(((لقراءة الفصول السابقة اضغط هنا)))
بعد وفاة والدة يونغي بيومين '
ذهب يون الذي يبلغ من العمر السابعة عشر إلى منزل جونغ لمُقابلة
يونغي بعدما عرف بمكوثه في هذا المكان.
بدأ يصيح من الخارج بصوت عالي:
" ياااه يونغي أخرج إلى هنا واللعنة"
كان يونغي يختبئ في غرفته يراقب صراخ يون من الخارج ومحاولة الدخول
لينول منه.
أكمل يون بنبرة صارخة:
" كيف أمكنك الهرب؟ كيف واللعنة! أتركها في المنزل وعندما أعود أراها
غارقة في دمائها وفي النهاية تُغلق القضية على أنها انتحرت
"
حاول يون التملص من أيدي الحراس ودفعهم في صرخاته التي لا تعلو أكثر
وأكثر تعبيرا عن إحباطه
خرج جونغ عندما طال عِناد الصغير لينطق بهدوء:
" لا احد هنا "
هز يون رأسه ينفي بحنق مُجيبا بنبرة غاضبة:
" لقد سمعت مكالمتك مع جدتي أعلم أن هذا اللعين بالداخل"
تحرك جونغ يدفع الصغير بخفة يحثه على المغادرة فلا فائدة من البقاء
والصياح هنا.
دفع يون يد الآخر عنه بعنف يُبادله نظرات كارهة:
" ههه حسنا سأخرج وسأبلغ الشرطة عنك
"
قهقه جونغ فهو رئيس عصابة تشول والشرطة تخدمه:
" تفضل وحاول "
" مين يونغي لا تظن أنك ستفلت بفعلتك فحتى إذا لم تقتلها انت بالنسبة
لي القاتل الوحيد لذلك لا تجعلني أراك أو أقسم سأقتلك
"
كان هذا آخر لقاء بين الشقيقين فقد تربى كلاهما على احدى، أحدهما
أحتفظ بحزنه بدون معرفة الحقيقة بالكامل والصغير أكتفى بتحميل نفسه ذنب ما حدث
والبقاء مع العصابات ليكبر كشخص قوى.
....................................
أفاق يونغي من شروده عندما أشتد برودة الجو حوله ليخرج هاتفه من جيبه
بصعوبة يطلب رقم يوهان مُتحدثا بثمالة:
" لا استطيع القيادة..."
أسرع الصغير بمقاطعته وإعلامه أنه سيحضر في أسرع وقت.
أغلق يونغي الهاتف واعاده إلى جيبه مثبتا عينه في الفراغ. بعد مرور
ساعة وصل يوهان إلى المكان ليجد صديقه الوحيد نائما براحة على قبر والدته بهيئة
مُبعثرة.
ابتلع يوهان ريقه ثم اقترب ببطيء وأنخفض لمستوى يونغي النائم بهدوء
يهزه بخفة كي يستيقظ لكن بدون استجابة من يونغي الذي لم يتحرك.
تمتم يوهان بتعب بعدما استطاع حمل النائم على ظهره:
" هل كان يجب أن تفرط في الشرب؟
"
وضعه في السيارة وتأكد من وضع حزام الامان له ثم اتجه يوهان ليجلس
مكانه ثم بدأ يقود إلى المنزل.
فتح يونغي عينه بخمول مصدرا بعص الهمهمات الخافتة قبل إعطاء يوهان
عنوان منزله وإخباره أن يذهب إلى هناك فهو لا يستطيع العودة إلى بيت والدته في هذه
الحالة الرثة.
بخطى مُترنحة نزل يونغي من السيارة بعدما توقف يوهان امام منزله.
أسرع الصغير في الإمساك به جيدا واضعا أحدي يديه حول خصر يونغي
والأخرى تُمسك بيده التي أحاطت عنقه يساعده في الصعود لغرفته بعد مُعاناة.
ساعد يونغي في نزع سترته حذائه قبل وضع الغطاء عليه.
تأكد يوهان من وضع دواء الثمالة ثم غادر إلى منزله فالساعة تجاوزت
الثانية بعد منتصف الليل
~~~~
' 10:30 صباحا '
بدأ يونغي يفتح عينه بخمول، مرر يده على السرير باحثا عن هاتفه مع
تمرد بعض اللعنات من فمه بسبب الصداع الذي يفتك برأسه أثر الثمالة.
بدأ يتذكر أحداث الأمس تدريجيا ليجذب هاتفه سريعا مُهاتفا يوهان
ليعلم أخر الأخبار بشأن القضية وما إذ تحقق ما يريده.
رد يونغي تحية الصباح بصوت مبحوح بينما يُفرك المنطقة بين عينه
باقتضاب لشعوره بعدم ارتياح.
نطق يوهان بسعادة:
" بدأ الجميع يتحدث عن قضية جونكوك يمكننا القول انها اصبحت قضية رأى
عام"
ابتسامة صغيرة اعتلت وجه يونغي بسبب حماس الصغير وليس لأنه لم يعرف
بحدوث هذا ففي النهاية دائما ما تسير الأمور على خطاه.
أكمل يوهان حديثه بأن كيم راين طلب إجراء مقابلة.
ابتسامة مظلمة نمت على ثغر يونغي عندما استمع للخبر الأخير متحدثًا
في قرارة نفسه أنه لن يفلت أحد هذه المرة.
تساءل يونغي بهدوء:
" هل حددت الموعد؟ "
" اليوم الساعة الثالثة "
" جيد ، سأستحم أولا وأذهب لمنزلي لإحضار أغراضي ثم سأذهب إليه"
وضع يونغي الهاتف على الطاولة بعدما أنهى المكالمة مع يوهان وألتقط
الدواء بين يده يحدق بالملاحظة التي كتبها يوهان.
" لا تفرط في الشرب مرة اخرى
"
قهقه بسبب الوجه العابس الذي رسمه يوهان لإيضاح انزعاجه بشكل أفضل.
ربما الشيء الوحيد الذي لم يندم عليه يونغي هو ثقته بيوهان بالرغم من
فرق تسع سنوات بينهم إلا أن الصغير سبب من أسباب بقاء يونغي على هذه الحياة
البائسة وتمسكه بانتقامه الدامي.
غير يونغي ملابسه بعدما اغتسل إلى أخرى مريحة مُغادرا إلى منزل
والدته، فور وصوله نزع القناع عن وجهه كما يفعل دائما قبل أن تراه جدته يفعل هذا
لتبدأ بطرح الأسئلة عن سبب فعلته وهو كعادته لن يخبرها بمقصده الحقيقي وراء فعله.
إعتاد ارتدائه كلما أقترب من عائلته قلقا من أن يتم رؤيته بينهم و
يتعرض للتهديد بهم.
قابل يونغي بمجرد دخوله المنزل سوبين عندما التقت أعينهم، رجع خطوة
للوراء عندما ركضت الأخرى تقف امامه واضعة يدها خلف ظهرها مستمرة في رمقه بنظرات
غير مفهومة.
بفضول باحت بدأت تتحدث سوبين:
"رأيت مُقابلتك بالأمس، هل حقا لديك ما يكفي من الأدلة للمحاكمة
الأولى؟"
حاول يونغي تجاوزها للصعود لغرفته لكنها منعته بالوقوف أمامه مرة
اخرى.
قلب يونغي عينه قبل تحدثه ببرود:
" لماذا انتِ مُزعجة؟"
" سمعت انك ستُجري مُقابلة مع كيم راين اليوم!"
عقد يونغي حاجبيه بتفاجئ من معرفتها بهذا الخبر لتتحول نبرة صوته
الباردة إلى أخرى غاضبة
" كيف عرفتي هذا؟ أخبرتكِ أن تنسي هذه القضية وتوقفي عن التدخل بشؤوني!"
أجابته سوبين ببرود:
" يبدو أنك نسيت أنني سأتدخل لذلك لا تحاول حسنا!"
ابتسم يونغي ساخرًا منها:
" صدقيني انتِ الخاسرة "
لم يزد حرف بعد هذا وصعد إلى غرفته
تنهدت سوبين بقلة حيلة بعدما ذهبت إلى غرفة الجدة تخبرها بعودة يونغي
سالمًا إلى المنزل.
في حين انتهاء يونغي من جمع
أغراضه وأوراقه في حقيبته.
نزل إلى الأسفل ليجد الجميع مُجتمعين يشاهدون التلفاز ويون بينهم
يضحك على ما يراه في شاشة التلفاز وهذا كان غريب بالنسبة له فهو لم يراه يبتسم
بهذه الطريقة منذ قدومه.
حمحم يونغي بخفة عندما شرد للحظات يجذب انتباه الجميع خاصة للحقائب
التي يحملها بين يده.
" يونغياه...هل ستغادر!؟"
أومأ برأسه بخفة يراقب تحول ملامح وجههم عدا يون الذي قهقه بسعادة:
" اخيرا القليل من الراحة"
أقترب من الطاولة الموضوعة بالمنتصف يضع ورقة بعنوان منزله الجديد:
" هذا عنوان منزلي مُرحب بكم في أي وقت
"
أقترب من جدته يعانقها بحرارة لترفع الجدة يدها تبادله بعدما وبخته
على تصرفاته الغير عاقلة إلى هذا اليوم.
همس في أذن زوجة أخيه بعدما فك عناقهم:
"أعتني بهم وإذا حدث شيء هاتفيني في الحال"
طبع قبلة على جبين جين النائم على الاريكة ثم أقترب يحدق بسوبين:
" وداعا "
لوح لها بملل ثم تجاوزها مُغادرا، أرتدى القناع بسرعة ثم صعد إلى
سيارته يقود بعيدا عن المنزل.
غير ملابسه إلى أخرى رسمية تُناسب محامي ثم أتجه إلى الفرع الرئيسي
لشركات ماوس لمقابلة كيم راين
***
مواعيد النشر: الأحد
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك في هذه التجربة