(((لقراءة الفصل السابقة اضغط هنا)))
في صباح اليوم العاشر من شهر ديسمبر فصل الشتاء
الذي جاء هذا العام بقصة مختلفة؛ على غير نسمات هوائه الباردة وأجوائه الكئيبة
التي يشتاق إليها الأحباء بدون حبيب.
يحمل بين ثناياه أكثر من برودة الأجساد وخلو
الحياة في أعين من كان يستمتع بكل لحظة به بسبب ذكريات كانت
بعضها نعيمًا وأخرى مريرة.
صادف أن هذا العام كان مختلف بكل شيء حتى فصوله
جاءت بالكثير من الأحداث في حياة سوبين التي تجلس على رمال شاطئها المفضل مثبتة
عينيها على الفراغ بعيدًا عن أي شخص قد يزعج خلوها.
داعبت نسمات الهواء الباردة خصلات شعرها التي
تتمايل بخفة مستمتعة، صوت تلاطم الأمواج لطالما كان يهدأ أعصابها ويلملم
شتاتها في أضعف حالتها لكن هذه المرة لم يجدي أي شيء نفعًا.
دموعها الساخنة تتمرد على وجنتيها بدون توقف، صوت
نحيبها الذي يعلو دقيقة تلو الأخرى مع تمرد شهقاتها المتعبة من فاهها الذي تضع
يديها عليه بيأس كي توقف هذه النوبة السيئة التي تمر بها.
بدأت تتحدث في قرارة نفسها متسائلة إلى أي مرحلة
ستسوء حياتها، وألا تكفي طفولتها المريرة، خسارتها لكل من أحبته، اضطرارها لتزييف
كل ما يتعلق بها لإخفاء حقيقتها عن الجميع.
كل السنوات التي عانت بها لتصل إلى هنا تتهاوى
امام أعينها بسببه الشخص الذي كان جحيمًا لها منذ طفولتها والتي اضطرت لفعل الكثير
بسببه.
تصارعت نبضات قلبها بعنف عندما أتت صورة يونغي في
رأسها وجميع لحظاتهم سويًا. زفرت الهواء بضيق تستنشق ماء أنفها بضعف بينما تحرك
لسانها لا إراديًا متمتمًا بالإعتذار.
أخرجت هاتفها بأيدي مرتعشة تتفحص صورة يونغي
برفقتها، مررت أناملها المتجمدة عليها برفق تتحدث معه بنبرة خافتة:
"أتمنى أن تحظي بحياة سعيدة محامي يونغي، لا أكترث لما سيحدث لي، لا
يهمني إذا مُت على يديك لذلك رجاءً أبقى بصحة جيدة"
بدأت تنقر الأحرف ببطيء بسبب تجمد أصابعها ورؤيتها
الضبابية بسبب دموعها الملتصقة برموشها.
كتبت رسالة قصيرة وكم تمنت العكس، تمنت لو كان
بإمكانها كتابة واحدة طويلة تعبر عن حقيقة ما تشعر به من إمتنان، خوف، رغبة في
الهرب من كل هذا لكن لم تستطع سوى الاعتذار وتحديد وقت كي تصل به الرسالة
نقرت على زر الإرسال المعلق لحين الوقت المحدد ثم
أغلقت الهاتف وألقته كي تجرفه الامواج بكل ذكرياتها برفقة يونغي التي حرصت على
الاحتفاظ بها.
وضعت يدها تخفي نصف وجهها وأخرى وجدت طريقها
للتربيت على آيسرها الذي ينبض بطريقة مؤلمة للغاية.
مر الكثير على حالتها المزرية فعقلها لم يتوقف عن
تأنيبها وقلبها الذي بادر بجعلها على حافة الهاوية.
رغبتها في الذهاب ليونغي وإخباره بكل شيء بعد عناق
طويل يهون عليها كان أمنيتها الأخيرة التي من المستحيل أن تتحقق.
تمشي بجسدها الخائر أسفل أمطار شهر ديسمبر الغزيرة
متذكرة لقاءها في الصباح مع كيم راين الذي وضع شروطه في لعبته القذرة وهي ترك
المحامي يونغي وإلا لديه طرق أخرى في جعله يخسر الكثير.
يحترق قلبها كلما أتت على ذاكرتها جثوها على
ركبتيها، ترجته بألا يفعل هذا وأنها ستفعل كل ما يريده فهي لن تخاطر بحياة عائلة
يونغي الذي علم عنهم هذا الحقير ولا تعلم كيف!!
أثناء مشيها كانت تشعر بأحد رجال راين ليتأكد من
تنفيذها اتفاقهم، ضغط على قبضتيها بغضب تتمنى أن يتعفن اللعين هذا الذي يدعو
بالجحيم.
في حين أخر استيقظ يونغي يفرك عينيه بنعاس قبل أن
يعتدل في جلسته على الأريكة بإسدال قدميه لتلامس الأمر.
استند بإحدى يديه على الأريكة ويده الأخرى امتدت
لترفع خصل شعره المتناثرة على وجهه. مرت لحظات حتى تدارك غياب سوبين؛ فرؤية وجهها
كأن أول ما يستيقظ عليه.
عقد حاجبيه باقتضاب عندما لم يجدها، نهض يبحث عنها
في أرجاء المنزل لكنها لم تكنن موجودة كذلك.
تسلل القلق لجوانحه فلقد تعاهدا ألا يذهب أحدهم
إلى مكان دون إخبار الأخر. أخرج هاتفه يسرع في النقر على اسمها الذي توسط الشاشة.
تزايدت العقدة بين حاجبيه عندما تلقى أن الهاتف
مغلق. فتح موقع التتبع لكنه لم يجد أي إشارة لهاتفها على خاصته..
غير ملابسه يهاتف بعض رجال بالبحث عن سوبين في
الارجاء. هاتف يوهان في النهاية متسائلًا عن أخر مكان تواجد به هاتف سوبين.
شعر الصغير بنبرة يونغي القلق وأنفاسه المتسارعة
ليتساءل عن وجود خطب ما لكن كيف يجيبه المتسائل وهو لا يعرف فقط اختفائها الآن هز
كيانه وبعثر شتاته.
صعد لسيارته يقود لوجهات غير محددة فقط يأمل أن
يجدها بخير، طفح كيله عندما لم يجدها ليعود للمنزل.
بمجرد وصوله للداخل جذب انتباهه صوت إشعار برسالة
جديدة من سوبين. مرت لحظات على تحديقه بالرسالة دون فتحها.
ابتلع ريقه بخفة ثم نقر على الشاشة ليجد رسالة
قصيرة لا يعلم هل هكذا يكون الوداع وأليس الوداع يكون بالرسائل الطويلة المليئة
بمشاعر مبعثرة رغم كونها أصدق ما تكون!!
لم يفهم شيء هل هي تهرب أم ماذا؟! فكل ما كتبته:
^ أعتذر على المغادرة لكن لن استطيع الإكمال في هذه القضية^
لعن داخليًا عندما تأكد أن هذه الغبية تم تهديدها
بشيء فهي لن تتنازل بهذه السهولة، لكن غضبه الآن بسبب مغادرتها وعدم ثقتها بأنه
سيحميها بروحه إذا تطلب الأمر.
هاتف يوهان يونغي ينطق بنبرة متوترة:
"غدًا المرافعة الثانية لمحاكمة جونكوك وسيحضر راين هذه المرة لذلك
يجب أن تستعد، أعلم أنك قلق على سوبين لكن لا تقلق يمكنها تدبر أمرها، أريد إخبارك
شيء لكن لنؤجله بعد المحاكمة"
“"ماذا؟
“ "ليس مهمًا، سأخبرك بعدما تنتهي
جلس يونغي على الأريكة بملامح مكفهرة يقسم أنه
سيقتل من يمسها بسوء، لكن الآن لا يمكنه التنازل عن كل ما فعله.
بدأ يجهز الأوراق الخاصة بالمرافعة وعقله مشغول
بالتفكير به رغم استمرار رجاله في البحث عنها.
انقضى اليوم سريعًا بلحظاته الشاقة على كليهما
وأجوائه العاصفة لكن ليس كحقيقة مشاعرهما التي تعصف بداخلهم.
جلست سوبين في إحدى غرف فندق قديم كي لا يفكر
يونغي بالبحث لكنها تناست ما يمكنه فعله عندما سمعت بصوت رجال ينطقون اسمها بحثًا
عنها في الغرف المجاورة.
وضعت يدها على فمها تتجاهل الطرق المستمر على باب
الغرفة حتى ذهبوا. تركت العنان لأنفاسها المكتومة تقضم شفتيها بقوة لتكبح دموعها
التي اكتست عينيها.
“ " لا تُصعب الأمر رجاءً، توقف عن البحث عني
حل الصباح يعلن عن يوم شاق على يونغي الذي لم يغمض
له جفن كذلك سوبين التي تتمنى بداخلها أن يكون المحامي مين بخير.
اجتمع القضاة واتخذوا أماكنهم لتبدأ المرافعة، بدأ
المدعي بارك بعرض القضية والمتابعة على ما حدث المرة الفائتة وتمسكه بأن جونكوك
الطالب الذي يبلغ من العمر الثامنة عشر هو من تعمد حرق عائلته وهم على قيد الحياة.
نهض يونغي من مقعده يطلب شهادة رجل أمن سابق بشركة
راين في حي إيتوان. عرض اسئلته عليه مع تركيز جميع من في القاعة عليه.
صدم يوهان الذي يجلس بين الحشد متخفيًا بسبب تغيير
الرجل لأقواله مع ابتسامة راين التي نمت على ثغره يستمع لحديث العامل.
"لقد حدث تسرب بسيط بالفعل وقمنا بإبلاغ سيد راين
وهو تصرف سريعًا بالإضافة إلى أنه قد الكثير من التعويضات
"
لم يكد يونغي يعارض ويكذب العامل حتى نطق المدعي
بارك بطلب شهادة كيم راين الذي هَم بالنهوض فورًا لتتضح هيئته للصحافة.
تعالى صوت إلتقاط الصوت مع تقدمه لمكان الشهود،
حلف القسم وكأن شخص ملعون مثله لن يكذب.
بدأ يدعي بدموع وهمية عن أسفه الشديد لما حدث
طالبًا السماح والكثير من الهراء.
قهقه يونغي ساخرًا بكل لعنات العالم عن غضبه في
هذه اللحظات فكم النفاق الذي يعرضه هذا الرجل يكفي لإصابته بالقرف.
تأثر الأغلبية بدموعه الوهمية وعندما حاول يونغي
التحدث عاد المدعي بارك للحديث بما صدمه فهو يعرض الآن أوراق يونغي والأدلة التي
معه.
اتسعت عينيه فكيف وصلت هذه الأوراق لهم!! وجه نظره
لراين الذي مسح دموعه الوهمية وبدون أن ينتبه الجميع
ابتسم ليونغي بتهكم كأنه يخبره أنه انتهى.
وجه القاضي حديثه ليونغي كي يرافع لكنه حافظ على
نبرة صوته بتقديم اعتذار:
“ "أعتذر سيدي القاضي ولكن هل يمكننا التأجيل فلقد
حدث خلل بسيط في الأوراق؟
رفض المدعي بارك التأجيل لكن القاضي سمح ليونغي
بهذه المرة فقط ثم انهى المحاكمة تحت نظرات جونكوك القلقة فيبدو أن الجميع اقتنع
انه الفاعل.
اقترب بارك يسخر من يونغي :
"أعجبني ادائك للغاية اليوم محامي مين رجاءً فلتحافظ عليه
"
أغمض يونغي عينيه يرفض مجرد التفكير أن سوبين فعلت
هذا وإذا فعلت لن يهمه سوى أنها أخفت عليه هذا.
وصلته رسالة على هاتفه من راين يخبره أنه يرغب على
سطح المبنى. زفر المحامي مين الهواء بضيق يلملم أوراقه.
صعد للأعلى وبمجرد دلوفه للداخل ألقى راين الأوراق
تحت قدميه ضاحكًا بصخب:
"ماذا حدث لكونك الرجل الذي لا يرى سوى الأحمر، هل خدعتك فتاة بهذه
السهولة؟ حقًا لا أصدق يونغي-شي عندما تثق بأحد لمرة تكون هذه النتيجة ياللخسارة"
أخفض يونغي عينيه يحدق بالأوراق التي تناثرت على
الأرض والتي تعود له. حاول الحفاظ على الصوت برأسه الذي يسخر منه بأنه تمت خيانته.
قهقه بسخرية رغم الغضب الذي تملكه:
"ألم تسمع من قبل عن تراود الأفكار عزيزي راين ؟
صحيح هناك شيء كهذا لذلك لا بأس بتراود الأدلة ليس وكأنك انتصرت"
؟
"ألا ترغب بمعرفة كيف حصلت
عليها
اجاب يونغي بعدما رفع كتفه بلامبالاة عكس تراقص
قلبه على طبول الغضب:
"لست مهتم"
“"معك حق هذا ليس مهمًا كنت أعلم هذا لكن...
تقدم راين من يونغي بثبات ليهمس بما حطم ذرة الأمل
في قلبه بأن سوبين لم تخنه:
“ "شقيقتي العزيزة هي من أحضرتها، اوه لا تخبرني أنك
لم تكن تعرف!!
صفق راين بصخب مصدرًا اوه تعبر عن دهشته:
"لا أصدق لم تعلم أنها شقيقتي؟ حقًا يا رجل يجب أن
تحسن مستواك لكن لن ألومك فأنا أجزم أنني لم أعلم هذا كذلك بسبب تغييرها لهويتها"
صدم يونغي مما سمعه ربما إذا طعنه أحد بقلبه لم
يكن لينبض بهذا الشكل المؤلم فكيف تكون شقيقته!!
كيف سمح لنفسه بإمتلاك مشاعر غبية تجاه فرد من
عائلة هذا اللعين الذي يدعو راين وكيف لم يعرف أي من هذا!
الكثير من التساؤلات التي عصفت برأسه ورغم هذا يقف
في أبهى ثباته رغم حاجته للتنفيس عن غضبه.
تمت خيانته بقسوة في يوم واحد لكن هذا خطأه منذ
البداية فلم يتوجب عليه الثقة بأحد، لم يتوجب عليه الوقوع بحبها وتنمية مشاعره
الخاطئة.
ألقى راين الملف الخاص بسوبين ثم غادر بعدما همس
في أذنه:
“ "لا تحزن فهذا يوم الأخبار السعيدة، يجب عليك
الإحتفال
جلس يونغي على ركبتيه تاركًا العنان لصوت أنفاسه
العالية لا يرغب بتصديق كل هذا، إذا هكذا يكون الألم عندما تتم خيانتك من أقرب شخص
لقلبك!!
مد يديه بتردد يقسم أن إذ كان لقلبه ذراع لمنعه من
فتح هذا الملف فلقد سئم من النبض بهذه الطريقة عكس عقله الذي يرقص فرحًا فمنذ
البداية كان رافضًا هذه الفتاة.
ابتلع ريقه وهو يقرأ اسمها الحقيقي كيم ميرا تبلغ
من العمر الخامسة والعشرون. طبق الأوراق بين يديه وشرارة الحقد تتنامى بين أضلعه
بالإضافة إلى عينيه التي أعلنت عن جحيمها.
رفع هاتفه يهاتف رجاله لينطق بنبرة مظلمة أدلت على
الكثير:
"هل وجدتموها؟
“ أجل “
***
مو مصدقة انه لسه منزلتش فصل جديد تعبت من الانتظار😢
ردحذفالفصل مرررة حلو خاصة السرد كتير متطور والكلمات بتوصل المشاعر بدرجة مش طبيعية...من أجمل الروايات القرأتها من حيث الشخصيات والأحداث سريعة حلوة كلها غموض وتحمسك تعرف شو الهيصير😖😍❤️❤️
ردحذفبتمنى الكاتبة تشوف التعليق وتكتب من جديد لان جد فراغ من بعد رواياتها حتى حسابي بالواتباد حذفته لأنها تركته بس بتمنى انها تكمل الرواية وكل الروايات جد اشتقت🫠❤️❤️
ردحذفحسابات الكاتبة على السوشيال لو ممكن تضيفوها؟!!!!
ردحذف