BlogLabels

القائمة الرئيسية

الصفحات

 



(((لقراءة الفصول السابقة اضغط هنا)))


‏( خطة نادر)

 

توقف نادر في منتصف الطريق يلتقط أنفاسه، نظر الجندي لورائه، كان قد تخطاه بخطوات عديدة، عاد إليه وهو يقول بتعجب: 

_ماذا حصل؟!

 

_وقفت كي التقط أنفاسي، فأنا لست شاب قوي الهمة مثلك.

 

_هل نرتاح لبعض الوقت؟!

 

_لا حاجة، سأمشي ورائك بتروي.

 

كان نادر يتفحص الشوارع بعيني ريبة، ويحفظ الطرقات، ليرى كيف سينفذ أولى خططه الجهنمية.

 

حيَّا الجنود الواقفين أمام الباب بتأهب، دلف إلى داخل الإسطبل، وسأل الجندي بعدها: 

_هل ستكون إقامتي هنا؟!

 

_بل هناك غرفة متواضعة بالقرب من الإسطبل، ستقيم فيها، فأنت وصية الملك وسنهتم بأمرك. 

 

تركه الجندي داخل الإسطبل وخرج، صهل الأشقر بقوة كأنه رأى وحش أمامه، اقترب منه نادر وقد نزع القماش الذي يحيط عينه بضجر.

 

أشهر خنجره ذي الرموز الغريبة والطلاسم، الذي أخرجه من ملابسه بوجه الحصان وهو يقول: 

_كن هادئ وإلا سيكون موتك على يدي هاتين. 

 

عاد الأشقر للصهيل مجددًا، تبعه صوت الحصان الآخر كأنهما يتحاوران بلغة خاصة، اشتعلت عيني نادر من الغضب وهو يناظرهما:

_إذًا لن تفهما.

 

رأى عصا في أرض الإسطبل دائرية الرأس، محدبة كأنها رأس طائر،  أحضرها ونزل على جسدهما ضربًا.

هدأت ثورة أنفاسه بعد قليل، بعد أن أفرغ غله بهما.

 

هربا إلى إحدى الزوايا، وآثار الغبار خلفهما ملأت المكان. 

 

***

دخلت أسيل وكوهندار إلى القصر، وعيني كوهندار تتراقص فرحًا، لقد كانت ليلة مميزة لها، قضتها بالقرب من المدفئة في الجبل، بين أحضان الأمير، سألتها أسيل بعد أن انتبهت لشرودها: 

_أرى الفرح يتراقص من عينيك،

اخبريني سبب حالتك تلك!

 

وضعت كوهندار يدها على قلبها، فقد أرادت أن تهدئ نبضاته: 

_قلبي يخفق بشدة، أشعر أنني أسمع خفقانه، لعلها بذور الفرح التي بدأت تنبت بداخله.

 

نظرت لها نظرة ساخرة، والضحكة رسمت على شفتيها:

_انظري لي لأقرأ ما تقول عيناك، ترى هل بذور الفرح أم الحب؟!

 

دخلت كوهندار وأسيل إلى غرفتها؛ ستشرح لها بإسهاب ما جرى معها الليلة الماضية:

_هذا يعني أنك بدأت تحبينه؟!

 

سرحت كوهندار بلحظة هدوء، تخطو بخيالها لشخصية الزبير، ذلك الأمير الذي سمعت عنه شيء، ورأت منه شيء آخر، أجابت أسيل عن استفساراتها، بصوت كله أسى: 

_إن الناس تظلمه، هو ليس كما سمعنا عنه، الآن أدرك حقيقته، وأنت ألا ترين ذلك معي؟!

 

ابتسمت كوهندار وهي تقول: 

_أكاد أجزم أنه أفضل من كل رجال أرضنا، حنون، طيب القلب.

إنه رجل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يحتوي الأنثى ويحتضنها كأنها جوهرته الثمينة.

 

_أبحرتِ يا صديقتي دون قارب في بحر الزبير، ما أخشاه أن تغرقي، ولا أستطيع أن انتشلك.

 

أما زمردة فقد عضت أناملها من غيظها، واستحال وجهها للون الأصفر الشاحب، تأكلها نار الغيرة، وتكاد أن تجن، أخذت تحدث نفسها

"سأجد منفذ أدخل منه، سأكون كظل الأميرة، لن أتركها تغيب عن نظري للحظات".

 

أرخى الليل عباءته السوداء على قصر الزجاج؛ ليحيطه بالسكون، بدأ نادر يتسكع في أرجاء القصر، باحثًا عن مكان يمارس به طقوسه المجنونة، لكن فرصته تكاد تكون معدومة؛ الحراس كثيرون جدًا.

 

تفحص أرجاء القصر عله يرى كوهندار، أو يلمح طيفها، لكنه لم يناظرها حتى من بعيد، أصبحت هدفه الذي يسعى وراءه بعد أن كانت ملك يديه، رجف قلبه ظن أن أمره اكتشف، عندما جاءه الصوت من خلفه:

_ماذا تفعل هنا؟!

 

أخفى ارتباكه وهي يجيب:

_لا شيء، مللت البقاء مع الأحصنة وأردت استنشاق الهواء.

 

_عد إلى غرفتك، ممنوع التجول ليلًا، تلك أوامر الزبير.

 

دخل أمام أنظار الحارس المستهجن لتصرفاته الغريبة إلى الإسطبل، انتظر في الداخل ما يقارب الساعتين، خرج يتسحب ببطء، تأكد أن أحد لم يره، وصل للجهة الخلفية من القصر.

 

تلك العجينة التي وضعها على ظهره تثقل حركته، تمكن بصعوبة من الصعود إلى الحائط، وقفز للجهة المقابلة، آلمته قدمه عندما اصطدمت بالأرض؛ فالمسافة مرتفعة.

 

مشى بين الأشجار، يعرج ببطء حتى وصل إلى أقرب شجرة، جلس تحت جذعها يفرك كاحله الذي يلمع ألمه مع الحركة، اطمئن أن أحد لم يره.

 

أنارا القمر والثلج المتساقط المكان له، أخرج خنجره، وحفر تحت الشجرة، ذبح باطن كفه؛ ليخرج قطرات من دمائه القذرة، رسم الرمز الذي يشبه الأخطبوط بأذرع متعددة وعيون مستطيلة.

 

اطمئن أن الدماء قد جفت حتى غاب أثرها، أعاد التراب الممزوج بالثلج لمكانه، وعاد أدراجه.

**"

                                 الزبير

 

وقف على جذع الشجرة، شعر بشيء ساخن يتسلل من تحت قدميه، كانت دماء زرقاء، تجري كنهر جاري لطخت ردائه المسدل عن أكتافه.

 

مجموعة من الناس بأطوال متفاوتة، يطوفون حوله كأشباح مرتفعة عن الأرض، يسمعهم وهم يتكلمون.

 

أحدهم قصير الهيئة كالقزم، أذنيه مرتفعان كالمثلث، قدماه تشبهان قدمي ضفدع، مسطحة دون أصابع، نطق بصوته الأشبه بمواء القطة: 

_أتركوه لي، أنا من سيتولى أمره.

 

تقدم الآخر الذي له قرن ثور من الشعر المتكاثف بمنتصف رأسه، أنفه مفلطح كأنه بمساحة واحدة مع جبهته، بفحيح يشبه صوت الثعبان: 

_إنه من رموزي وطلاسمي، أتركوه لي وإلا ستقوم بيننا معارك.

 

لحقته فتاة أخرى تحمل سيفًا، تركض خلفه وهو يركض، لكن يشعر أنه واقف بمكانه، يصرخ دون أن يسمعه أحد، لحقت به إلى جبل يجاهد ليصعد عليه ويهرب، أشهرت سيفها المرسوم بطلاسم مبهمة وضربته على ظهره.

 

شهق كأنه استيقظ من نومه، دقات قلبه تنذر أن إعصار اجتاح كيانه، لكن ما يراه متاهة متعددة الطرقات، في كل طريق يظهر له حيوان، قبيح الهيئة، لكن جميعها تشترك بمخالب طويلة، وأنياب حادة، تقترب لتفترسه.

 

رأى كوهندار تنظر إليه لكنها لا تستطيع أن تقدم له المساعدة، ورأى الشيخ طلحة يقول له: 

_لا تخاف يا ولدي، اقرأ آيات القرآن.

 

فبدأ بسورة الكرسي، وهو يرى نفسه على السرير مقيد اليدين والقدمين، كأن روحه من تتعذب، لا يستطيع أن يتحرك، أو يفتح عينيه، لكنه يعي كل ما يحدث حوله.

 

جاهد كثيرًا حتى فتح عينيه أخيرًا، تنفسه مضطرب، دقات قلبه متسارعة، يشعر أنه ميت وفي عالم آخر، استطاع هذه المرة أن يرفع جسده عن السرير وهو يقول: 

_أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم.

 

تحدث مع نفسه وهو يفرك وجهه بيديه "كان كابوس مزعج، ارحمني يا رب"

 

هرع خارج غرفته ليحضر الماء، فقد شعر أن الغصة وقفت بحلقه.

لا يزال يردد "لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين"

 

لقد رأى كوابيس كثيرة، لكنها المرة الأولى الذي يشعر أنه حقيقي، كابوس يقوده إلى كابوس أكبر منه.

 

مع كل قوته ورباطة جأشه، يشعر أن يداه ترتجفان وهي تحمل الكأس، حتى أنه سكب بعض من الماء على ملابسه.

 

سمع صوت آذان الفجر يصدح في الأرجاء، دخل إلى الحمام، تناول الدلو الصغير وراح يسكب على رأسه دون وعي، ودون أن يشعر حتى ببرودة الماء، كل ما يراه ويتردد بعقله ذلك الكابوس. 

 

عاد لوعيه بعد دقائق، لا يعرف هل الرجفة استحالت بدنه من البرد أم من الخوف؟!

 

غير ملابسه وتوجه إلى الجامع القريب، مد سجادته، إنه يشتاق أن يقف بين يدي الله، يبثه همومه ويناجيه.

 

تقدم إليه الشيخ طلحة، بدا له أن هموم الدنيا رسمت على وجه الأمير قال له بحنو: 

_اترك الأمر لله، سيختار لك الخير يا ولدي.

 

_لا إله إلا الله.

 

_جميعًا ندعو ألا يكون طريقنا متعرج؛ كي ننجو، لكننا ننسى أن النجاة بيد الله.

 

أردف قائلًا: 

_يجبرك على المشي في دورب لا ترغبها، في دروب متعرجة وغير مستقيمة، ليريك أن النجاة منه وليست من الطرق.

 

_صدقت، نتركها تأتي كما يريد الله، لعلها تأتي كما تشتهي أنفسنا.

 

وضع الحكيم طلحة القرآن بين يدي الزبير، ابتسم ثغره ليبث بعض من الطمأنينة في نفسه: 

_إنه سر النجاة يا ولدي هنا، تمسك به قدر المستطاع.

نبني كل يوم لنا في الدنيا كيان، لكننا ننسى أن نبني لنا صرح وكيان في الجنة.

 

_إن في زماننا هذا القابض على دينه كالقابض على الجمر أيها الحكيم!

 

زفر بخنق وهو يقول: 

_جعلك الله منارة تهتدي بها الشعوب، لا تنطفأ يا ولدي، اجعل روحك تتقد بنور الإيمان كما وجهك المنير.

 

قرأ الزبير ما تيسر له من كتاب الله، طوى صفحاته كأنه يطوي حزن قلبه، وجراح جسده، خرج من باب الجامع، تبعه الحكيم" طلحة" بنظراته: 

_أحدهم لطخ طهر المكان، اسأل الله أن يبعد عنك الشرور والأنفس الخبيثة يا ولدي.

 

قرأ خلفه بعض الآيات لتحميه من الأعين الحاقدة، والنفوس الشريرة.

 

يعلم ما يكابده كل يوم، يشعر بالهموم التي تثقل كاهله.

يحزن لحزنه، ويفرح لفرحه، سيكتب الله له النجاة بطهر قلبه، وقوة يقينه في الله.

 

خرج الزبير يمشي في شوارع المدينة دون هدى، تذكر ابتسامة كوهندار التي تغير مزاجه، توجه إلى قصرها، ليخفف بعض ما في نفسه من شوائب وأدران.

 

دخل إلى صالة القصر، جلس ويده على خده يناظر الجبل الذي أمامه، شعرت كوهندار منذ دخوله أنه ليس بخير.

 

أحضرت كوبين من اليانسون مشروبها المفضل في الأيام الباردة، وجلست على الأريكة المقابلة له، شردت في عينيه وهي تقول:

_أتعرف لغة العيون؟!

 

_لا، لم يسبق لي أن تعلمتها.

 

_لكنك تتقنها لست بحاجة لتعلمها، فعينيك تبوح بالكثير، تحدثني بقصص وتسرد الآهات، عكس شفاهك التي لا تنطق.

 

قامت عن أريكتها، جلست بالقرب منه، تتوسم الصمت كما توسمه.

 

بعد صمت مطبق لبعض الوقت نطق كلمته الأولى:

_أتعرفين؟! إنك قطعة السكر في مرارة أيامي. 

 

وضعت يدها الضئيلة، في راحة كفه الضخمة بالنسبة لها، مسدتها بحب وهي تقول:

_ اختم حروبك السبعة عشر بي، واحتل كياني، احتل قلبي، ولتعلم أنني لن أعلن انتفاضتي عليك.

 

قبل باطن يدها بولع، كاد أن يلتهمها بعينيه؛ فكل يوم يراها تزداد جمالًا وبهاء، قال بعيون ملئها الحب:

_أشعر أنني أنسى الكون، وأنسى أنني أمير في رحاب عينيك، أتعلمين هذا؟!

 

تبسمت بخجل، حتى توردت وجنتاها بألوان الزهور مجتمعة، كم كانت تتطلع لمداعبة خفيفة منه؛ لتتذوق لذة العشق والحب من عينيه أكثر.

 

أصبحت هائمة تائهة في بحر عينيه، ينتابها إحساس غير طبيعي بالشغف إليه، إلى الدفء بين ذراعيه، وهو يحتضنها مبتسمًا لها، ساقطًا في بحورها إلى الأعماق.

 

استطاع نادر الوصول إليها أخيرًا، ملئ قلبه بالحقد، وهو يشاهدها إلى جوار الأمير، كاد أن يقتحم القصر ويقلبه فوق رأسها.

 

تساءل بحنق: 

_كيف لها أن تحب غيري؟! 

سأجعلك تندمين على فعلتك تلك.

 

مما أثار سخطه بشكل أكثر وهو يناظرهما من خلف الحائط، اقتراب الأمير منها.

احتضنها من خصرها وجذبها لقربه أكثر، قام كأنه قرر المغادرة طبع شبه قبلة على جبينها المتلألئ قبل أن يخرج.

 

مر على غياب الأمير ساعة أو أكثر، ما تزال كوهندار جالسة على مقعدها، تنظر لمكانه وتتذكر قبلته على جبينها، تتحسس مكانها بحب، دخل أحد الجنود مسرعًا إلى الأميرة، يتكلم من بين أنفاسه:

_إن حصانك الأشقر يا مولاتي، يكاد أن يموت، اسرعي.

 

هرولت مسرعة إلى الإسطبل، رأت حصانها مفترش الأرض، باسط جناحيه، منحني الرقبة، هناك دمعة لاحت في عينيه، مسدت على رقبته وهي تخاطبه: 

_ما بك يا أشقر؟! هيا انهض يا عزيزي، إنك هديتي، كيف لك أن تمرض هكذا!

 

صهيل بصوت خافت كأنه يخرج أنين بشر، لاحظت أثار دماء على قدمه، صاحت بغضب: 

_من يهتم بحصاني، لماذا الدماء ضرجت قدميه؟!

 

_إنه السائس الجديد يا مولاتي.

 

_نادي لي ذلك البائس.

 

تقدم نادر من غرفته بعد أن ناداه أحد الجنود، أخذت تسأله دون أن تلتفت، هناك دموع تجمعت في عينيها:

_ماذا فعلت بحصاني أيها النذل؟!

 

جمدت في مكانها بعد أن جاءها الرد، إنها تعرف هذا الصوت جيدًا: 

_لم أفعل شيء، إنه مريض وحسب.

 

لم تعد تعرف ما تجيب، عندما نظرت إليه لتؤكد ظنونها في من  يكون، ارتعد جسدها وهي تقول:

_ افعلوا شيء، نادوا لي الطبيب.

 

حضر طبيب الحيوانات بسرعة، كشف على الحصانين، راح يلوح برأسه يمينًا ويسارًا وهو يقول:

_أعتقد أنها قرصة لحشرة سامة يا سيدتي، فالأشقر لا يستطيع النهوض على قدميه.

 

_ماذا تقول، هل سيموت؟!

 

_لا أستطيع أن أجزم بشيء يا مولاتي، سأصف له العلاج، يشربه مع الماء، أتمنى أن يعطي العلاج الفائدة التي نريد.

 

غادر الطبيب الإسطبل، استدعت نادر إلى قصرها، علامات الارتباك والغضب واضحة على وجهها: 

_ماذا تفعل هنا أيها المجنون؟!

 

اقترب منها خطوات أراد أن يحضنها:

_سيقتلني بعدك، أفضل أن أموت بالقرب منك، من أن أموت من بعادك!

 

تراجعت إلى الوراء، لتجعل بينها وبينه مسافة:

_الآن تقول هذا الكلام؟! أين اختبأت كالفأر عندما قدم الزبير، عندما أردت أن تدافع عني وتكون السند لي.

أردتك أن تقف بوجه الجميع، لكن أنت ماذا فعلت؟! 

 

_لماذا تفتحي الصفحات الماضية؟! أنا هنا الآن، ولن أذهب من دونك!

 

_أنا الآن فتاة متزوجة، من أمير خدعته بأنك سائس للخيل، لن أتحرك من مكاني، أم أنك نسيت أن هناك معاهدة بيننا وبينه؟!

 

زادت نبرته صوته حدة:

_طالعي وجهي، هل ذلك بسبب المعاهدة؟! أم أنك تحبينه، لقد رأيتك بين يديه في الصباح.

 

_لا يحق لك أن تحاسبني، إنه زوجي افهم هذا، للمرة الأخيرة أقول لك غادر قبل أن تفقد حياتك.

 

خرج من قصرها دون أن يرد، وكوهندار تدور في أرضها كالمجنونة تفكر بما ستفعل، فلو اكتشف الأمير وجوده سينهي حياته بكل تأكيد.

 

سمعت زمردة كل حديثها مع نادر، قدمت لها الفرصة على طبق من ذهب.

 

ضحكة ضحكتها الشريرة وهي تقول: 

_ستمر عليك أيام سوداء أيتها الأميرة، أيامك القبيحة ستقدم قريبًا 

 

أسرعت الخطا لتذهب إلى الملكة الأم، دخلت من الباب، رأتها وهي تضع قدم فوق قدم، تجلس أمام المرآة تطالع جمالها الذي سحقته السنين، مع ذلك لم تأخذه بشكل كامل:

_أهلا يا زمردة، هل أحضرتِ شيء مفيد في جعبتك؟! أم كعادتك لا جديد.

 

اقتربت أكثر وجلست قرب قدميها:

_أخبار ستسرك يا مولاتي.

 

_هاتي ما عندك.

 

بدأت زمردة تسرد لها ما حصل وما سمعت، تهلل وجه الملكة الأم بالبشائر: 

_إذا سائس الخيل يكون خطيب كوهندار السابق.

كيف انطلت هذه الحيلة على الأمير؟!

 

_متنكر بهيئة مختلفة يا سيدتي.

 

_سوف نستفيد من هذا الخطيب المتنكر كثيرًا، حان الوقت لنكدر صفو حياة أميرة أرض القمر 

 

خرجت الملكة الأم إلى مقصورة الأمير الزبير بعد أن أمرت زمردة أن تعود إلى قصر الزجاج؛ كيلا يكتشف أحد غيابها المفاجئ.

***

مواعيد النشر: الجمعة

تعليقات