(((لقراءة الفصل السابقة اضغط هنا)))
ألتفتت سوبين للمتبادل الاثنين نظرات حارقة بعضها غاضبة وأخرى مليئة بالخذلان.
غادرة بعدما ألقت كلماتها أثناء غضبها غير مدركة ما سببته من شكوك؛ عن أي طفولة تتحدث والأهم كيف أنها تحب شخص مثله!!
في لحظات سريعة مد يونغي كلتا يديه يجذب سوبين من ذراعيها يحاصرها ضد الحائط:
" الآن أريد التحدث، ستخبرينني بقصدكِ منذ طفولتك الغبية؟ كيف تعرفيني!!"
توترت سوبين بسبب نبرته الحادة وقبضتيه التي تعصر ذراعيها تمنعها من الذهاب.
لم تهتم كثيرًا لما سيحدث فهي سئمت التخلي عن كل القسوة التي رأتها في حياتها أمام من سحق قلبها غير مكترثًا لمشاعرها.
ضحكة ساخرة تمردت من فمها تهز رأسها بغير تصديق:
" أرى أنك تتعامل مع الآمر كأنها لعبة سخيفة! تلعب متى تريد وتهرب متى تريد. انت حقًا لا تصدق محامي يونغي."
عاد يونغي لينطق بنبرة أغلظ فهو لا يتذكر مقابلتها في حياته إذًا كيف تعرفه وما غرضها الحقيقي للبقاء معه كل هذا.
"لا يهمني سواء كان الأمر لعبة سخيفة أم جحيمًا لعينًا أنا أريد معرفة الحقيقة."
توقفت سوبين عن الضحك لتردف بجمود:
" صدقني سيكون من الأفضل أن تخرج سلاحك وتقتلني؛ فانا لن أتحدث."
أغمض المعني بالحديث عينه خافضًا بصره للأسفل لاعنًا بداخله بسبب ما اولت له الظروف فها هم عادوا لنقطة الصفر.
يكافح نفسه في السيطرة على غضبه وعدم تنفيذ طلبها في إخراج سلاحه وتفجير رأسها.
وقف بثبات رغم محاولة سوبين في دفعه والمغادرة لكنه أبى التحرك لتصرخ بنفاذ صبر سامحة لدمعة ساخنة بالتمرد على وجنتيها:
" أريد الذهاب أم أنت بهذا الغباء كي لا تفهم؟"
استعملت طريقته في استفزازه تثبت عينها على خاصته التي تناظرها لتقرر كسر الصمت الذي حل بنبرة مرتجفة وغصة عالقة بحلقها:
" لماذا فعلت هذا؟ كان كل شيء بخير لكنك أفسدته، في البداية لم أكترث لإهانتك...لكن الآن جعلتني أشعر بالحقارة فبعد كل شيء لازلت تعاملني بدناءة!! ظننت أنك ستفهم المعاناة التي مررت بها بعدما أخبرتك لكن..."
ابتلعت غصتها بضعف تحاول المحافظة ع نبرة صوتها المرتجفة بلا فائدة:
" أنت لن تتحدث أليس كذلك؟"
أكتفى يونغي بالصمت لتمر لحظات قبل أن يبعد يده يمسح لسوبين بالذهاب.
" صدقني لم أتوقع الكثير على أي حال."
غادرت سوبين في خطوات سريعة للأسفل بعدما أكتفت بهذا. جذبت معطفها من على الأريكة التي تتوسط صالة المنزل ثم همت بالمغادرة.
تمشي بخطوات بطيئة تُفكر في كل ما حدث في طفولتها وكيف قابلت المحامي مين.
لازال قلبها ينبض بصخب كلما تذكرت لقاؤهما الأول كأنه البارحة
قابلته في مثل تلك الأجواء الباردة وذات الوقت من الليل.
ابتسامة حزينة نمت على ثغرها فلطالما حلمت باليوم الذي ستقابله به، كان هو املها الوحيد بالتمسك بحياة بائسة.
عندما رأت صورته في منزل جدته لأول مرة نبض قلبها بعنف لتعرُفها عليه منذ الوهلة الأولى.
كانت طفلة صغيرة بالكاد أتمت عامها العاشر لتتعلق بفتى مجهول الهوية بالنسبة لها.
أنقذها عندما أوشكت على خسارة ما تبقى لها من الحياة، رغم صغر سنه في هذا الوقت إلا أنه ساعدها.
تعجبت عندما قابلته لتكتشف شخصيته الباردة غير التي قابلتها منذ عشر سنوات.
زفرت سوبين الهواء بضيق تستنشق ماء أنفها تحاول السيطرة على مشاعرها التي تغلبها كلما تعلق الامر به.
ربما حان الوقت للتخلي عن ما تمسكت به منذ طفولتها. مشاعر غبية، لقاء أغبى بشخص لن يهتم يومًا لها.
أفاقت من شرودها تقلب عينيها بالأرجاء لا تتذكر متى وصلت لهذا الزقاق المظلم فلقد تركت العنان لقدمها.
اشتدت البرودة لتضع يديها بجيوب معطفها تدير ظهرها للمغادرة بعدما حسمت قرارها.
ستختفي من حياته بمجرد الانتهاء من قضية جونكوك، ستحميه وتنفذ انتقامها ثم تغادر كما لو انها لم تكن.
ستتخلى عن مشاعرها المتخبطة تجاهه وتكتفي بتذكره على أنه ذكرى سعيدة.
مرت ساعتين على تجولها لتعود للمنزل، وقفت على مقدمة الباب تنظم انفاسها ثم دلفت للداخل.
وضعت مفتاح المنزل على الطاولة ثم نزعت معطفها وقبل أن تخطو رفعت نظرها لتقابل يونغي بملامحه الغير مبشرة
يقف في المنتصف عاقدًا يديه امام صدره. نطق بحدة:
" أين ذهبتي ولماذا تركتي هاتفكِ؟ "
مرت سوبين بجواره تجاوبه بغير اهتمام بعدما رفعت كتفيها:
" حياتي الشخصية لا تخصك محامي مين."
أوقفها يونغي بعدما تخطته ليصبحوا يقفون خِلاف بعضهم.
مَالَ برأسه قليلًا لينطق بالقرب من أذنها:
" لا تلعبي معي تلك اللعبة بيون سوبين فصبري قد نفذ بالفعل. صدقيني أنتِ لا تريدين رؤية جحيمي لذلك مرة أخرى لن تغادري هذا المنزل دون علمي، لن تتركي هاتفكِ والأهم لا تتحديني."
صعد يونغي لغرفته يصفع الباب خلفه بعنف تنفسيًا عن غضبه.
أخرج هاتفه يُخبر رجاله بالتوقف عن البحث عن سوبين بعدما عادت للمنزل.
لا يريد التحكم بحياتها لكن منذ تورطها معه أصبحت معرضة للخطر في كل لحظة بسبب العصابات التي تناولت خبر تواجدها معه.
تظن أنه يقسو عليها بكلماته لكن الأسوء هو رغبته بجعلها تكرهه لتغادر.
فمشاعرهما لن تتطور وتصبح اكثر من هذا، فماذا يفعل رئيس عصابة مافيا تشغله فكرة الانتقام منذ نعومة اظافره بحب لا فائدة منه سوى بتدمير راحته!!
أعداؤه يتكاثرون يومًا بعد يوم، دائرة الانتقام تكبر وتحمل الكثير من الأحقاد.
لن يستطع حمايتها وتوفير كل ما تحتاجه لذلك يجب أن يتخطى مشاعره التي نمت تجاهها رغمًا عنه.
وضع يونغي يده على عينه بعدما تمدد في فراشه يتمنى الحصول على بعض الراحة.
نام الاثنين بعدما عانا من تفكير طويل خالي من الحلول التي ترضي عقلهما وقلبيهما.
حل صباح يوم جديد ليستيقظ يونغي أولًا بسبب الكابوس الذي عاد ليراوده بشكل مروع كما لو أنه ينتقم منه بسبب تهاونه عن فكرة الانتقام.
دلف للمرحاض يحدق بهيئته التي تشبه المجرمين. أخرج ماكينة الحلاقة الخاصة به يتخلص من شعر ذقنه وشنبه الذي طال.
قص خصلات ليغير من شكله الذي اعتاد عليه لفترة لا تقل عن الثلاث أعوام.
برزت ملامح ووجهه التي كانت خصلات شعره تخفيها.
أغلق صنبور الماء ثم جفف وجهه يسترق النظر لنفسه في لحظات معدودة.
خرج وغير ملابسه ثم نزل للأسفل، وجد سوبين تجلس على الأريكة تبحث بهدوء عن شيء ما بحاسوبها بينما ترتشف قهوتها.
توقف على الدرج مكانه يسرق بعض النظرات تجاهها يلعن نفسه بسبب المشاعر الغريبة التي تجتاحه عند رؤية تعابير وجهها العفوية.
كلاهما كان يحدقان ببعضها خاصة سوبين التي ذُهلت من التغيير الذي أحدثه بنفسه فهي لم تعهده بهذه الهيئة المهندمة.
أخفضت بصرها لحظات تتجنب التحديق به ثم فرقت بين شفتيه لنطق بكلماتها التي أخذت منها الكثير من المجهود.
أفاق يونغي من شروده بالتفكير بها عندما حمحمت سوبين تجذب انتباهه تنطق بهدوء غريب خيم على نبرة صوتها.
" مدير مشفى حي ايتوان سيتواجد اليوم في ملهى ميلانيو لقد تفحصت حجز الشخصيات المهمة وجدت انه سيلتقي كيم راين في التاسعة مساءً."
عقد يونغي حاجبيه فمن المفترض أن هذه مهمة يوهان لاختراق شبكات ملهى ميلانيو والحصول على قائمة الشخصيات المهمة.
" لدى فكرة."
اقترب يجلس بجوارها على الأريكة لتبدأ الأخرى في قص فكرتها أو الأصح تهورها وغبائها كما دعاه المحامي مين الذي أخذ يرفض بإنفعال بعدما هم بالنهوض من على الأريكة.
" أنتِ لن تفعلين هذا، لن أسمح لكِ!!"
" لكن هذه فرصة جيدة لمعرفة أين المستندات التي تخص السبب الحقيقي لتسمم العديد من الأشخاص."
" لا تستهيني بقدرات جون هو وغد لعين، هل تظنين أنه سينخدع بخطتكِ الغبية."
قهقهت سوبين ساخرة ترمقه بنظرات تحدي:
" الغرض من شراكتنا محامي يونغي هو إنهاء هذه القضية وفعل المستحيل للإيقاع بكيم راين ولا شيء أخر. سأنفذ ما أريده فقط راقب وأنظر كيف سأنجح"
ابتسم المعني بالحديث بجانبية يحاول كتم غيظه ليجاوب بثبات:
حسنًا، افعلي ما تريدينه."
صعد يونغي للغرفة يهاتف يوهان ويخبره بشأن حجز الشخصيات المهمة في ملهى ميلانيو لكن الصادم أن العبقري الصغير لم ينتهي من فك الشفرات التي تمنعه من اختراق الملهى.
نمت الشكوك بعقل يونغي فكيف لشخص مثل بيون سوبين اختراق تلك الشبكة والحصول على القائمة بهذه السهولة.
نطق يوهان من الجهة الأخرى:
" نصف ساعة أخرى وسأحصل على القائمة ثم سأرسلها لك."
همهم يونغي أولًا ثم تساءل:
" لا تنسى تزوير هوية من أجلي وأخرى من أجل سوبين للدخول لغرفة الشخصيات المهمة."
" هاتفت سوبين وأخبرتني أنها ستضع اسمائكما من ضمن الأفراد الذين سيحضرون اليوم."
عقد يونغي حاجبيه للأسفل ليهمهم بغموض:
" أريد منك شيء ضروري، أبحث لي مجددًا بشأن هوية بيون سوبين."
نبث يوهان بفضول:
" لماذا؟ هل تشك بها!"
" فقط أفعل كما أخبرتك."
حل الليل سريعًا لتغادر سوبين أولًا ثم خلفها يونغي الرافض لفكرتها باستماته لكن ما بيده حيلة على أي حال هي ستفعل ما برأسها وهو لا يملك أي حق بالتحكم في تصرفاتها.
دلف يونغي للملهى ذو الأساس العريق يقلب عينه بالأرجاء بحثًا عن من ينتظر بالإضافة إلى بحثه عن سوبين المختفية إلى هذه اللحظة.
جلس بالقرب من البار وفي يده كأسه مع ارتفاع صوت الضجيج الذي يملئ المكان مُعلنًا عن بداية السهرة.
بدأت النادلات بالدلوف للغرفة بأزيائهم المثيرة ومشيتهم المغنجة لإرضاء بعض الأغنياء.
ضغط يونغي بعنف على الكأس الذي بيده عندما لمح هيئة سوبين المثيرة بفستانها الفاضح ومستحضرات التجميل التي تضعها كانت تبرز جمالها الذي لم يعتاده.
أخفض بصره يلعن من بين أسنانه متمنيًا أن تمر هذه الليلة على خير دون أن يقتلها.
بدأ جميع الشخصيات المهمة بالدلوف للغرفة وخاصة الطاولة المخصصة لهم.
تأكد يونغي من إخفاء نفسه كي لا يكتشفه كيم راين والأخرين فهو أصبح حديث العالم منذ تورطه بهذخ القضية التي وضع بها كل شيء يخص على المحك.
لكن من يأبه ليس وكأن هناك أحد يستطيع الوصول إليه و إيذاء أحد يخصه.
صوت ضحكات مستفزة تعلو بحقارة فمن على هذه الطاولة أقرب أن يكونوا شياطين متجسدة عطفي هيئة بشر.
يضحكون بالرغم من طغيان شهوتهم وفسادهم على حساب حياة الأبرياء.
اقتربت سوبين ثم مالت بالقرب منه وبنبرة لعوبة همست في اذن جون مدير مشفى حي تايوان الذي بادلها نظرات ثاقبة مليئة بالرغبة.
اعتدلت في وقفتها بعدما تأكدت من تحقيق ما تريده وهو رؤية الرغبة بعينه غير مكترثة للمحامي مين الذي سينقض عليها لقتلها بسبب فكرتها الساذجة.
خطت خطوة للمغادرة لكن كما توقعت أمسك جون يدها يمنعها من المغادرة بجذبها من خصرها كي تجلس بين أحضانه.
بنبرة ثملة اقترب جون من اذن سوبين:
" هل تعلمين أنك مثيرة حد اللعنة؟"
نبض قلبها بعنف عندما سمعت هذا تشعر بالتقزز لقرب هذا الحقير منها لهذه للدرجة و شعورها بأنفاسه تلفح رقبتها كانت تزيدها رغبةً في التقيؤ.
نطق كيم راين بقذارة يوجه حديثه لجون:
" هل وجدت عاهرة أخرى؟ أرى أنك اصبحت تمل سريعًا الفترة الأخيرة صديقي العزيز."
تهجمت ملامح جون بحدة بسبب سخرية راين فهم ليسوا أصدقاء بل أشخاص تعارفوا لمصالح مشتركة.
" على الأقل لست أترك زوجتي في المنزل تنتظرني بحفاوة بينما أعبس هنا مع إحدى العاهرات مثلك عزيزي راين."
عبس الأخر ثم نهض يشير للأخر بتحذير يجذب معطفه للمغادرة.
أوقفه صاحب الملهى يستفسر عن سبب مغادرته مبكًرا فليلتهم لم تبدأ لكن راين أختار الذهاب كي لا يفسد صورته بالتورط مع مدير المشفى؛ لأن هذا سيؤثر على سمعته لدى مجلس عامة الشعب الذي يرغب بالترشح لهذا المنصب العريق.
خرج من المكان وصعد لسيارته يهاتف الوزير يطمئن على ورقته الرابحة في الترشح لهذا المنصب.
لكن الوزير كان قلقه الوحيد بشأن مين يونغي مجهول الحقيقة والهوية، معلوماته بالكامل مشفرة، لا يستطيعون الوصول لأحد من عائلته.
نبث راين يُطمئن الوزير:
" لا تقلق سأفوز بهذه القضية وألقن هذا الحقير درسًا لن ينساه، لا داعي للقلق."
" أنا لا أريد حديثك راين، بل أريد رؤية جانبك السيء في التخلص منه. أرسلت لك ملف تفحصه لقد سمعت بوجود فتاة تلازمه من الواضح أن هذه الفتاة كانت تتبعك منذ فترة لذلك ابحث عن خلفيتها وانهي الأمر سريعًا لا أريد المزيد من الأقاويل المفروغ منها بشأن هذه القضية الغبية"
أخرج راين علبة السجائر الخاصة بها بينما يتفحص الملف الذي أرسله الوزير الذي من المفترض عن بيون سوبين.
تعالت قهقهته غير مصدقًا ما يراه:
" هؤلاء الأوغاد."
في حين أخر كان جون في حالة غير واعية بسبب المشروبات التي تناوله.
بدأت سوبين في التدلل عليه بالتلاعب بأزرار قميصه مردفه بنبرة كانت تحمل جميع ملامح التغنج:
" لماذا تبدو منزعجًا؟ يمكنك إخباري بما حدث وسأحرص على مساعدتك."
صمت المعني بالحديث لوهلتا ثم نطق:
" هذا اللعين راين لا يكف عن استفزازي حقا هذا الوغد أريد التخلص منه."
تحدثت سوبين بحذر بعدما شكلت المكبر كي يسمع يونغي الجالس على أعصابه يراقبهم بتفحص.
" لِما لا تتخلص منه؟ أعتقد أنه يمكنك فعل هذا؟"
رفع راين يديه يلف بعض من خصل شعر سوبين عليها مهمهمًا:
" لن تفهمين هذا يا صغيرة، لكن يمكنني جعلكٍ تفهمين شيء أخر."
توترت سوبين عندما مال برأسه كي يقبلها تبعد وجهها للجانب الأخر.
حاولت الحفاظ على رباطة جأشها بالتهرب من الموق عندما عادت لسكب المزيد من المشروب في كأسه
" لازال الوقت مبكرًا سيد جون، دعنا نأخذ الأمور بروية."
" معكِ لا أستطيع فمنذ دخولك الغرفة بهذا الجسد الفاتن سرقتي قبل عقلي لذلك دعيها تكون لليلة واحدة فقط."
قبض الأخر على معصميها بنوع من الحدة لتربت على كتفيه.
" لكن لا يمكنني الاستمتاع وأنت بهذا المزاج العكر، ما رأيك في تناول كأس أخر والتحدث عن ما يزعجك ثم فعل ما تريد."
استسلم جون لنبرة صوتها التي اذابت قلبه يقسم انه لم يقابل فتاة ملهى مثلها في حياته لديها سحر خاص سرق عقله وجعله يرغب بالتفوه عن أحقاده الدفينة التي يكنها لراين.
أخبرها عن الرشاوي التي تلقاها لإحراق المستندات الخاصة بحادثة التسمم في حي ايتوان.
بالرغم من كونه طبيب على ذو أهمية من الاحترام إلا أنه انغمس خلف رغباته بامتلاك المزيد من الأموال.
سئم من القانون الرجعى الذي لن يفيده بشيء فالعالم عبارة عن لعبة قذرة إما الفوز أو الخسارة بشكل مهين وهو رفض هذا.
فعل كما أخبره راين وحصل على أمواله بالإضافة إلى الكثير من الرشاوي.
سجلت سوبين كل هذا راسمة على ثغرها ابتسامة سعيدة فلقد نجحت خطتها في النهاية.
توقف جون عن التحدث عندما وردته مكالمة من راين. أراد تجاهله لكن في النهاية أجاب.
امتعضت ملامح وجهه عندما سمع ما أخبره الأخر، أعتدل في جلسته يهمهم بتفهم.
أغلق هاتفه ووضعه بجيبه ثم جذب كأسه يرتشفه مرة واحدة.
تلاقت عين سوبين بخاصة يونغي التي تخبرها أن هذا يكفي وأنه وقت المغادرة.
همت سوبين بالنهوض لكن جون أمسك يدها يرجعها مكانها بعنف.
في لحظات سريعة أخرج سلاحه وصوبه خلف ظهرها يهمس في أذنها:
" مرحبًا بالجاسوسة الصغيرة، خطوة منكِ أو كلمة وسأقتلك بالإضافة إلى هذا الشاب الذي يرقبنا منذ جلوسنا."
رفعت سوبين ترسم ابتسامة متوترة على ثغرها كي لا يعلم يونغي أن هناك شيء خاطيء بحالتها.
تصارعت نبضات قلب يونغي بداخل أضلعه يشعر بوجود خطب ما فمن المفترض نهوض سوبين لكن يبدو أنها لا تستطيع."
حاول التوصل معها من خلال السماعة التي تخفيها خلف أذنها لكنها أطفئتها بالفعل.
بنظرات جحيميه نهض من طاولته في طريقه للطاولة التي تتواجد عليها سوبين.
أثناء ذهابه ارتطم ببعض الأشخاص الذين عطلوا خطواته لدقيقة من الزمن بالتزاحم لمجرد الرقص بأجسادهم العارية.
شعر بالدماء تُسحب من وجهه عندما لم يجدها ليقلب عينيه سريعًا بالأرجاء لاعنًا ما حدث فمنذ البداية كان يتوقع هذا لذلك لم يبعد نظره عن سوبين سوى تلك الدقيقة.
سحب جون سوبين إلى إحدى الغرف الخاصة به بعنف رغمًا عنها.
دفعها بحدة للداخل بعدما فتح الغرفة، التصقت سوبين بحائط الغرفة تراقب تجول الأخر ذهابًا وإيابًا واضعًا يديه على رأسه بسبب سذاجته فراين سيقتله إذا سربت هذه الفتاة ما أخبره بها.
كان سيكمل حديثه والتفوه بالمزيد لولا مكالمة راين الذي استطاع التعرف على هيئة سوبين من الصور التي أرسلها الوزير ليعلم أنه تم نصب فخ لهم.
رفع جون عينيه يناظر سوبين مشيرًا تجاهها بسلاحه.
" لم أكن أريد هذا، فتاة مثلك من الخسارة أن تموت بهذه السهولة."
بنبرة ساخرة نطقت سوبين تعبر عن فنونها في الرد التي اكتسبتها مؤخرًا من كثرة التعامل مع يونغي.
" أنت محق لكن لتصدق القول، حقير مثلك من الخسارة أن يعيش بهذه السهولة."
اقترب منها في خطوات سريعة يجذبها من خصلات شعرها.
أنين خافت تمرد من فمها عندما فعل هذا وبذات الملامح الثابتة تساءلت:
" كيف يمكنك أن تكون بهذه الحقارة؟ تلاعبت بأرواح الأبرياء في حين أنك تعاهدت على إنقاذهم!"
" أخبرتكِ أيتها الصغيرة في هذا العالم الفاسد الأمور تمشي لصالح من لديهم سلطة مثلي."
بصقت سوبين في وجهه ليصفعها الأخر ويقوم بجرح جانب شفتها.
" أيها الوغد اللعين."
قبضت سوبين على يديه في حركة سريعة تضربه في المنطقة أسفل الحزام.
رجع جون للخلف بضعة خطوات يأن بألم، رفع سلاحه كي يصوب عليها ويقتلها لكنه ركلته بقدمها تبعده لأخر الغرفة.
حاولت فتح الغرفة لكن المفتاح كان بيد جون:
" إذا تحبين الطريقة الصعبة."
توترت سوبين فهذا الجسد من الصعب التعامل معه بهيئته الضخمة يمكنها قتلها في لحظات لكنه لن تدعه يلمسها أو فعل الأشياء القذرة التي يريدها.
في الأسفل نشر يونغي رجاله في أنحاء الملهى بأكمله ليبحثن عن سوبين.
حاول مهاتفتها لكن هاتفها كان خارج التغطية.
بدأ في البحث بالغرف ركضًا في الممرات لا يريد رؤية جثتها على الأقل ليس الآن.
توقف عن التفكير كرجل لا يرى سوى الدماء بمجرد تعلق الأمر بها هذه المرة.
في الغرفة صوت الارتطام والتحطيم كان ناتج من الاثنين يتبادلون ضربات قوية عنيفة.
وقفت سوبين تلتقط أنفاسها الهاربة تشعر بروحها تسلب بعدما استطاعت تخليص عنقها من يد هذا الوغد الضخم.
ترقرقت عينيها بالدموع تلتصق بالحائط تنتظر تقدم الاخر الذي بدأ يضحك بصوت صاخب:
" كما لو أنه يمكنكِ مجاراتي أيتها الصغيرة، حجمكِ الضئيل لن يفيد بشيء برغم مهاراتكِ"
عاد جون للتقدم لكن هذه المرة حرصت سوبين على ضربه بالمزهرية التي التقطتها فجأة دون ملاحظته.
سقط جسد جون على الأرض لتسرع في إخراج المفتاح من جيبه ومغادرة الغرفة.
بفستانها الممزق تركض في الممرات بتعب، خائفة، تشعر أنها ستفقد وعيها بسبب ضربات قلبها التي تتصارع.
أثناء ركضها لمحت يونغي القادم تجاهها بخطوات سريعة.
تمردت دموعها على وجنتيها بسعادة عندما رأته، تشعر بالامتنان لظهوره في تلك الأثناء.
حاوط يونغي إحدى يديه على ذراعها والأخرى على جانب رأسها يفحص هيئتها الرثة بنظرات آلمت قلبه.
بنبرة مظلمة وصوته الغليظ نطق دون انتظار أي رد من سوبين التي تناظره.
" سأقتله، أقسم هذا اللعين..."
أوقفته سوبين عن التقدم بإسناد جسدها ضد خاصته تعانقه وبنرة مرهقة نطقت:
"رجاءً لا تفعل، لقد انتهى الآن يمكننا تقديم طلب بحضوره للجلسة القادمة."
تمسكت به بقوة ليتوقف مكانه، نزع معطفه يلبسها إياه مردفًا بنبرة هادئة:
" هل أنتِ بخير؟"
أجابته بنبرة مرتجفة:
" أجل، فقط دعنا نعود للمنزل."
لم يفكر يونغي كثيرًا فقط أنجرف وراء مشاعره المتخبطة وعانقها بقوة يربت على ظهرها مستمرًا في الهمس بأنه لم يكن ليدع شيء سيء يصيبها.
همهمت سوبين من بين أحضانه. فك الاثنين العناق ليساعدها يونغي في المغادرة بعدما حملها بين ذراعيه مغادرًا المكان عائدًا للمنزل.
فخممم💓💓
ردحذف