(((لقراءة الفصول السابقة اضغط هنا)))
أمضت الليل وهي تفكر بكلام فرناس، نعم فترة خطوبة أكبر ليتعرفوا على بعضهم
ستكون أفضل! هي أيضا لا تعرف حقيقة مشاعرها، لم تعتاد عليه، صحيح أنه ابن عمها ولكنها
لم تراه زوجا يوما.
لاحت صورة خالد في عقلها، ترى هل كان عليها أن ترفض كلام والديها وتسمع
كلام قلبها؟ ما حال خالد بعد أن علم أنها تزوجت وهو من يقول لن يتزوج غيرها! أرسل لها
سابقا مع صديقتها الكثير من الرسائل الشفهية، ترى هل كانت تحبه دون أن تعلم؟
ضجيج الأفكار في رأسها لا يتركها، همسات الحروف لا تصمت، أهات الكلمات
لا تخرج، تشعر أنها تريد أن تحمل رأسها وترميه بعيداً، بعيداً بحيث يصمت التفكير فيه،
وتصمت الهمهمات، وتموت الكلمات.
وضعت يدها على قلبها لا تعلم ما الذي يحدث في داخله! لكنه يؤلمها بشكل
واضح يكاد يخرج من مكانه عند دخول فرناس إلى البيت وعندما يكلمها.
انتهت من تنظيف المنزل، وترتيب ملابسها في الخزانة، تفاجئت بجمال غرفة
فرناس وهي تمسح الغبار المتراكم عليها، تلك هي غرفة النوم التي كانت تحلم بها، حتى
لونها المفضل الأخضر الذي يتماهى مع الرمادي، لعل أذواقهما متشابهة.
نظرت لمقتنياته الصغيرة المرتبة على أحد الرفوف مازال يهتم بتلك الأشياء،
حملت علبة العطر الخاصة به شمت رائحتها بكل جوارحها، دخلت الرائحة لعقلها استنشقتها
بقوة كأنها تشتم رائحة فرناس، أعادت العلبة مكانها كأنها تخشى أن يراها أحدهم.
عندما عاد من جامعته، وجد للبيت رونق أخر الحياة بدأت به لتوها، انتشرت
منه الروائح العطرة مرتب بطريقة ملفتة، لم يعهد هذا الترتيب منذ وفاة والدته، حبيبة
تشبهها في كثير من الأمور؛ لذلك بدأ يعجب بتصرفاتها.
كانت مزيج من القوة والحنان، الاستسلام والعناد، المشاكسة والوعي، رمادية
تظن نفسك تعرفها لكن عندما تتغلغل في جوانبها تكتشف كل يوم شيء جديد، صاخبة بكيانها
هادئة بطبيعتها، مزيج بين الأبيض الناصع والسواد القاتم، كل ذلك رآه فيها منذ اليوم
الأول.
كان يومه في الجامعة كالمعتاد بين المحاضرات، والندوة والكتب، لكن ما
أزعجه هي إيمان أين اختفت؟ أخفى عنها خطبته لحبيبه كيلا تغيب عن ناظريه، لم يخبرها
إلا قبل الزفاف بيوم واحد.
اضطربت وجنت ولم تصدق في البداية، ظنت الأمر مزاح ولم تصدق أنه أجبر على
ذلك الزواج.
مازال يذكر كلماتها وهي تقول بصوتها الجهنمي الغاضب:
_نحن في القرن الحادي والعشرين، هل هناك أحد في هذا العصر يجبر على الزواج
من فتاة لا يريدها؟ أنت تكذب أنت لم تحبني يوما؟ أنت تريدها منذ البداية وقد لعبت بعواطفي،
اتخذت مني لعبتك التي تتسلى بها.
صمت عند تلك الكلمات يعرف مقدار الجرح الذي في قلبها ولم يستطيع أن يواسيها،
وعدها مئات المرات ألا يتخلى عنها لكن لن يخون وعده لأمه أيضًا.
حاول جاهدًا أن يشرح لها الأمر لكنها لم تعد تستوعب شيء، كأنما عقلها
توقف عن العمل وقف عند كلمة واحدة "عرسي على حبيبة ابنة عمي غدا".
نزلت دموع إيمان كحبات من اللؤلؤ على خديها، دموعها كانت نقطة ضعفه، أخذت
حقيبتها وهرولة مسرعة ولم تستجب لتوسلاته أن تقف.
إلى الأن لم تقرأ رسالته التي كتبها ليوضح لها سر زواجه، لم يتبقى أحد
ممن يعرفها إلا وسأله عنها، لكنها تريد أن تختفي فهذه عادتها عندما تستاء من أحد ما.
مرت أيام حبيبة متشابهة، تذهب لزيارة أهلها يوم واحد في الأسبوع وعندما
تسألها والدتها عن حالها مع زوجها تجيب بشكل مقتضب:
_الحمد لله بأحسن حال.
تقضي باقي الأيام في المنزل بين المطبخ والتلفاز فهي لم تسمح لها الفرصة
بأن تكمل تعليمها كفرناس.
والدها لم يسمح لها بالذهاب إلى المدرسة الثانوية، باعتقاده أن شهادة
الفتاة دون فائدة، ستعلقها في المطبخ وتلتفت للطبخ وتربية الأولاد، حاله كحال معظم
الآباء في مجتمعاتنا العربية.
لكن حبيبة كانت متميزة بذكائها وفطنتها، تعشق اللغة العربية، تكتب الكثير
من الخواطر، تقرأ الكثير من الكتب والروايات، تحلم يومًا أن تكون روائية وشاعرة معروفة.
استغرب فرناس طلبها عندما أراد أن يذهب للسهر مع أصدقائه، طلبت منه أن
يحضر لها روايات في طريق عودته؛ لقد ملت البقاء في البيت دون عمل شيء جديد.
لم يعلم أنها تحب القراءة، أعتقد أنها توقفت عنها منذ زمن طويل، كانت
تحتفظ بالقصص القصيرة التي تحضرها والدته لكليهما في صغرها، تعيد القصة عشرات المرات
علها لم تغير عادتها تلك.
قال:
_هل هناك رواية محددة تريدين أن أحضرها؟
_لتبحث لي عن روايات الخيال والرومانسية معا.
إنها تقرأ بشغف كأنها تأكل الكتب وتسبح في عالم الأبطال، تتخيل أنها تدخل
إلى عالمهم تعيش معهم بحزنهم وفرحهم، تتخيل الأحداث في رأسها تضحك تارة وتبكي أخرى.
تحب أن تقرأ الروايات الإلكترونية لكن للروايات الورقية مع فنجان القهوة
لذة أخرى، تقضي الساعات دون أن تشعر بالوقت.
عاد فرناس سريعًا لم يغيب حتى لساعة واحدة على غير عادته، دخل بسرعة إلى
غرفته واهتزت التحف من قوة ضربته، ليس التحف فحسب بل الباب والحائط والأرض تحت أقدامها،
لا تفهم حبيبة تقلبات طبعه لقد خرج ومزاجه في مكانه، عاد والشياطين تنطط أمام وجهه.
لم تكن قريبة منه لدرجة أن تسأله ماذا حصل؟ فضلت أن تبقى صامتة ليواجه
مشكلاته لوحده، لا تحب أن تقحم نفسها في خصوصياته، تشعر أنه يريد أن يبقى بعيداً، كل
محاولاتها للتقرب منه باءت بالفشل.
لكنها لم تستطع أن تبقى في مكانها عندما سمعت صوت ارتطام قوي يخرج من
غرفته.
كور يده ككرة وضرب الحائط بكل قوته، سالت منها الدماء وكادت تكسر، لم
يأبه لما أصاب يده فنيران قلبه مستعرة علها نار الغيرة التي يحاول أن يخفي معالمها!
أثار حديث صديقه ماهر ذروة غضبه لم يستطيع أن يبقى أكثر، علم اليوم أن
ذلك المعتوه خالد كان يحب حبيبة وأنه أراد خطبتها، لقد دخل المستشفى على إثر انهيار
عصبي عندما علم أنها تزوجت.
لا يعرف إلى اليوم حقيقة مشاعره! ترى هل أغضبه حديث ماهر عن "حبيبة"
كونها زوجته أم كونها ابنة عمه كما يدعي؟ ولا يريد أن يذكرها أحد على طرف لسانه، مجرد
ذكرها أثار جنونه.
سمع طرق خفيف على الباب كانت حبيبة تتحدث من خلفه قائلة بصوتها
الناعم الطفولي:
_سمعت صوت ارتطام هل كسرت شيء، هل أقدم المساعدة؟
فتح الباب لترى الدماء تسيل من يديه، شهقت بقوة وذهبت مسرعة لإحضار علبة
الإسعافات الأولية، مسحت الجرح في يده، عقمته وعندما تألم أخذت تنفخ عليه برفق، لا
يعلم أنها تلقت تدريب للإسعافات الأولية، ضمدت الجرح وهي تقول مستهجنة أفعاله:
_ماذا حدث؟
لم يرد فرناس عليها، فقد كان سارح في عينيها الواسعة كأنها سماء ممتلئة
بالشهب، قربها كالربيع تعشق قدومه بأزهاره ونضارته الخضراء لكنك تخاف حساسيته، يشعر
أن كيانه يتزعزع من مجرد قربها.
لاحظت شروده في عينها، أخذت علبة الإسعافات الأولية؛ لتتوارى عن أنظاره
سريعًا، سألته إذا كان يحتاج شيء فستذهب لتخلد للنوم وترتاح، أجابها وهو يبتسم:
_ تصبحين على ما تتمنين!
إلى معشوقي المجهول:
عندما يسدل الليل خيوطه الأولى وعندما تنقشع الخطوط الأولى للفجر، حتى
عندما تتصدر الشمس منتصف السماء وفي كل الأوقات والأزمان، ترتسم صورتك المبهمة في مخيلتي،
أتمنى أن أنزل إلى أقصى رحاب الأرض بسلالم عشقك لألمس خديك، أو أصعد للنجوم لأسرح في
عينيك، لكني على أرضك ولا ألقاك.
أخفت الدفتر والقلم تحت الفراش عندما دق باب غرفتها، تفاجئت بفرناس أمامه
معتذر؛ لم يسمح له الوقت بإحضار الكتب، وفي الغد سيأخذها إلى المكتبة لتختار ما تريد.
جمدت في تلك البقعة التي عاد منها، مرت ثلاثة أشهر وإلى الآن لم تحرز
علاقتهم تقدمًا، يعاملها كالغريبة رأت جوانب كثيرة من شخصية فرناس لم تكن تعرفها من
قبل.
عندما تنظر إليه مقطب الحاجبين تشعر أنه لا يعرف أن يضحك، تنظر لمعالم
جسده المتصلب تعتقد أنه ظالم أو دون قلب، لكن قلبه أرق من قلب الطير، قد يظلم نفسه
لكنه لن يظلمك.
غفت عيونها وهي تحتضن ذلك الدفتر التي تبثه همومها ومشاعرها كل يوم إنه
الحافظ لأسرارها، سرها الذي دفن في بئرها العميق دون أن يعرفه أحد.
نامت لساعات ثم استيقظت عطشى تريد أن تشرب الماء، لكنها نسيت اليوم أن
تحضره إلى غرفتها فإصابة يد فرناس أنستها نفسها، ألمها قلبها لحاله دون أن تعرف سبب
ذلك.
فتحت باب غرفتها ببطئ كيلا توقظ فرناس فأمامه استيقاظ باكر للذهاب إلى
جامعته، عادت من المطبخ وهي تحمل كأس الماء، سمعت همهمات تصدر من غرفته.
من المؤكد أن يده تؤلمه ويصدر أنين ستدخل لتطمئن عليه، استرقت السمع من
خلف الباب للحظات، سمعت صوت فرناس وهو يقول:
_أرجوك يا حبيبتي أن تتفهمي موقفي! لم يمر على زواجنا سوى أشهر، إنها
ابنة عمي وسمعتها تهمني أيضا.
صرخة مكتومة أطلقها قلبها، وضعت يدها على فمها لتخفي هيجان تنفسها والدموع
تنهمر من مقلتيها دون توقف، همست بخفوت يقول: حبيبتي!
الكأس يرجف في يدها، قلبها اضطربت دقاته، قدماها تسمرتا في مكانهما، صدرها
يعلوا ويهبط، خشيت أن يكتشف أمرها في أقل حركة ذهبت إلى غرفتها مسرعة.
ابتعلت كأس الماء دفعت واحدة، شعرت أن الغصة علقت بحلقها لا تغادرها،
تقول بينها وبين نفسها:
حبيبتي … وأخاف على سمعتها فهي ابنة عمي، هل تراه يقصدني؟ ومن هناك غيري
ابنة عمه؟! هناك خطب ما، ما الذي يحدث؟ لم أعد أفهم شيء!
هرب النوم من عيونها ومن قلبها، ابتعد عنها مسافات حتى لم تعد تطالع أطرافه،
تطالع سقف غرفتها تفكر طوال الليل بطريقة لتفهم ما الذي يحصل؟ تردف قائلة:
_ لهذا السبب لا يريدني! لهذا السبب إذا وضع غرفته منفصلة عن غرفتي، لهذا
لم يمعن النظر إلي يوما يخاف أن تفضح عيناه أكاذيبه.
عادت بذاكرتها لمواقف عديدة منذ دلفت إلى بيته إلى الآن استحضرتها كلها.
لا تعرف كم عدد الساعات التي مرت وهي تفكر مسحت دموعها بطرف كفها، لم
تكن يومًا ضعيفة ستجد الحل بكل تأكيد.
بحثت في الإنترنت عن طريقة لتتجسس على هاتفه دون أن يعلم، عرفت البرنامج
وطريقة استخدامه، سيأخذ منها فقط عشر دقائق يترك فيها هاتفه.
ستحصل على فرصة مناسبة بكل تأكيد، لتعرف من تلك الفتاة التي يحبها فرناس!
لن تكون متهورة وتقول ما سمعت؛ ستواجه بالحقائق كاملة عندما تكون في متناول يدها.
مع خطوط الشمس الأولى بدأت حركة فرناس في غرفته، قرعت الباب ودخلت دون
أن تنتظر جوابه، أربكته حركتها لم تتصرف يوما بهذا الشكل؛ أغلق أزرار قميصه بسرعة،
وتوجهت إليه قائلة:
_أحتاج الخبز قبل أن تغادر، نسيت أن أخبرك البارحة.
_سأحضره فورًا قبل أن أخرج.
غادر مسرعًا من الباب كأنه يريد أن يهرب منها ونسي أن يأخذ هاتفه، لاح
لها بالقرب من سريره وما أن أغلق الباب خلفه حتى حملته.
إنها فرصتها، لقد فتح الهاتف أمامها عشرات المرات، حاولت أن ترسم خطوط
الرمز لكنها لم تنجح في المرة الأولى، أعادت الكرة مرة ثانية وثالثة، فتح أخيرا.
أنزلت البرنامج، ربطته بهاتفها خلال دقائق، ومع وضع الهاتف مكانه كان
فرناس يدخل من الباب الخارجي.
لقد نفذت الخطوة الأولى بسلام، خشيت أن تكون أخطأت بأمر ما ويكتشف أمرها.
وضعت الإفطار على المائدة، لكنه تأخر ولن يتناول الطعام، شرب رشفة من
كأس الشاي الذي أمامه، خرج من الباب مسرعا وهو يجيب على سؤالها: تحسنت يدي لا تقلقي
شكرا لسؤالك!
انتظرت عشر دقائق لتطمئن أنه غادر ولن يعود، نظرت من النافذة إلى سيارته،
كان يعدل نظارته بعدها أنطلق، هرعت مسرعة إلى هاتفها ستفتح تطبيق المحادثة لديه، وجدت
رقم مسجل عنده باسم" حبي الأبدي".
دخلت إلى المحادثات كانت جميعها كيف حالك، اشتقت لك لم أراك اليوم، إلى
أن وصلت إلى الرسالة الأولى، يديها ترتجف ويتصبب العرق من جميع أنحاء جسدها مع أن الجو
بارد والشتاء على الأبواب، قرأت محتواها.
[وروحي وحياتي كلها وهل بعد الروح والحياة كلام؟ ذهبتي دون أن تسمحي لي
بالشرح، حبيبة وصية أمي الأولى والأخيرة، تعرفين أني وعدتك بالزواج مئات المرات، لكني
أيضًا وعدت أمي وهي على فراش الموت ولن أتخلى عن وعدي.
لكن هذا الزواج سيكون على الورق وحسب، أعدك بذلك، سأضع لها غرفة بالقرب
من غرفتي ولن أدلفها أبدًا.
تعرفين أنه لا أحد غيرك في قلبي، لهذا ضعي يديك وقدميك في ماء بارد لن
أقترب من حبيبة، قلت أنك ستأتين إلى العرس وانتظرتك لأتحدث معك لكنك لم تأتي، لذلك
كتبت لك هنا!]
نظرت إلى تاريخ الرسالة إنها يوم زفافهم، حتى يوم الزفاف شغلت قلبه وتفكيره،
كانت تقرأ وتبكي شعرت أن دموعها جفت كما جف حلقها، شحب لونها كوردة متفتحة نسيت من
السقاية حتى ماتت ظمأ.
كم كانت تتوق لتلك الكلمات أن تسمعها من بين شفتيه! حملت له الكثير من
المشاعر لكنها تعيش بوهم كبير وكذب أكبر لقد خدعها وخدع قلبها.
يا لها من ساذجة! تنتظر اليوم الذي يعتاد وجودها، اليوم الذي يقول
لها أحبك، تنتظر حياة زوجية كاملة بحلوها ومرها.
لماذا كذب عليها؟! لماذا لم يخبرها بالحقيقة؟
إنه السؤال الذي لم تجد له إجابة، انكمشت على نفسها، لم تعد تفقه الألوان
أمامها سندت نفسها بصعوبة على الكرسي.
تذكرت زوجة عمها تلك المرأة الحنونة التي تعتبرها أمها الثانية، تقضي
في بيتها الساعات دون أن تشعر، تبثها همومها وأسرارها، تتحدث معها بعفوية كأنها صديقتها،
لم تشعر يوما بفارق السن بينهما وتحسد فرناس على أم كهذه، لقد خطفها الموت منها بسرعة
غير متوقعة.
أمها كانت دائما مشغولة بهمومها ومشكلاتها مع والدها، جو البيت دائما
مشحون ومتوتر، لا تستطيع أن تصارحها بأمر ما ستلقي اللوم عليها دون أن تكمل حديثها،
تشعر بفجوة سحيقة بينهما.
تكلمت في بين شهقاتها كأن طيف زوجة عمها أمامها: "رحمك الله! يا
أمي وصديقتي وحافظة أسراري، العتب عليك كبير كيف تجبري فرناس على أن يتزوج بي!؟"
أسرعت الاتصال بوالدتها، أخبرتها أن هناك مشكلة مع فرناس لن تستطيع أن
تشرحها على الهاتف، ستقدم إليهم الأن، لكن والدتها طلبت منها أن تنتظر زوجها وهو من
سينقلها فالبيت بعيد.
حزمة حقائبها تلك الحقائب التي دلفت بها عروس إلى بيته، ستخرج منه اليوم
بخذلانها ودموعها وحزنها ولن تعود أبدًا، حاولت الاتصال به كثيرًا لكنه لم يجيب، نظرت
نظرة أخيرة على البيت وهي تجر حقيبتها أمامها.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك في هذه التجربة