(((لقراءة الفصل السابقة اضغط هنا)))
الحقيقة ليست دائما ما نراها او ما
نسمعها!
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
زفر يونغي الهواء بضيق يُقلب في قنوات التلفاز مُستمعا إلى صوت الرعد
الذي يدوي بالخارج والبرق الذي يضرب الأرض بعنف كما لو أنه في صراع لإثبات سيطرته.
ابتسامة جانبية نمت على ثغره عندما تذكر هذه الأصوات لتُعيد له
ذكرياته في ذات الغرفة المظلمة التي أعتاد البقاء بها لأيام دون الخروج ومقابلة
أحد.
أغلق يونغي التلفاز عندما لم يجد شيئا مسليا يشبع ملله،
مرت لحظات أخرى وجذب أنتباهه رنين جرس منزله.
نهض بخطى منزعجة عندما أستمر الرنين مُطولا ليصرخ من مكانه أنه قادم
متمتما بسخط أن العالم لن ينتهي لتأخره بضع دقائق في فتح الباب.
ألتقط محفظته من على الطاولة أثناء مغادرته للخارج بعدما تأكد من
ارتداء معطفه وإخفاء ذراعيه لكى لا يرى أحد ندبات جروحه التي تزين طول ذراعيه.
"هل تعلمون كم كنت انتظ....."
أبتلع يونغي كلماته داخل جوفه واتسعت عينه عندما رأى سويين تقف أمامه
في حالة يرثى لها، ملابسها الممزقة مع الجروح والكدمات التي تملئ وجهها كما لو
أنها كانت في حرب.
صوت قطرات المطر التي تتدلى من خصلات شعرها إلى أسفل قدميها كان
الصوت الوحيد المسموع بينهما قبل أن يلملم يونغي شتات نفسه ويُفرج بين شفتيه
للتحدث:
"ماذا حدث؟"
اقترب يونغي سريعا من سوبين يحاوط جسدها الذي بدأ بالتراخي بين يده
مُحاولا جعلها تقف على قدميها.
ابتلع ريقه مرة اخرى وقبل أن يُكمل مُتسائلا قاطعته سوبين بنبرة
متعبة وخافتة:
"أنقذني"
حمل جسدها بين يده عائدًا للداخل، وضعها
على الأريكة برفق ثم أسرع
في إخراج السلاح من جيبه يخرج من المنزل لتفحص المكان والتأكد إذ كان الوضع آمن.
عاد إلى سوبين بعدما تأكد من عدم وجود أحد بالخارج، نطقت سوبين
بسخرية في محاولة منها لإخفاء تعبها:
" ههه لا اصدق أنك تضعه في جيبك في المنزل.. أيضا لا تقلق لم يلحقني
أحد"
وقف يونغي أمامها بعدما تأكد من إغلاق الباب ثم وضع مسدسه بجيبه
الخلفي مُحنيا لمستواها هاتفًا بهدوء:
" هل انتِ بخير؟ يجب أن نذهب للمشفى
"
أمسكته سوبين من يده تمنعه عندما حاول النهوض لإحضار مفاتيح سيارته
وأخذها إلى المشفى رغمًا عنها.
أكتفت المعنية بالحديث أنها بخير ليصر يونغي عليها للذهاب لكهان
ترجته بأن يتوقف وأنها لا تريد الذهاب لأي مكان فقط تود الحصول على بعض الراحة.
تنهد يونغي بضيق من تصرفاتها الطفولية ثم نهض وأحضر علبة الإسعافات
وجلس بجانبها وسحب يدها يداوي جروحها أولا
رفعت سوبين يدها لتأخذ منه الدواء لكن يونغي أعاد يدها لمكانها. رفض
وأكمل ما يفعله، بعدما انتهى من مداواة جروح وجهها صعد إلى غرفته وأحضر ملابس لها
من خاصته كي تغير خاصتها المُبتلة.
هزت سوبين رأسها وأخذت منه الملابس، قبل صعودها للأعلى وقفت تحدق
بيونغي للحظات قبل أن تنطق بامتنان:
"لم يفعل لي احد هذا من قبل، شكرا لك
"
تركته سوبين وصعدت بعدما أخبرها يونغي على مكان الغرفة. مرت لحظات
حتى أدرك أنه دلها على غرفته فصعد سريعا للأعلى قبل أن تفتش في أغراضه.
فتح الباب دون أن يطرق لتصرخ سوبين عندما رأته يقف امامها وهى لم
تنتهي من ارتداء الملابس.
استدار للخلف وأغلق عينه بوضع يده سريعا يتمتم ببعض الأحرف الغير
مفهومة. تساءلت سوبين بصراخ بعدما أمسكت القميص الملقي بإهمال على السرير لتغطي
نصف جسدها العلوي:
" ماذا تفعل هنا؟ "
أجابها يونغي بتوتر:
" لم اقصد انا فقط صعدت لأطمئن عليكِ
"
سخرت سوبين ببرود فهي تعلم غايته الحقيقة من صعوده مسرعًا ظننا منه
انها ستفتش في أغراضه حتى وهي في أسوأ حالاتها:
" صحيح كيف تتركني بمفردي في غرفتك! لقد نسيت فأنت تخاف على معلوماتك
كثيرًا "
تزامُنا مع انهاء كلماتها وقفت امامه تحدق به عاقدة يديها أمام صدرها
لتنبث بجدية:
" أعتقد أنك يجب أن تغير تفكيرك عني قليلا!"
رفع يونغي كتفيه بغير مبالاة:
" أعتذر و لكن أنا لا اثق بأحد لذلك افكر فيهم كما أريد!"
رفع يده بعدم اهتمام يتخطاها للخارج منتظرًا منها الخروج ليغلق
الباب. قهقهت سوبين لتبدأ في لعنه في سرها قبل خروجها وعودتها إلى الأسفل بخطى
بطيئة.
جلست على الأريكة ضامة قدمها إلى صدرها تُفرك يديها ببعضها، رفعت
رأسها تثبت عينها على خاصة يونغي تقول بهدوء:
" أعتذر لإفساد ليلتك لكن حقا لم يكن لدى مكان آخر أذهب إليه لأنني لم
أرد إخافة جدتي بمنظري"
بنبرة ساخرة نطق يونغي لتخفيف توترها:
" هه إذا ماذا عني! تظهرين مثل الأشباح، أنا أيضا أخاف مثل البشر
صدقيني"
ابتسمت سوبين بخفة تجاري سخريته الدائمة لكنها اختفت تدريجيا عندما
رغب يونغي في معرفة ما حدث.
هزت رأسها نافية ثم اخبرته انها ستخبره في الصباح.
" إذا كيف عرفتي منزل هل تتبعتيني مرة اخرى؟"
صاحت سوبين في وجهه بانفعال:
" هل تعتقد ان تعقبك هو الشئ الوحيد الذي يهمني هذه الفترة!"
بذات الملامح الجامدة أنتظر يونغي إجابتها:
"همم لقد وضعت ورقة على الطاولة بعنوان منزلك ولقد رأيتها سعيد الآن
"
" سأبقى اليوم و أغادر في الصباح أتمنى أن توافق ليس وكأن لديك خيار
آخر "
رفعت سوبين حاجبيها بتحدِ
أبتسم يونغي بخفة ليقول بقلة حيلة:
" ههه ليس وكأنكِ ستغادرين إذا أخبرتك
"
" بدأت تفهمني يونغي_شي "
" توقفي عن ذكر اسمي بهذه الطريقة"
" لماذا؟ هل يزعجك! "
ابتسمت بشر منتظرة إجابة الآخر
" أجل "
" إذا سأدعوك به " لم تعط الفرصة ليونغي
ليعترض لأنها سحبت الغطاء الذي احضره ووضعته على رأسها
لتنام بعدما عدلت وضعية نومها.
" تصبح على خير "
سمع تثائبها من أسفل الغطاء لذلك تركها تنام وصعد لغرفته هو الأخر
لينام.
كعادته تأكد من إغلاق الباب ورائه ليس لأنه خائف على الأوراق بل لأنه
يكره أن تتم رُؤيته نائمًا.
ظل يتقلب في الفراش وعينه تأبى النوم، زفر الهواء بضيق فهو بحاجة إلي
النوم و لكنه لا يستطيع. قرر النزول إلى الأسفل لشرب الماء لكنه توقف عندما وقعت
عينه على سوبين
أقترب منها يحدق بها بابتسامة لطيفة نمت على ثغره بشكل تلقائي بسبب
طريقة نومها.
انخفض لمستواها يعيد رفع الغطاء الذي اسقطته على الأرض عند تقلبها.
وضع يده على جبينها لتفحص درجة حرارتها عندما لاحظ احتقان وجهها.
زفر الهواء بانزعاج بسبب إصرارها على عدم الذهاب إلى المشفى حملها
لغرفته برفق ووضعها على فراشه بخفة كي لا تستيقظ.
تأكد من وضع الغطاء عليها جيدا ثم عاد للأسفل لإحضار مياه باردة
وإحضار الدواء لها. جلس على طرف السرير بجوارها لينطق بهدوء:
"سوبين...استيقظي يجب أن تتناولي الدواء"
فتحت سوبين عينها بخمول بعدما محاولات كثير من يونغي في جعلها تستيقظ
ولكنها كانت تستمر بالرفض وتمتمتها أنها تريد النوم
" تناولي الدواء "
ساعدها يونغي في تناول الدواء وبقى بجانبها يُراقب درجة حرارتها. حل
الصباح سريعا على يونغي الذي لم تُغلق عينه للحظة.
قبل أن يغادر الغرفة تأكد من انخفاض حرارتها ليتنهد براحة.
حضر الإفطار ثم اخذه لغرفته،
وضعه على الطاولة ثم
أقترب من السرير يهتف باسم سوبين لكي تستيقظ.
بعد دقائق استيقظت واعتدلت في جلوسها تفرك عينها بنعاس قبل أن تعي
أنها في غرفة يونغي لتتساءل سريعا:
" ما الذي أحضرني لغرفتك؟"
فسر المعنى بالحديث بعدما جلس أمامها:
" كان لديكِ حُمى لذلك حملتكِ إلى هنا، الآن تناولي إفطارك وغادري
"
نطقت سوبين بغير تصديق فهو وقح لكن ليس لدرجة طردها بطريقة لبقة في
اعتقاده:
" هل هكذا تعامل ضيوفك؟"
" صدقيني انتِ حالة خاصة فأنا لم اكن لأسمح بدخول أحد منزلي تحت أي ظرف"
" أنت وقح "
أجابها يونغي سريعا بدون تفكير:
" أعلم "
" بارد "
اكتفى بالهمهمة لتبدأ سوبين في اهانته أكثر وهو لا يفعل شيء سوى
الهمهمة كما لو أنه لا يستمع.
" لا اصدق أنت حتى لا تنطق كيف يمكنكِ؟"
" لا يُهمني ما يعتقده بي الأخرون!
فكل شخص له قيمة لدى وهي
لا تتجاوز قدمي"
انهى يونغي حديثه ساخرًا
" ماذا عن يون وجدتك؟ هل هم أيضا يملكون هذه القيمة
"
نطق ببرود ثم أدار ظهره يرتشف من قهوته بعدما وقف:
" ربما اقل! "
نهضت سوبين من على السرير تهتف بانفعال لنطقه بهذا بكل وقاحة:
" انت سيء لا أعلم كيف يمكنك الحياة هكذا! بهذه الطريقة لا شك أن لا
أحد يرغب بالاقتراب منك"
أغلقت فمها عندما أدركت الهراء الذي تفوهت به وأنها أضاعت فرصته
الوحيدة في الحصول على مساعدته.
وضع يونغي كوب القهوة من يده يُعيد نظره إلى وجهها راسمًا ابتسامة
باردة:
" ليس كأنني ارغب بوجودهم "
" انتِ لا تعلمين شيء عن الناس، أقل ما يُقال عنهم وحوش لذلك لا اثق
بأحد ولا حتى بشخصٌ مثلكِ هل تعتقدين أن لعبتكِ هذه ستخدعني! أعلم جيدا انكِ
اختلقتِ قصة ما لتدخلي منزلي، لا تعتقدي انني غبي كي لا أعرف انا فقط أحب مُجاراة
المخادعين"
مع كل كلمة كان يقترب منها حتى أصبح يقف أمامها قبل ان تتغير نبرة
صوته لتدل على تفكيره ونيته الحقيقية:
" لا أعلم ماذا ستفعلين المرة القادمة!"
رفعت سوبين يدها لكى تصفعه على اهانته لكنه امسك يدها يمنعها ببرود.
" لم افعل هذا، لم أختلق قصة غبية كما تقول حقا
كُنتُ سأموت وأنا أحاول مس... انت هنا تلقي بكلامك السخيف، أنت أحقر شخص رأيته في
حياتي مين يونغي "
أنهت سوبين حديثها بحدة بعدما سحبت يدها من بين خاصته تتبادل مع
نظرات غاضبة.
" إذا افعلي شيء يجعلني أثق بكِ مع أني أشك بهذا!"
حدقت به سوبين بغضب ثم سحبت حقيبتها التي أحضرها يونغي عندما حملها
أمس للغرفة.
ببرود قالت سوبين:
" سأنظف ملابسك وأجعل الخادم يحضرها
"
اجابها يونغي سريعا
" لابأس فأنا لا أحب ارتداء ملابس لبسها أحد غيري
"
" أنت تخبرني أن أرميها لكن بطريقتك كذلك، لا تقلق لقد فهمت
"
ارتديت سوبين حقيبتها وقبعة لتخفي وجهها ثم أسرعت في الخروج من
الغرفة لكن منعتها يد يونغي:
" تناولي طعامك قبل مغادرتك "
"لا أصدقك حقا منذ لحظات تُهينني والآن تريد مني تناول الطعام!"
" ليس كذلك فقط أجد أنه من الخسارة أن يتم رميه لذلك أخبرتكِ كي
تتناوليه فأنا أكتفي بشرب قهوتي"
نظرت له سوبين بحدة ثم سحبت يدها وغادرت المنزل دون أن تنطق بكلمة أخرى فهي أكتفت من اهاناته الغير ضرورية والتي لا تعلم سببها إلى هذه اللحظة فكل ما في الأمر أنه تريد الحصول على مساعدته بتركها تنضم للتحقيق معه.
***
مواعيد النشر: الأحد
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك في هذه التجربة