BlogLabels

القائمة الرئيسية

الصفحات

 



(((لقراءة الفصل السابقة اضغط هنا)))



 غير يونغي ملابسه إلى قميص أسود وبنطال بذات اللون. رتب خصلات شعره ورفعها للوراء بأنامله بعدما ألتقط معطفه الرمادي المُلقى على السرير بإهمال ثم غادر إلى الأسفل.

نهضت سوبين سريعًا من على الاريكة تستقبله عندما دلف لصالة المنزل بملامح وجهه المتهجمة وحاجبيه المعقودين للأسفل بضراوة.

شابكت سوبين يديها ببعضها تنتظر من الآخر التحدث؛ فهي لن تخاطر وتتفوه بما يزعجه خائفة من تغيير رأيه وعدم مساعدتها.

قرر يونغي قطع هذا الصمت بعدما لانت ملامحه. جلس أولًا ثم فرج بين شفتيه لينطق بهدوء:
" لماذا تسعين خلف كيم راين؟ وهذه المرة أريد السبب الحقيقي."

أخفضت سوبين بصرها للأسفل تنطق بتلعثم واضح؛ لا ترغب بالتحدث ولكنها مجبورة فشخص مثل المحامي مين لن يحترم رغبتها بالصمت وعدم التفوه بما يؤلمها أمامه.

قال يونغي بإنفعال عندما لاحظ تلعثمها:
 "لا أصدق ! لا تفعلين شيء سوى التحدث والآن أنظري أنتِ لا تتحدثين بشكل صحيح عندما يكون الأمر مهم بالإضافة إلى أنكِ لا تثقي بي ورغم هذا طلبتي المساعدة مني. ماذا تريدين حقًا بيون سوبين؟"

هزت رأسها تنفي هذا سريعًا لأنها تريد التحدث لكنها لا تستطيع، فالتحدث عن ما يؤلم لم يكن يومًا سهلًا ليأتي مين يونغي ويستهزأ بالأمر على أنه يتعلق بالثقة وهراء مثل هذا.

نطقت بصوت مبحوح:
 "هذا الأمر لا يتعلق بالثقة محامي مين! أنظر لنفسك تجد الامر سهلًا بالتحدث عن ما يؤلم فلماذا هذا ينطبق على ولا ينطبق عليك...الأمر ليس بهذه السهولة لذلك لا تخبرني أنني لا أثق بك فوجودي معك إلى هذه اللحظة فقط لأنني أثق بك"

تبادل الاثنين نظرات عتاب وأخرى غير مكترثة ليعلموا أن النهاية واحدة العمل سويًا لن يجدي سوى خسارة الكثير.

زفرت سوبين الهواء بضيق تقضم شفتيها بعنف قبل أن تردف بنفاذ صبر:
"كيم راين كان السبب في وفاة عائلتي وإصابة شقيقتي الصغرى بشلل نصفي عندما اصطدم بسيارتنا منذ عشرة أعوام لأنه كان تحت تأثير الكحول. توفى والدينا ومع ذلك لم يهتم هذا الحقير بالاعتذار أو إظهار بعض الندم لما فعله."

ابتلعت الغصة التي تشكلت في حلقها تُكمل بمرارة:

" لم يصدقني أحد حينها لأنه كان أحد أعوان الوزير، أيضًا من سيصدق فتاة بالكاد تجاوزت العاشرة من عمرها. فتاة صغيرة تتهم شخصية مهمة بهذا المجتمع الفاسق"

 
حاولت الحفاظ على نبرة صوتها لُتكمل بجمود:  

"لم يتبقى لنا أحد بعد وفاة والدينا. لا أقارب، لا منزل ولا حياة حتى صادفت جدتك في إحدى الضواحي المظلمة عندما كانت عائدة للمنزل برفقة حفيدها الأكبر لقد ساعدتنا وقامت بتربيتنا لليوم كأحفادها."

 
رفعت يدها تمسح دموعها بخشونة ثم ثبتت عينها على خاصة يونغي الصامت:
"هل أنت سعيد الآن محامي مين؟ أستساعدني أم لازالت تُراودك الشكوك عني!"

أنهت حديثها بضحكة ساخرة ثم نهضت لتغادر عندما أكتفى الأخر بنظرات صامتة. تحركت للمغادرة لكن يونغي كان الأسرع فلقد أمسك معصمها يمنعها من المغادرة:
"المحاكمة الأولى لجونكوك بعد ثلاثة أيام يجب علينا البحث والحصول على المعلومات الكافية للمرافعة عنه لذلك دعينا نتوقف عن العِناد والحديث عن ما هو ليس بمهم."

همهمت سوبين بالموافقة وغادرت لغسل وجهها لمساعدتها في التخلص من الأجواء الكئيبة التي غزت المكان، عادت لتجلس بجانب يونغي الذي بدأ يرتب الأوراق بتأني.

جلست تتأمله لدقائق معدودة واضعة يدها أسفل ذقنها لا تصدق أنها رأت المحامي يونغي بهذا الهدوء لهذه المدة، ملامح وجهه الحادة التي تزيده وسامة، خصلات شعره التي يرفعها للأعلى بإتقان تضيف الكثير لهيئته المهندمة.

أفاقت سوبين من شرودها عندما هتف المحامي مين باسمها يجذب أنتباهها يأمرها بالبحث عن حالات التسمم التي حدثت في حي إيتوان على مدار الثلاثة أعوام الفائتة، في حين أنه تولى موضوع أخر للبحث عنه.

رفع يونغي هاتفه بعد بحث دام لمدة ساعة يُهاتف يوهان للحصول على بعض المعلومات وإختراق كاميرات المراقبة الخاصة بالمشفى.

أغلق هاتفه وأعاده لجيبه. قاطع بحثه تساءل سوبين بفضول:
" هل هذا هو الفتى الصغير الذي طردته؟"

رفع يونغي عينه عن ما يفعله يرمق سوبين بنظرات ثاقبة:
" لم أطرده. أخبرته أن يغادر ليس أكثر"

" إذًا هو معنا في ذات الفريق صحيح! لِما لم تعرفني عليه؟"

ألقى المحامي مين بالورق الذي كان يمسكه على الطاولة قائلًا بهدوء:
"أعتقد أن هذا شيء يتعلق بحياتي الشخصية بيون سوبين، وأنا لا أتذكر أنني سمحت لكِ بالتحدث عنها!"

قهقهت سوبين غير مكترثة:

 "أنا لم أتحدث بعد يونغي-شيء لكن ألا ترى أنه لازال صغيرًا على التورط في أمورك السوداوية؟ أقصد من في مثل عمره يلهون ويمرحون لا يخترقوا كاميرات مراقبة أو يحاولوا اللجوء لقواعد بيانات محظورة.""

أجاب يونغي بعدما أعاد نظره لحاسوبه:
" أنا لم أجبره على البقاء إذ أراد المغادرة لن أمنعه." 

 قبل أن تنطق الأخرى بالمزيد من الهراء منعها يونغي بأمرها للبحث عن الكثير من الأشياء. تلقت سوبين الأوامر منه كمزحة تهز رأسها بغير تصديق؛ الكثير من العمل يجب عليها إنجازه وهي تشعر بالتعب بالفعل لتقول بصدمة.

"أنت تمزح صحيح؟ رجاءً محامي مين لا تفعل هذا أخبرتك من قبل أن تعمل على خفة دمك لكن ليس لهذه الدرجة والآن أخبرني أننا سنكتفي بهذا لليوم أقسم لقد تعبت! أيضًا أنا لم أتعافى بالكامل لازال جرح رأسي يؤلمني."

صاحت في نهاية حديثها ليعقد يونغي يديه أمام صدره قائًلًا بحزم:
“ يمكنكِ المغادرة إذا كان هذا كل ما يمكنكِ تقديمه لا تظني أنني سأساعدكِ مجددًا، مغادرتكِ الآن تُرجعنا لنقطة الصفر أنسة سوبين."

قضمت شفتيها بخفة راسمة ملامح عابثة تهز رأسها نافية فما تتعرض له الآن استبداد وليست مساعدة:
" لقد حل الليل بالفعل ونحن نعمل منذ الصباح! ألا تشعر بالجوع؟ بحق الجحيم ألا تتعب يونغي-شيء؟"

رفع يونغي حاجبيه بتحدي راسمًا ابتسامة جانبية على ثغره:
" إذا لم تتوقفي عن نطق اسمي بهذه الطريقة سأكلفكِ بالمزيد من الأعمال التي يجب أن تنهيها جميعها الليلة ولا تسأليني كيف فكل ما أهتم له هو إنهاء ما اطلبه وفي الوقت الذي أريده.

أطلقت سوبين العنان لجميع لعنات هذا العالم تسب المحامي مين داخليًا بكل اللغات التي تعرفها والتي لا تعرفها. تتمنى لو كان باستطاعتها الامساك به من عنقه وخنقه حتى يذهب إلى الجحيم وترتاح من تملكه.

ترقرقت عينيها بالدموع عندما رأت إصراره والتمسك بجميع العمل. ضربت الأرض بقدميها تعبيرًا عن عدم رضاها ثم بدأت تلملم الأوراق سريعًا بعدما انهت من تجميع كل شيء يتعلق ببحثها ابتعدت عن المكان الذي يتواجد به الأخر.

تعلم أنها ستفقد السيطرة على لسانها اذا بقت معه بذات الغرفة وسيتدمر كل ما سعت لأجله لشهور بسبب تصرفات الأخر الغير مكترثة فهي حاولت فهمه، عذره على ما فعله وتصرفاته البغيضة ناحيتها.

جلست سوبين على الأرضية الخاصة بحديقة المنزل ترتب الأوراق كي تعود للعمل متناسية جوعها وشعورها بالتعب.

مر الوقت سريعًا على الاثنين حتى أصبحت الثانية عشرة بعد منتصف الليل. توقف يونغي عن ما يفعله عندما أدرك هذا الهدوء الذي يُحيط به من دون تذمر سوبين.

مرر نظره في الأرجاء لكنه لم يجدها بالداخل. نهض من على كرسيه يحدق بساعته فلقد تأخر الوقت بالفعل على مغادرتها للمنزل بالإضافة إلى أنها لا تستطيع المغادرة دون إخباره.

عقد حاجبيه للأسفل ثم بدأ يهتف باسمها وصولًا للخارج خاصة الحديقة الخلفية لمنزله. اقترب على مهل عندما رآها تتسطح الأرض نائمة بتبعثر فوق أوراقه المهمة.

عقد يديه أمام صدره راسمًا ابتسامة صغيرة على ثغره يراقب حركاتها العفوية وهمهماتها اللطيفة. لا يعلم كم من الوقت ظل على هذه الوضعية لكن في اعتقاده هذا يستحق المشاهدة فهذه الفتاة لا تنام بل تصارع بكل ما تملك .

ضحك طفيفة تمردت من فمه عندما سمعها تلعنه ليهز رأسه بغير تصديق حتى في أحلامها تلعنه!

تقدم بثبات يخفي السافة بينهما ثم انخفض على ركبتيه. رفع أنامله بتردد  يُبعد خصلات شعرها التي تخفي نصف وجهها. حرك أنامله بلطف على وجنتيها بعدما ثبت خصلات شعرها خلف أذنها برقة.

مد يده يجذب جسدها بين ذراعيه ويحملها للداخل. وضعها على الأريكة بلطف، اعتدل في وقفته يُمرر نظره باحثًا عن الغطاء إلى أن وجده ملقي بإهمال على الارض.

جذبه ووضعه على جسد سوبين جيدًا يتركها ترتاح قليلًا ثم خرج للحديقة يرتب الأوراق ليجد أنها أنهت ما طلبه بالفعل لتنمو ابتسامة فخر لن تظهر أبدًا أمام من عانت كي تُنهي ما طلبه في هذا الوقت الضئيل.

دخل لمطبخ منزله يُجهز طعام لسوبين فهو انشغل بالكامل متناسيًا أن هذه الفناة لا تستطيع الصمود على القهوة مثله . 

تأخر الوقت على ما يفعله؛ فهذا موعد النوم وليس تناول الطعام لكن هذا لم يكن يومًا في حساباته فحياته أبعد ما تكون عن كونها طبيعية لهذا يؤمن ان جميع الأوقات مناسبة لفعل كل شيء.

وضع الأطباق على الطاولة ثم أيقظ سوبين بعد معاناة لتناول الطعام بالرغم من رفضها ورغبتها بإكمال نومها إلا أنه لم يتركها ليس خوفًا على صحتها ولكنه لا يحب إهدار الطعام خاصة إذا كان هو من صنعه.

بأعين شبه مفتوحة نهضت سوبين بترنح وصولا للمطبخ كي تتناول الطعام. تثاءبت بنعاس ثم امسكت الملعقة تضعها في فمها مع نظرات يونغي الذي يجلس أمامها مكتفيًا بكأس النبيذ.

تساءلت بنعاس:

"لماذا لا تتناول الطعام معي؟ هل تشعر بالحرج لتناول الطعام أمام أحد؟ لماذا تجلس هنا وانت لن تأكل شيء، أوه لا تخبرني هل أنت هذا النوع من الأشخاص الذين يُشبعوا جوعهم بالنظر للأخرين وهم يأكلون؟"

" مجددًا المزيد والمزيد من التساؤلات! ألا يمكنكِ إلتزام الصمت أثناء تناولك الطعام؟ "

"هذه عادة لدى فلطالما تشاركت الحديث مع شقيقتي الصغرى أثناء تناول الطعام لهذا لا استطيع التحكم بهذا أيضًا ألا تجد أنك غريب محامي مين منذ معرفتك وأنا لم أراك تأكل! فقط تطبخ وأنت حتى لا تتذوق ما تقدمه"

صمت يونغي لا يعلم بماذا يجيب فلم يكن لديه أحد بهذا القرب كي يخبره عن حقيقة عدم شعوره بالرضى تجاه الطعام. 

رفع يونغي حاجبيه باستفزاز ينطق بسخرية:

“" هذه عادة لدى فأنا لست شره للطعام مثل البعض!

شهقت سوبين بغير تصديق تبتلع ما في فمها لتبدأ في الصياح عندما علمت ما يقصده يونغي:

 "ماذا؟ هل تخبرني انني شرهة للطعام؟ لقد تجاوزت الوقاحة يونغي-شيء كيف يمكنك اخبار فتاة أنها تأكل كثيرًا؟ ما ذنبي إذا كان الطعام شهى لدرجة تجعلني أرغب بتناول المزيد والمزيد. "

“"لمعلوماتكِ المتواضعة أنسة سوبين لكن لا تُسيء الظن أنا حقًا لم أقصدكِ فأنتِ لستِ فتاة بالنسبة لي.

نهض من على الكرسي مكتفيًا بهذا راسمًا ابتسامة نصر على ثغره يقسم أنه رأى الدماء تُسحب من وجه سوبين عندما تفوه بهذا.

صعد الدرج بعدما تمنى لها ليلة هنيئة في لعنه يتركها بمفردها تصرخ وتلعن حظها الذي أوقعها بشخص وضيع مثل المحامي مين لا يكترث لمشاعرها ولو قليًلا.

نظفت سوبين المكان وبداخلها يشتعل تتمنى ردع لسانه السليط الذي لا ينتهي. انتهت من فقرة ملكة الدراما ثم عادت تتسطح على الأريكة تُكمل نومها الذي أفسده المحامي مين خاصة بوقاحته التي لا تنتهي.

في الصباح الباكر استيقظت سوبين عندما شعرت بوجود حركة حولها. نهضت واعتدلت في جلستها.. 

ابتلعت ريقها بتوتر ترفع خصل شعرها على هيئة كحكة مبعثرة. مرت دقائق على وضعيتها لترى يونغي ينزل درجات السلم وملامح جحيميه زُينت وجهه بإحترافية.

ابتلعت ريقها بقلق فهذه الهيئة تضيف له هالة مرعبة بالإضافة إلى ملابسه التي تلونت جميعها باللون الأسود القاتم في حين انه أطلق العنان لبعض خصلات شعره الطويلة لتخفي نصف وجهه مرتديًا غطاء معطفه على رأسه.

هيئته كانت واضحة للغاية أنها تُشير لرجل ينتمي لعصبات المافيا.

نهضت سوبين بفزع عندما رأته يلقم أسلحته كما لو أنه سيخوض حربًا شنيعة، أسرعت تقف أمامه بملامح ذاعرة تتمسك بيديه توقفه متسائلة بتقطع:

"هل حدث شيء؟ أين ستذهب ولٍما تأخذ هذه الأسلحة؟"

أبعد يونغي يدها على خاصته بقليل من الحدة يرمقها بنظرات مرعبة قبل أن ينطق بتوجس:

“ "أخبرتكِ أن حياتي الشخصية لا تخصكِ بيون سوبين لماذا لا تفهمين واللعنة!!

جفلت سوبين عندما صرخ لترجع خطوتين للوراء خوفًا من ملامحه فهي تقسم أن هذا الرجل يُعاني من انفصام في الشخصية.

قبل أن تردف بحرف أخر نطق يونغي مُهددًا:

“" لن اتأخر، أبقي في المنزل ولا تغادري، أذا خطت قدميكِ هذا المنزل فلتنسي الاتفاق الذي بيننا

رمشت سوبين بصدمة لا تعي ما حدث ولِما هو بهذا الهياج منذ الصباح. تشعر أن شيء سيء للغاية سيحدث بسبب غضبه. 

شعرت بالخوف يتسلل لجسدها لتجلس على الأريكة تُفكر في حديث يونغي بشأن مغادرتها لكن كيف تتركه وهو في خطر!!

***

مواعيد النشر: الأحد


تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

شاركنا رأيك في هذه التجربة