(أرض غريبة)
_مارت، مارت، ألا تسمع أيها البليد.
دخل إلى غرفته، رآه ممدد على الأرض:
_ نائم كعادتك، انتظر قليلًا.
غاب لدقائق معدودة وعاد بدلو من المياه الباردة، أنزله على جسده دفعة واحدة، شهق ووقف منتصب.
قال بغضب:
_ماذا هناك؟ ما الذي حدث؟!
_أتسألني أيها البليد، هيا إلى عملك، لقد تأخرت كعادتك.
مشى الرجل أمامه وهو يكلم نفسه:
"إنه كاللعنة لا أستطيع أن أطرده بسبب الأمير؛ فهو مشفق على حاله، ولا يستجيب للأوامر كما البشر؛ إنه غبي هكذا خلقه الله".
نظر مارت حوله في الغرفة، وتساءل بعدم فهم:
_أين أنا؟! ما الذي يحدث معي؟! من هذا؟
نظر إلى ملابسه، كانت سروال متسع، وقميص مفتوح دون أزرار، يتوسطه حزام:
_يا إلهي، ما هذه الملابس؟!
لم يتسنى له أن يتفحص المكان أكثر؛ فقد عاد الرجل للصراخ:
_هيا أيها الغبي، وإلا حطمت رأسك بفأسي هذا.
ركض خلفه في ممر متسع، تحيط جوانبه ثمانية أبواب كل باب مرقم برقم مختلف، مزخرف بطريقة مختلفة، والشمس تسطع في نهاية الممر.
توقف في المنتصف لا يعرف أين يتجه! يتذكر مكان كهذا، لكنه لا يعرف بالتحديد أين يكون؟!
ركض مسرعًا عندما سمع صوت خطوات ذلك الرجل تقترب من جديد:
_أقسم أن صبري نفذ منك، هيا ألحق بي.
قال ببلاهة:
_أين أنا؟ من أنت؟!
_هل نسيت اسمي من البارحة لليوم؟ اللهم أعطني الصبر كي لا أقتله أو أقتل نفسي!
زفر بغضب:
_أنا سيدك "فريد" أيها اللعين، إحمل الفأس وألحق بي.
كاد أن يعترض، لكن صراخ الرجل مجددًا، جعله يحمل الفأس ويمشي دون كلام.
أشار إليه:
_عليك أن تحفر حفر صغيرة هكذا.
حفر أمامه حفرة صغيرة في الأرض بالفأس التي يحملها كأنه يعلمه، أخرج من حقيبته التي يحملها على خصره، حفنة من البذور في يده:
_ تضع داخل كل حفرة بذرة واحدة، ماذا؟!
_بذرة واحدة.
_ماذا؟!
زفر مارت بحنق:
_فهمت بذرة واحدة.
_تغلق عليها هكذا، هل فهمت؟!
أشار برأسه إلى الأسفل؛ بمعنى نعم.
كان يحاول أن يتفحص معالم المكان، حتى يتبين له أين هو؟! وما الذي حدث معه؟! إنه للمرة الثانية يشعر أن المكان مألوف لديه.
تبسم فريد بلؤم، وهو يملي أوامره:
_ستظل تحفر حتى نهاية الأرض.
نظر إلى موضع أصبعه، وجد مساحات حمراء ترابية على مد النظر.
أردف سائلًا:
_إلى نهاية الأرض؟!
_نعم، وبسرعة قصوى، فأمامنا الكثير من العمل، قد لا ينتهي اليوم.
لم يفكر طويلًا، بدأ بالعمل ونار الاستغراب تأكل قلبه وعقله.
كلما وقف لبعض الوقت، كان يصرخ به:
_هيا أيها البليد.
تكررت الكلمة في رأسه مليارات المرات وراح يسأل نفسه:
_هل أنا بليد فعلًا؟! لماذا التفكير لدي محدود؟! أكاد أجزم أنني لم أعد أمتلك الذكاء الكافي.
وقف يمسح حبات العرق التي تجمعت على جبينه، كان قد وصل إلى منتصف الأرض، شعر بعطش شديد، فالشمس انتصفت منتصف السماء، تلمع بحدة.
رأى من البعيد، فتاة تتقدم باتجاه فريد، ذات شعر أشعث بخواتم لولبية، وقفت أمامه، هذا ما ميزه بسبب فرق المساحة الشاسع، وضعت صرة من القماش يبدو أنه طعام، وغادرت بسرعة.
لوح له من البعيد وهو يصرخ:
_تعال إلى الطعام.
نظر أمامه لفرق المساحة:
_يا إلهي، كم هو بعيد!
عندما وصل له كان قد انتهى من طعامه، ترك له كسرات من الخبز والمياه التي كانت بكيس جلدي، يحتوي على غطاء محكم في نهايته، تناول الماء بيده وشرب حتى ارتوى، كان عذب وشديد البرودة.
عاد فريد للصراخ:
_لن تبقى كل اليوم تأكل، أليس كذلك؟! هيا تناول طعامك بسرعة، وعد لعملك.
_أيها النذل، حتى الطعام لا تتركني أتناوله براحتي.
أخذ كسرات الخبز في يده، يتناول منها وهو عائد لمنتصف الأرض، حتى يهرب من صراخه.
مد نظره بعيد؛ فشاهد معالم القصر والبحر اللذان يظهران من بعيد، شهق وهو يقول:
_يا إلهي، هل ما أفكر به صحيح؟! هل أنا داخل رسمتي؟!
سرعان ما نفض تلك الأفكار من رأسه وهو يقول:
_من المستحيل ذلك، لا بد أنني أتوهم.
بالعودة للماضي قبل أيام:
يحمل مارت دفتره الصغير، ودفتر الرسم الخاص به بإضافة لقلمه الفحمي، يرسم في شوارع المدينة، يأخذ مبلغ ويجمعه ليصرفه على ملذاته الشخصية نهاية اليوم.
انتهى من عمله، وأراد العودة لبيته مبكرًا، قبل أن يسمع كلمات والدته الغاضبة التي تكررها عليه يوميًا، ذلك الحديث أكثر شيء يمقته في نهاية يومه.
أمسك بقدمه طفل صغير عندما أراد قطع الشارع، يقول بنبرة استعطاف:
_هل أنت رسام يا سيدي؟!
_أترك قدمي وإلا رميتك بعيدًا، نعم أنا رسام، لماذا؟!
_أرجوك أرسم لي رسمة صغيرة، أرجوك ستعطيك أمي ما تريد.
_أين والدتك؟!
أشار إلى غرفة صغيرة متنقلة، وهو يقول:
_هناك في بيتنا.
تكلم بصوت أقرب للهمس" كم أمقت الأطفال"!
زفر بحنق:
_ليس الآن في وقت آخر، فقد تأخرت عن موعد عودتي للبيت.
_أرجوك يا سيدي، فاليوم عيد ميلادي الثامن، أتوسل إليك، أرغب بهدية مميزة.
_ما شأني أنا بعيد ميلادك أو غيره!
مشى دون أن يكترث، لكن سرعان ما أنبه ضميره عندما ذهب الطفل باكيًا، لا يعلم لما يؤنبه ضميره في بعض المواضع، حتى لو حاول إخفاء ذلك!
صرخ وهو يقول:
_أيها الفتى، هيا خذني إلى والدتك لنرى كم ستدفع!
ركض الطفل أمامه بسرعة، مشى خلفه مارت وهو يقول:
_سأرسمه بسرعة وأعود للبيت.
التقى بوالدة الطفل أمام الباب، تنتظره والابتسامة ملئ وجهها، بادرها مارت بسؤاله:
_كم ستدفعين؟!
_لا أملك المال، لكن أقسم لك سأدفع أغلى ما أملك.
نظرت لها بتعجرف:
_ما هو الشيء الثمين الذي تملكينه في بيت متهالك كهذا؟!
سقطت دمعة من عينيها، فهي تعلم أنها ليست ثرية، وبيتها متواضع جدًا، غرفة متنقلة في إحدى ضواحي العاصمة.
لكنها تفعل كل ما يتمناه طفلها الوحيد، ذهبت إلى الداخل، غابت لدقائق وعادت تحمل في يدها مرآة مستطيلة الشكل تبدو بحجم دفتره الذي يرسم عليه.
مدت يدها:
_خذ، إنها لك، قم ببيعها ستحصل على المال الكثير، فهي مرآة أثرية، توارثناها عن أجدادنا.
نظرت لنفسها بداخلها وهي تقول:
_إنها تعكس الصورة الحقيقية للشخص، هل هو جميل أم مشوه؟!
رمته بنظرة خاطفة:
_انظر إذا أردت.
أردفت شارحة؛ محاولة إقناعه:
_إذا أردت تستطيع أن ترسم عليها وتبيعها بسعر أغلى.
راقت الفكرة لمارت، أن يرسم على مرآة ويبيع رسمته، قد يصبح ذا سيط لامع، إنها فكرة مبتكرة برأيه، وهو شخص استغلالي، يستغل الفرص بشكل جيد.
جلس الطفل بحضن والدته، ووضع يده خلف رقبتها، تتراقص عينيه فرحًا قبل فمه.
انتهى من رسمهما سريعًا، قلب الورقة التي بين يديه؛ لتظهر لهما وهو يقول:
_انتهينا.
وضع المرآة في الحقيبة، غادر دون أن يسمع ثناء الأم وطفلها على رسمته الإبداعية تلك، إنه يعلم أن يديه تخط فوق الورق أجمل الرسومات، إبداع لا مثيل له، لكنه من طبقة الفقراء.
ساخط على والديه؛ لأنه لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، بل أن والده هاجر إلى بلاد بعيدة، انقطعت أخباره منذ زمن بعيد، فصب غضبه كله على والدته، يظن أنها من جعلت والده يهرب منهما، فهو كان صغير، لا يذكر أحداث كهذه.
فتح الباب ودخل، وجد والدته جالسة تقرأ القرآن كعادتها نهاية اليوم، نظرة له نظرة حزن، قابلها بوابل من الكلمات الساخطة، وعاجلها بقوله:
_لا تبدئين حديثك المعهود، فقد مللت من كلامك المكرر.
_هداك الله يا ولدي، الآن دخلت، قل مساء الخير أولًا.
_عن أي خير تتحدثين؟! امرأة خرفة!
_سيعود عقلك ذات يوم أنا واثقة، سيهديك الله بدعائي.
_سيعود عقلي عندما ارتاح منك، ومن عيشة الفقر هذه التي تنعم بها.
_طالما أن لدينا بيت يأوينا، وطعام نقتات منه، فحالنا أفضل من حال الكثيرين، الحمد لله دائمًا وأبدًا، لا أعرف لما أنت ساخط وجاحد، للنعم التي وهبها الله لنا؟!
_ألا تملي من تكرار نفس الكلام؟! لقد مللت منك، ألم تملي من نفسك؟!
صفق الباب بقوة خلفه وترك والدته تدمدم بكلمات مبهمة، غير ملابسه، وعاد للسهر خارج المنزل، دون علم والدته، فهي تظنه نائم؛ لكنه يغادر من الباب الخلفي للمنزل.
يعيش بشخصيتين متناقضتين، أحدهما الرسام الفقير ابن ضواحي مدينة مالطا "مارت" ، والآخر الثري الذي يواعد كل يوم فتاة مختلفة باسم "ديفيد"، يصرف عليها كل أمواله.
عندما عاد استوقفته المرآة كأنها تناديه، أخرجها من الكيس الذي يضع به أدواته، فكر برسمة مميزة تليق بجمالها وزخرفتها اليدوية.
قرر أخيرًا أنه سيرسم مدينته مالطا كما كانت في حقبة زمنية قديمة، فهي جزيرة تحيطها المياه من جميع الجوانب، قديمًا لم تتمتع بهذا الرخاء والترف.
أمسك القلم الفحمي الحجري وهو يقول بصوت مرتفع:
_سأبدع رسمة خيالية، تتحدث عنها المدينة لسنوات.
شهق عندما رأى انعكاس لصورته في المرآة، كان كوحش أسود لم يرَ مثله في حياته.
تذكر كلام المرأة، والدة الطفل عندما قالت له:
_إنها تعكس الصورة الحقيقية للشخص، هل هو جميل أم مشوه؟
لكنه لم يأبه لذلك، فهو يعلم حجم التشوه في نفسه، يرى نفسه سواد قاتم، شيطان بهيئة بشرية، مع ذلك متصالح مع ذاته القذرة.
بدأ برسم خطوط طولية، تحيطها المياه من جميع الجهات، ورسم في البعيد فتاة ذات شعر مجعد، بالقرب من قصر ذو أعمدة مزخرفة، لكن الرسمة ما تزال مبهمة وينقصها الكثير.
عاد متأخر؛ لذلك نام بالقرب من المرآة، كانت ليلة صيفية، مع ذلك وبسبب طبيعة البلاد البحرية بدأ البرق يلمع في السماء، ويصفق دون مطر، ضرب البرق المرآة لتسحب مارت لداخل رسمته، يعيش حياته هناك بهيئة مختلفة تمامًا.
بالعودة إلى الوضع الحالي.
عاد فريد للصراخ:
_إذا لم تسرع خطاك وتنجز عملك؛ سأحضر السوط وأقسم ظهرك ورأسك؛ لأرتاح منك.
لم يعد قادر على التفكير برسمه وأين هو؟! فالأعمال كثيرة جدًا.
بدأ في الأرض الزراعية، انتهى منها، لم يلتقط أنفاسه إلا عاد لندائه:
_هيا إلى الحظيرة، أمامنا الكثير وقد تأخرنا.
أوكل له مهمة تنظيف الإسطبل، فهناك العديد من الحيوانات، التي يجب أن ينظف تحتها ويضع لها الطعام.
دخل إلى الإسطبل، سرعان ما اخترقت أنفه الرائحة الكريهة:
_يا إلهي إنها رائحة كريهة جدًا، أكاد لا أحتمل.
شعر بالغثيان، خرج مسرعًا ليستنشق الهواء، تقيأ كثيرًا، شعر أن الأشياء من حوله تدور، والأرض تهتز، تحول كل شيء لسواد حالك.
جاء فريد ووجده مفترش الأرض، دون كلام:
_أنا أعرف دوائك أيها اللعين.
عاد بدلو الماء مجددًا، سكبه عليه، تلك عادته عندما يريد منه أن يستيقظ سريعًا.
فتح مارت عينيه بوهن:
_ألا ترى أنني مريض، وأنني غبت عن الوعي.
_منذ متى أنت تتكلم؟! انهض وقم بما يجب عليك فعله.
_وإن لم أفعل؟!
فتح عينيه على وسعهما:
_منذ زمن بعيد لم أسمع صوتك، يبدو أنك بحاجة لإعادة تأديب.
أحضر سوط سميك، راح يلوح به في الهواء:
_ستذهب إلى عملك أم نبدأ حفلتنا المعتادة؟!
نظر مارت للسوط الذي يتمايل يمينًا ويسارًا كأنه ثعبان يتلوى، سمع صوته الذي يشبه الفحيح وهو يضرب عباب الهواء.
فضل أن يفهم ماذا يحدث معه؟! قبل أن يوقع نفسه في كارثة لا تحمد عقباها.
نزع قميصه وترك صدره عاري تحت أشعة الشمس اللاهبة، وربطه على وجهه؛ كيلا يسمح للرائحة أن تنفث إلى أنفه، عاد للعمل وهو يقول:
_ما الذي حدث معي؟! من رسام في ضواحي المدينة نهارًا، إلى أحد أبناء الأثرياء ليلًا، أجد نفسي هنا، في عصر كهذا!
فكر من جديد ثم قال:
_لا بد أن أحد أصدقائي يمزح معي، ليوهمني أنني ضمن عصر آخر.
صرخ بصوت مسموع:
_أكاد أجن! أين أنا؟!
تزامن صراخه مع صهيل الفرس بجانبه، نقنقة الدجاج، وصياح الديكة.
كأن معركة حدثت في الحظيرة، هدأ بعد قليل، وهو يقول:
_علي أن أفكر، كيف سأتخلص من هذا الإنسان المتعجرف؛ لأتمكن من التجول بحرية أكبر، استكشف المكان وأحدد معالمه.
إلى الآن لم أر شخص غيره، ترى هل المكان خالي من البشر؟! هل نحن في منفى وأحدهم طلب تعذيبي على يد ذلك المجنون؟! لكن ليس لدي أعداء أو على الأقل ذلك اعتقادي.
عمل كثيرًا، بل وفوق استطاعته، وهو من كانت كأس الماء تأتيه لحيث يجلس.
تذكر والدته، تلك المرأة المسكينة، التي تنام ودموعها على خديها، كثيرًا ما يؤنبه ضميره، يعود ليطمئن عليها ليلًا، لكن لم يجرؤ أن يفعل ذلك وهي مستيقظة.
مر يومه منذ الصباح الباكر في العمل بالزراعة، وعاد لينظف الحظيرة ويطعم الحيوانات، سمع بطنه تصرخ، فهو لم يأكل سوى كسرات من الخبر.
نظر إلى جواره فوجد البيض الذي أخرجته الدجاجات للتو، فتح واحدة وقربها إلى فمه والتهمها دفعة واحدة:
_يا إلهي إن الجوع كافر كما يقال حقًا، لم أفكر في حياتي أن أتناول بيض نيئ، دون طهي.
صرخ فريد مجددًا:
_هيا أحضر الدلو؛ سنقوم باستخراج الحليب من البقر، فالشمس قاربت على المغيب.
قال بضجر:
_ألا ينتهي العمل هنا؟! يا إلهي ساعدني، أكاد أن أجن.
وضع فريد الدلو تحت البقرة الأولى، وبدأ يجذب الحليب منها، كان مارت واقف كالأبله، عاقدًا حاجبيه كأنهما قفل محكم.
لم ير في حياته كيف يستخرج الحليب من الأبقار! فهو من يقطن المدينة، يشتري الحليب من المحلات التجارية بعلب مغلقة.
ضحك فريد من شكله:
_أكاد أجزم أنك جننت، لماذا تخلع قميصك وتضعه حول وجهك؟!
_حتى لا أشتم رائحة الإسطبل النتنة.
رفع فريد كتفيه وأنزلهما بضجر وهو يقول:
_ستبقى واقف هكذا، هيا تعال وساعدني.
جلس مقابل له، وضع يده على ثدي البقرة كما يفعل فريد، سرت قشعريرة في جسده، ضغط بقوة ظن منه أن ذلك سيجلب الحليب، ورفعت البقرة قدماها وركلته بعيدًا.
ضحك فريد من شكله وهو ممدد على الأرض:
_حتى البقر لم تتعلم كيف تتعامل معها! برفق أيها الغبي، برفق هكذا.
_لن أستطيع، أرجوك لا توكل لي مهمة كهذا.
نظرت له نظرة ازدراء وهو يقول:
_ماذا دهاك؟! البارحة كنت تفعل كل شيء، دون كلام، لقد بدأت تزعجني حقًا.
عاد للجلوس مقابله، وضع يده برفق على ثدي البقرة، وبدأ يستخرج الحليب برفق.
أزاح فريد آخر دلو وهو يقول:
_ها قد انتهينا، هيا إلى غرفتك بسرعة، لا تتأخر بالسهر كعادتك، ستستيقظ في الغد بمفردك، وإلا.
وغمز له بأحد عينيه.
ما إن دخل إلى الغرفة من جديد؛ حتى راح يتأمل معالم المكان، سمع طرقات خفيفة على الحائط، وقف يسترق السمع أكثر، صمت الحائط ثم عاد للطرق من جديد، حاكى الطرقات بنفس الترتيب.
***
مواعيد النشر: الأربعاء
(((لقراءة الفصل الثاني اضغط هنا)))
جميلة أوي، نقلتني لعالم خيالي..مستنية باقي الفصول
ردحذف