما رأيك بهذا؟
للوهلة الأولى لم تستوعب ما يقول، بقيت صامتة وشاردة في العدم، لقد تفاجئت
بكلامه كثيرا، أكمل قائلا:
_سيكون أمر الغرف سر بيننا أتمنى ألا تطلعي أحد عليه.
هزت رأسه بمعنى موافقة دون أية كلمة، اختنقت الدموع في عينيها، والغصة
في قلبها، كادت أن تنفجر في وجهه لتقول؛ لماذا لم تخبرني هذا وقت خطوبتنا؟ لماذا لم
تدلف إلى بيتنا إلا مرة أو مرتين؟
لكنها فضلت الصمت على المواجهة، وضعت اللقمة التي في يدها وهي تقول:
_تصبح على خير.
لم تنم بسهولة، فتغير الأماكن جديد عليها، غفيت عيناها صباحا قبل أن يخرج
فرناس إلى جامعته، نامت ساعتين أو أكثر وعندما خرجت تفحصت البيت لكنها لم تجده، بدأت
بترتيب المنزل إنها الطريقة الوحيدة التي تنفس بها غضبها.
***
مواعيد النشر: الجمعة
(((لقراءة الفصل الثاني اضغط هنا)))
جميلة، بالتوفيق متابعة وبشدة.
ردحذف