BlogLabels

القائمة الرئيسية

الصفحات

 



(((لقراءة الفصل السابقة اضغط هنا)))



اتخذ يونغي قراره بالفعل بإشراك سوبين معه في هذه القضية ولا يعلم لما فعل هذا. لطالما كره تدخل أحد بأعماله وها هو يخاطر بما بناه لسنوات.

يخاطر بجعل هذه الفتاة تقترب منه فهذه حربه الذي طال انتظارها وستؤدي بروح الكثير في النهاية.

وقف في منتصف صالة منزله عاقدًا يديه أمام صدره بحزم يراقب دخول سوبين للغرفة بينما تجفف يديها المبللة.

لاحظ صمتها للحظات وتحديقها به بتساؤل عن نظراته الغير مفهومة لينطق بهدوء:

"أريد معرفة السبب الحقيقي لتورطك بهذه القضية أيضا جميع المعلومات التي تمتلكينها أريدها."

تعجبت سوبين من كلامه لتتساءل جاهلة عن سبب طلبه المفاجئ فهو لم يمهد لها من قبل رغبته بمعرفة أي شيء عنها فهو لم يكف عن دفعها بعيدًا عن هذه القضية.

رفع يونغي حاجبيه ليُكمل ببساطة بعدما خلق دوائر وهمية بيديه:

" يجب أن أعلم إلى أين وصلت شريكتي بالتحقيق أم انكِ لا تريدين هذا؟"

صُدمت سوبين عندما سمعت هذا اللقب لتفقد النطق لثواني معدودة تسرح في عالم أخر غير مستوعبة ما تفوه به الآخر لا تصدق أنه نطق هذه الكلمة.

استدار يونغي للصعود لغرفته عندما لاحظ صمتها لكن الآخرى أسرعت بالوقوف أمامه تنطق بسعادة مليئة بالحماس كمن أشرق وجهه في لياليه العاتمة.

" هل تقصد انني شريكتك الآن؟! أنت لا تمازحني صحيح!"

صمت يونغي لحظات يراقب سعادة سوبين قبل ان يهز رأسه مؤكدًا كلامه

" أجل " 

بدأت سوبين في القفز أمام يونغي بسعادة كطفلة صغيره ليقاطعها ساخرًا:

" لا أصدق أن هذه التصرفات لمحامية؟ لا تعلمين كم أريد إعادة التفكير بهذا القرار الغبي الذي اتخذته."

توقفت سوبين مكانها تحمحم بحرج:

" أعتذر محامي يونغي لكن هل كان يجب عليك إفساد لحظتي السعيدة أقسم لك أنني هرمت كي أسمع هذه الكلمة."

ارتمت على الأريكة براحة تغمض عينها لحظات قبل أن تعتدل في جلوسها:

" أعدك أنني سأفعل ما بوسعي لمساعدتك."

" قبل أي شيء لدى بعض الشروط." 

همهمت سوبين بإهتمام ليخبرها يونغي عن أنها لن تتدخل بأي من أعماله الخاصة، حياته الشخصية ليست موضوعًا للحديث به، لن تعرف جميع المعلومات التي يملكها فقط ستعرف المهم والأهم غرفته خطً أحمر لن تخطو إليها سوى بإذنه.

سمح لها يونغي بالبقاء معه بالمنزل لحين انتهاء أول مرافعتين لهم لأنهم بحاجة للعمل فترات طويلة كي ينتهوا قبل الوقت المحدد.

" حياتي و حياتك معرضة للخطر الآن لذلك لا يمكنك الذهاب إلى أي مكان بدون إخباري، لا مزيد من التصرفات المتهورة والأهم لا مزيد من العِناد بيون سوبين"

أنهى يونغي اليوم بعدما أعطى الدواء لسوبين غير مكترثًا لثرثرتها وتفوهها بالكثير من الهراء، صعد لغرفته وأحضر لها غطاء ثم ألقاه على الأريكة بجوارها.

عقدت سوبين حاجبيها بتعجب:

" لا أصدق هل ستدعني أنام على الأريكة وانت تحظى بكل الراحة!! ألا يمكنك رؤية جرح رأسي، ألا يمكنك أن تكون مراعيًا أكثر من هذا محامي يونغي... أنت حقًا حقير"

أنهت حديثها بخفوت بعدما أبعدت وجهها عن خاصة يونغي الذي بادلها نظرات باردة غير مهتمة

" لا تنسي مهاتفة جدتي وإخبارها أنكِ لن تعودي للمنزل لبعض الوقت، تصرفي واخبريها بأي شيء غير وجودك معي بمنزلي فهمتي؟"

" لماذا هل أنت خائف من ظنها أننا في علاقة؟"

تراجعت سوبين خطوتين للوراء فزعًا عندما أنفجر يونغي ضحكًا ممسكًا معدته من شدة الضحك.

اعتدل في وقوفه بعدما انتهى يمسح دموعه الوهمية بأنامله تحت صدمة التي تحدق به متحدثة في قرارة نفسها أن الآخر جُن بالتأكيد

اجاب يونغي كعادته الوقحة بعدما مرر نظره على جسد سوبين التي اخذت تعدل ثيابها بضراوة:

" هذا أخر شيء يمكن لجدتي أن تفكر به فكما أخبرتكِ ذوقي ليس سيء لهذه الدرجة" 

 

صاحت سوبين بإنفعال لكن يونغي كان صعد بالفعل لغرفته، ابتسامة صغيرة نمت على ثغره عندما سمعها تسبه وتلعنه بعد مغادرته.

تأكد من إغلاق باب غرفته جيدًا ثم توجه لفراشه ينام بعد يوك متعب ليسمح بمرور يوم أخر من حياته.

في صباح اليوم التالي بدأ يونغي يتقلب في فراشه بضجر عندما استمع لصوت طرقات عالية على باب غرفته لينهض بملامح متهجمة.

فرك عينيه بنعاس ثم نهض ليفتح بعدما تأكد من ارتداء قميص ذو أكمام طويلة ليخفي الندوب على طول  ذراعيه.

فتح الباب بهيئته المبعثرة وخصلات شعره التي تغطي نصف وجهه. رسمت سوبين ابتسامة بلهاء عندما رأت ملامح وجه يونغي المتهجمة لتعلم أنها زادت في طرقاتها

" صباح الخير محامي يونغي أتمنى ان تكون حظيت بليلة هانئة"

" صدقيني لن يحدث هذا طالما تبقين في مكان واحد معي"

تأففت سوبين بانزعاج من المعاملة الجافة التي تتلقاها من الآخر خاصة ردوده الباردة

"ألن تتوقف عن التصرف بلؤم معي؟ "

رفع كتفيه بلامبالاة:

" هذا شيء بالدم صدقيني لا استطيع تغييره والآن أخبريني ما الذي أحضرك لهنا؟"

" هناك فتى يدعي يوهان يريد مقابلتك بالأسفل"

انطلق يونغي سريعًا للأسفل دون أن ينتبه لردة فعله المبالغة عندما اخبرته سوبين بوجود يوهان بالأسفل. بخطوات سريعة وصل إلى الأسفل للغرفة التي ينتظره بها الآخر.

كانت سوبين ورائه تراقبه باندهاش فهو اندفع بسرعة غير متوقعة وها هو يقف في حالة من التخبط يفحص جسد الفتى الذي أمامه كما لو أن حياته تعتمد على هذا 

نطق يونغي بقلق:

" هل أنت بخير، هل تأذيت، هل تعرض لك احدًا ما، ماذا حدث؟! "

ابتسم يوهان بمرح يخبره انه اشتاق لرؤيته وأراد البقاء معه قليلا. في هذه اللحظات تبدلت وتهجمت ملامح يونغي فلقد تبخر قلقه وذعره على الفتى في لحظات عندما تأكد أن كل شيء بخير.

بدأ في الصراخ بغضب تحت انظار سوبين المندهشة من شخصياته التي تاهت بينهما فلم تمر لحظات على هدوئه حتى انفعل مرة أخرى صارخًا 

" ألم أخبرك ألا تغادر مكانك بحق الجحيم هل تريد الموت؟ تعلم أن الجميع يبحث ورائي وإذا وصل إليك أحد هذه المرة سيقتلونك!"

طأطأ يوهان رأسه بحزن من إنفعال يونغي عليه، فهو سئم من البقاء بشقته لوحده بعيدًا عن الجميع، سئم من شعوره في سجن بسبب خوف يونغي الزائد أنه سيصاب إذا خرج وأن الجميع يتربص له 

رفع المحامي مين يده يقبض على خصل شعره بعنف يرفعها للوراء بنفاذ صبر، يعلم أن صراخه على الصغير ليس شيء يحبذه فبالنسبة له يوهان عائلته التي لم يحظى بها.

حمحم يوهان بخفوت ينظف حلقه ليتحدث:

"أعتذر لم أقصد الخروج دون إذنك، سأعود الآن. اعتني بنفسك وإذا احتجت لشيء هاتفني"

استدار للمغادرة تحت أنظار سوبين التي انتظرت من يونغي التحدث ومنع الفتى من المغادرة لكنه وقف يشاهد بصمت قابضًا على يديه بعنف حتى أبيضت أنامله.

بمجرد سماعه لباب المنزل يُغلق أخرج هاتفه سريعًا يجري مكالمة:

" رانج، يوهان خرج منذ لحظات من منزلي تتبعه وتأكد من وصوله إلى المنزل بأمان وأخبره أنني سأزوره لكن ليس الآن"

أغلق الهاتف وأعاده إلى جيبه بعدما تأكد من أن يوهان سيكون بخير فهو لن ينسى أخر مرة عندما خرج يوهان من المنزل دون إخباره وجاء لزيارته لكن قبل وصوله وصل إليه أعداؤه أولًا. 

هذا اليوم كان جحيمًا مطلق على الجميع فالمحامي مين لم يترك هذا يمر هكذا فلقد ثارت نيرانه عندما رأى يوهان ملقي كجثة هامدة أمام باب منزله بعدما تم إطلاق النار عليه.

أعلن جحيمه هذا اليوم وأباد عشيرة مانويل بأكملها بمفرده لتفكيرهم في إيذاء شخص من عشيرته خاصة إذا كان المقرب له.

أفاق من شروده على صوت سوبين التي نطقت:

" لماذا صرخت عليه؟ هو لم يخطئ فقط أراد رؤيتك!"

بنظرات متوعدة استدار يونغي تجاهها رافعًا اصبعه مهددًا:

" أخبرتكِ أن حياتي الخاصة لا تخصكِ أبسط مثال ما حدث منذ لحظات لا يعنيكِ وأن كل ما يحق لكِ التحدث به هي القضية وليس أكثر فهمتي!"

جفلت سوبين عندما صرخ لتهز رأسها سريعًا. رفعت عينيها عن الأرض تراقب يونغي وهو يصعد للأعلى لتجلس على الأريكة تفكر في تصرفاته الغير مفهومة.

متأكدة  أنه لديه أسبابه لكن شخص مثله لن يتحدث بهذه السهولة بل لن يتحدث ابدًا من تلقاء نفسه فهو يكتفي  بالاحتفاظ  بكل شيء لنفسه.

ضربت مقدمة رأسها بسبب حماقتها فكيف لها أن تُعجب بشخص متبلد مثل مين يونغي!


***


مواعيد النشر: الأحد


تعليقات