BlogLabels

القائمة الرئيسية

الصفحات

 



(((لقراءة الفصول السابقة اضغط هنا)))


                                  (خطوة جديدة) 


_لقد توقف عقلي عن العمل يا ماهر، فكرة أن تكون حبيبة لأحد غيري تسلب مني التفكير.


_أرجوك أن تهدئ.


_جد لي حلًا سريعًا، وإلا دخلت وقتلت ذلك اللعين، سأبرحه ضربًا، أقسم لك لن أتمالك أعصابي.


جلس ماهر على حافة الطريق، أنهكه عراكه مع فرناس، كان يسحبه بكل قوته وهو يتشبث بقوة أكبر، كان كأسد يريد أن يلتهم فريسته بكلقوته، جلس فرناس إلى جواره بعد أن هدأ قليلًا:

_الآن ماذا سنفعل؟!


_لقد تفوق خالد عليك بخطوة، لماذا لا تفكر أن تأخذ المبادرة؟وتعود لخطبة حبيبة من جديد.


_لكنها زوجتي.


_زوجتك على الورق، ما زالت خطيبتك، برأي تقدم بخطوة ما بإتجاهها.


فكر قليلًا وقال

_معك حق، أحضر لي كل الشباب الذين تعرفهم وذويهم، سنحتاج عدد كبيرة جدًا من الأشخاص.


_أنت أذهب واشتري ملابس جديدة، وأذهب إلى الحلاق، ولا تهتم لشيء آخر.


في المساء نزل فرناس من سيارته الجديدة، حاملًا باقة من الورد، بانتظاره مجموعة كبيرة من الشباب، تقدموا جميعًا إلى بيت والد حبيبة.


لم يكن لديها علم، تفاجأت من كم الأشخاص الذين دخلوا بيت والدهاكادت أن تفتح موضوع زواجه الثاني، عندما قرع الباب، كان فرناسبأبهى صوره، يناظر حبيبة من خلف عمه، غمز لها بإحدى عينيه وهو يقول

_هل تسمح لنا أن ندخل يا عمي؟!


تفاجئ والد حبيبة من أعداد الشباب الذين وقفوا إلى نهاية الدرج

_تفضلوا يا ولدي، البيت بيتكم.


هرولت حبيبة بخجل إلى الداخل، إلى الآن لا تعلم ما الذي يحصل!


دخلن مجموعة من النساء إليها، ومجموعة الرجال دخلوا مع فرناس، تكلم أحدهم

_أنت تعرف أن فرناس ولدنا، وتعرف أن حبيبة ابنتنا أيضًا.


تبسم فرناس عندما أشار إليه أحدهم، لم يوضع في موضع العريس من قبل.


أردف قائلًا

_نحن لا دخل لنا بالخلافات بين زوج وزوجته، لكن جئنا اليوم لنطلب يد حبيبة مجددًا، ففي المرة الماضية، لم يكن هناك استقبال يليقبعصافير الحب، وبأولاد العم.


صنعت حبيبة القهوة، ودخلت إلى النساء توردت وجنتيها عندما قالت إحداهن

_ماشاء الله على جمالك يا عروس


وأخرى تقول

_فرناس معه كل الحق أن يطلب يدك من جديد.


والثالثة تقول

_تستحقون أن ترى عينيكما الفرح بعد كل ذلك الحزن والتعب والمرض.


وضعت القهوة ودلفت هاربة إلى غرفتها، لحقت بها مروة

_هل هربتي يا صديقتي؟لأول مرة ستكونين عروس حقيقية، معك حق أن تخجلي.


_إنه مجنون، ماذا يفعل؟لماذا كل هؤلاء الناس؟ 


_بعض الحب يحتاج إلى جنون ليتقدم، وينبت من جديد.


_لا شك أنه علم بخطبة خالد لي؛ حتى فعل كل ذلك.


قالت مروة بذهول

_هل تقدم خالد لخطبتك؟!


_نعم اليوم.


ضحكة مروة:

_أتخيل موقف فرناس عندما علم، صحيح أود أن اسألك لماذا هو عصبي لتلك الدرجة؟!


_زوجة عمي رحمها الله كانت تقول ورث ذلك الطبع عن والده.


_قلبك ماذا يقول هل سامحه؟!


_فرناس يستحق فرصة ثانية، وأيضًا خالد يستحقها وبجدارة، لم يتخلى عن حبي حتى بعد أن تزوجت، الآن يقول أنه سينتظرني العمر.


_ماذا تقولين؟لا أرجوك، لا تفكري بخالد الآن.


_بل سأفكر وأفكر مليًا الآن علي أن أختار حقًا، من الأنسب لي.


بعد ثلاثة أيام من التفكير والتشاور، كان اليوم المنتظر، إنه عرس حبيبة، ارتدت فستان باللون الزهري الفاتح، بسيط بكل تفاصيله، لكن حبيبةهي من زينته، وضعت القليل من مساحيق التجميل بعد أن رفعت شعرها للأعلى، وأطلقت بعضه للأسفل، وقفت أمام مرآتها وما تزال علاماتالخوف ترتسم على وجهها، حضنتها مروة وهي تقول

_أجمل عروس وقعت عليها عيني، إنها صديقتي أيها البشر، هل رأى أحدكم أجمل منها؟!


_هل ترين أنني جميلة حقًا؟حتى دون أن أرتدي فستان زفاف.


_أنت من أصر على عدم ارتدائه، مع ذلك تبدين كأميرة زمانك، أنا لا أجاملك يا صديقتي.


مسحت والدتها دمعة سقطت من عينيها، بعد كل الحزن والتعب، ترى حبيبة تتراقص عينيها فرحًا، قبلتها وهي تنظر لها بحب

_أنت أجمل فتاة من فضائنا الواسع، فكيف إن كنت عروسنا؟!


قبلت حبيبة يد والدتها وجبينها، ما زال قلبها يؤلمها لحالها، لكنها لم تتمكن من عتاب والدها أو فضح السر، تذكرت حديثها معه البارحة"أرجوك يا والدي، حاول أن تتقدم خطوة تجاه أمي، العمر ليس فيه متسع لمزيد من الحزن والألم، يكفيها ما شاهدته في حياتها"


ووعدها أنه سيحاول أن يصلح علاقتهما، فقد شك أن حبيبة تعرف أمر ما، حتى دون أن تتكلم.


دخل والدها أخذها في أحضانه، قبلت يده، حضنت أخاها، وأمسكا بيديها، سارا بها إلى أمام الباب.


رسمت الفرحة على وجه عريسها، أخذها في أحضانه، كأنه يأخذ القمر بين يديه، نزلا الدرج أمام زغاريد الجميع.


نظرت إلى اليد التي تمسك بها، نظرت خلفها إلى أهلها، وهي تتسائل:

_هل أنا في حلم أم هو حقيقة هذه المرة؟!


لوحت بيدها للجميع والسيارة تتقدم، كانت كأنها تطير في الأفق الممتد، وقد مدت يديها على وسعها، تسحب هواء الكون وتجمعه في رئتيها.


شبك فرناس يده داخل يدها بحب، قبل باطن كفها وهو يقول

_سأعيش عمري بأسره أحاول أن أحافظ عليك، أحاول أن أرسم السعادة على تلك الوجنتين.


_مبارك لنا زواجنا.


_مبارك لقلبي حبك، فأنت ريحانة قلبي.


تذكرت كلام الزبير عندما كانت في الغيبوبة، قال لها نفس الكلام:

_الزبير!


_كوهنداروجدتك أخيرًا.


وصلا إلى الفندق، فقد حجز فرناس فيه جناح لثلاثة أيام، حملها ودخل فيها إلى الغرفة.


تركها وهو يقول

_أنا متعب سأخلد كي أرتاح.


وضعت يدها على وجهها لتخفي الصدمة، إنها نفس الجملة التي قالها في المرة السابقة، جلست على الأريكة باستسلام، لكنه خرج بعد قليلحاملًا بيده فستان زفاف أبيض مطرز، بطبقات عديدة، تظنه من العصر السحيق:

_آمل أن يعجبك.


اقتربت منه متعجبة كادت أن تقول

_إنه فستان كوهندار.


لكنها تراجعت عن ذلك حملته في يديها ودخلت لترتديه، وعندما خرجت كانت أجمل عروس ممكن أن تراها العيون.


تبسمت بدلال

_أهل أعجبك الفستان وأنا أرتديه؟!


_ملكتي وريحانة قلبي، كيف لا يعجبني وأنت من يرتديه؟ هل تسمحين لي بهذه الرقصة؟!


راحت تتمايل أمامه، وهو يجاريها في حركاتها، نسي من هو ومن يكون، نسي اسمه وزمانه ومكانه؟!


أمسك بيديها، وتشبث بهما، يخاف أن تذهب رؤيته، ويعود لزمان خالي من حبيبة.


كان ليلة مميزة لهما، لا تشبه ليلتها الأولى أبدًا، ولا يشبه عرسها في الزمن الماضي، إنما وفي النهاية تحقق حلمها وحلمه، حصل على قلبهاومفتاحه، وقفله وكل ما يخصه.


جلست أمامه تأكل قطع من الحلوى، وهي تقول

_فرناس هل نحن في حلم أم حقيقي؟!


_معك حق، ألا تصدقين، لكنه حاضرنا ونحن من سنصنع مستقبلنا بأيدينا.


احتضنت يده بدلال، لم تصدق أنها في أحضانه بعد كل هذا الذي مر على رأسهما.


بادرها بسؤال:

_إلى أين تريدين أن تذهبي؟!


_لا أرغب في مكان، أن أكون بقربك لا فرق عندي المكان والزمان.


_من الآن وصاعدًا لن تفترقي عني مقدار ميل، ستبقين هنا، وأشار إلى قلبه.


انتبهت للسوار الصوفي الذي في يده

_من أين حصلت عليه؟!


_استيقظت من الغيبوبة فوجدته في يدي.


_إلى الآن لا أفهم، هل ما حصل معنا حقيقة أو خيال؟كيف لنا أن نرى نفس الحلم ونفس الأشخاص.


_إن روحي هي من تاهت بحبك، لذلك أخذتنا إلى الماضي.


سكنت بين أحضانه دون كلام، كانت تضع أذنها على قلبه المضطرب

_ماذا تصرخ تلك الضربات؟


_تقول كم تحبك، تصرخ باسمك طبعًا!


عادت ملامحها إلى الجدية مجددًا

_هل لي أن أطلب منك هدية زواجنا؟


_اطلبي ما تريدين سيكون مجاب وحاضر.


_أريد أن أعود إلى دراستي، أن أنجح وأتفوق.


فكر قليلًا وهو يقول:

_لكنني أرى أن هذا صعب، انقطعت عن الدراسة في أول الثانوية، سيكون نجاحك أشبه بالمستحيل.


_طالما لدي الإرادة وأنت إلى جواري فلا شيء مستحيل.


_وعمي؟!


_أنا الآن مسؤوليتك، لا أظن أن والدي سيكون لديه مانع إذا وافقت، إنه حلمي الذي لن أتخلى عنه.


_طالما هو حلمك، لن أقف في طريقك، أعدك أن أكون السند لك حتى تستطيعين تحقيقه.


ضمته بقوة:

_الآن وصلتني هديتي، أطلب ما تريد سيكون حاضر.


فكر، وفكر، أطرق للسكون قليلًا ثم قال

_سيكون طلبي صعب للغاية.


_قله ولنفكر إن كان صعب أم أستطيع أن أنفذه!


_هديتي ستكون فتاة تشبه أمها بكل تفاصيلها، وصبي يشبهني بكل شيء، فما رأيك؟!


_ألم نقل الآن أنني أريد أن أدرس، لن يكون لدي الوقت للأطفال.


ضحك ضحكة قوية، سمعتها كل أرجاء الفندق:

_أنت عليك إحضار الأولاد، وأنا سأربيهم.


لوت فمها بانزعاج؛ أي أنها لا ترغب:

_سأكون طفلتك المدللة، اعتني بي جيدًا.


في اليوم التالي، دخل فرناس إلى حبيبة، حاملًا بيده فستان أحمر طويل

_جهزي نفسك، لدينا سهرة في الخارج، أريد أن أرى اللون الأحمر كيف سيظهر عليك.


أمسكت بيده، دلفت لدرج ممتد، كان يعاملها كأميرة، زاد جمالها التاج المرصع الذي وضعته فوق حجابها.


خرج موظف الاستقبال من الداخل

_تفضل سيد فرناس من هنا.


فتح الباب على مصراعيه، اعتقدت أنها في الجنة، الورود البيضاء غطت المكان، كل شيء كما الأحلام، مشت على السجادة الحمراء إلى أنوصلت إلى نهاية الممر، طاولة كبيرة، وضعت عليها أصناف عديدة من الطعام.


قالت بذهول:

_فرناس، كل هذا من أجلي؟!


_لمن سيكون إذًا


همس في أذنها بحب 

_أنت ريحانة قلبي، لم ترِ شيء بعد.


تقدمت وجلست في المقابل له، أمسك يديها بشغف:

_إلى الآن ما زلت غير مصدق، هل أصبحت زوجتي فعلًا؟


_هل أصفعك على وجهك حتى تصدق؟ 


_ألم تجدي غير هذه الطريقة؟مثلًا..

ووضع أصبعه على خده وحركها باستمرار بمعنى اطبعي قبلة هنا.


_فرناس نحن لسنا لوحدنا.


قاطع الموظف كلامها وقد أحضر علبة كبيرة، مزينة بشريط أحمر.

وضعها فرناس أمام حبيبة وقال:

_تفضلي.


اعتلت علامات الذهول وجهها

_ما هذا الآن؟!


_ألم تطلبي هديةإنها هديتك.


لكن هديتي وصلتني، ألم توافق على إكمال تعليمي


_بلى وافقت، وهذه أيضًا هدية إضافية.


أزالت الشريطة لتقع جوانبها الأربعة، كانت كل أشكال الشوكولاتة التي تحبها، وهناك في المنتصف علبه أخرى، فكت الرباط لتنسدل منهاعلبة أخرى تحتوي أفضل أنواع العطور، والعلبة الأخيرة كانت علبة صغيرة.


حمل فرناس العلبة الصغيرة بين يديه

_لقد أصبحت زوجتي، إنه خاتم زواجنا، علي أن أربطك باسمي لآخر العمر.


مدت يديها وهي تقول

_لم أعتد على كل هذا الدلال، إذا اعتدت لن أرضى بالقليل.


_فرناس وماله، والزبير ومملكته كلها رهن إشارتك.


ضحكة وهي تقول

_حبيبة وقلبها، وكوهندار وقوتها كلها ضمن مقتنياتك.


_تعرفين فعلًا أقرب شيء لقلبي مقتنياتي.


ضحكة وهي تقول:

_لم تغير عاداتك.


إجابها

_وأنت لم تغيري عشقك للقراءة.


تناولا العشاء على ضوء الشموع، لم تتوقع حبيبة يومًا أن تحظى بتلك المعاملة من فرناس، لم تتوقع أن يكون رومانسي، الطبع العصبي غلبعليه، لكن ظهرت لها جوانب أخرى.


مرت ثلاثة أيام كلمح البصر، كل يوم أجمل من قبله، أخذا الكثير من الصور التذكارية لهما، وعادا إلى بيت والديه، يرغب أن تكون حياةجديدة، لا يتذكران الماضي بشيء.


نظر إلى صورة والديه التي علقت بمنتصف الحائط

رحمكم الله يا والدي.


أحاطت خصره بحب، وهي تناظر الصورة

_إنه فراق مؤقت، سنلحق بهم عاجلًا أم آجلًا.


كان هناك قرع على الباب من عائلة حبيبة، فتح فرناس الباب، سمع عمه يقول

رحمك الله يا أخي، فمنذ وفاتك لم أدخل هذا البيت.


_أهلًا عمي وزوجة عمي، تفضلا.


أمسكت حبيبة الأطباق من والدتها

_لماذا أتعبت نفسك يا أمي؟ كنا أحضرنا طعام من السوق.


_هل ستجدين أشهى من مأكولاتي في السوق؟


اشتمت الرائحة التي تصدر من الأطباق

_لن أجد ألذ من طعامك في الكون.


أخذ فرناس وعمه يتسامران في الصالون، وحبيبة توجهت مع والدتها إلى المطبخ:

_كيف وضعك مع فرناس؟!


أرادت مداعبة أمها:

_لا شيء يا أمي، ما نزال كما نحن.


_ما هذا الكلام يا حبيبة ألم تتفقا إلى الآن؟


أمسكت بيدها:

_تعالي اجلسي هنا، أخبريني كل شيء هيا.


رسمت ابتسامة على وجهها وهي تقول

_كنت أمزح يا أمي، فنحن كالزبدة والعسل.


_أصحيح ما تقولين؟!


_بل وأفضل.


أخذت تقص لها ما حدث معها خلال أيامها الثلاثة، أمسكت يدها لترى الخاتم، شهقت وهو تقول

_إنه من الألماس، عليك أن تحافظي على مال زوجك، ألا تبذران.


_حسنًا يا أمي، سأخبر فرناس بذلك.


_وأنا لدي أخبار جميلة أيضًا، إن والدك غير معاملته معي، لم يعد كالسابق يصرخ ويحطم الأشياء، يفتعل مشكلة من أي شيء.


_إنها أخبار جميلة، فرحة من أجلك، هيا تقدمي خطوة، اتركِ أخي عندي اذهبا في رحلة، استعيدا أيام الشباب.


_سأفكر بالأمر، هيا لنسكب الطعام قبل أن يبرد.


أما إيمان ففي دبي بدأت تستعيد صحتها،كان اهتمام والدتها وأخاها مبالغ به، عادت إلى الجامعة حتى تتخرج من هناك.

دخل شادي من الباب وهو يقول

_حبيبة أخيها كيف حالها اليوم؟!


_بخير يا أخي.


_والجامعة والدراسة؟!


_بأحسن حال.


_سيأتي آدم للعشاء معنا، ساعدي أمي في تحضير المأكولات، أعرف أنك ماهرة في صنع الحلويات.


_على عيني ورأسي.


قبل شادي رأس إيمان فقد انفطر قلبه لحالها؛ لعل الله يعاقبه بها، فهو ترك الفتاة التي كانت تعشقه" بانا"، تخلى عنها من أجل أخرىوتخلى عن الأخرى من أجل الجديدة، أصبح لديه فراغ بعدها، حاول أن يعود إليها، لكنه رأى في عينيها، نفس الكسرة التي رآها في عينيأخته.


تكلم مع نفسه"أعدك أن أعيد بريق الحياة إلى عينيك، لكن علي أولًا أن أصلح خطأي مع بانا"


فكر قليلًا:

_إيمان هل لي أن أسألك سؤال؟!


_طبعًا أخي.


_ما هي الأنثى؟!


_أراه سؤال عميق، هل يحب أخي أنثى ما؟


_لا تهربي من السؤال بسؤال آخر، أجيبي فقط.


الأنثى يا أخي كائن عاطفي، تغذيها كلمات الاهتمام، تفرح قلبها الهدية البسيطة، أو قطعة الشوكولاتة بعد يوم من التعب.


أردفت قائلة:

_قد تنسيها المكالمة الغير متوقعة حزن أشهر، عندما تبكي لا تبكي دموعًا فقط، إنما الدموع أسهل طريقة لتعبر بها عن سخطها من الأياموعن المواقف، من الخذلان الذي وقع بقلبها.


_يا إلهي كيف لي أن أفهم كل هذا؟ أقسم أن الكيمياء أسهل.


_برأي تكفي أن تهتم بمن تحب، والاهتمام سيحضر كل شيء.


لمعت عينيه وهو يقول

_شكرًا يا أجمل أخت في الدنيا.


ركض إلى الخارج وفي عقله الكثير من الأشياء التي سيفعلها من أجل إيمان ومن أجل بانا.


صدح هاتف فرناس في الأجواء، صمت وعاد للرنين مرة أخرى، تململ وهو يحمل الهاتف ليرى من المتصل؟ الذي أزعجه وأيقظه من نومه؟

_أعرف بالتأكيد ذلك المزعج من يكون.


استيقظت حبيبة على صوت الهاتف الذي ملأ الأرجاء

من المتصل؟


_من غيره ذلك المزعج" ماهر".


_أتصل به لنرى ما وراءه.


_لن أتصل، لا يتركني بحالي حتى في شهر العسل.


ضم حبيبة برفق، وعاد الهاتف للرنين، رفعه وهو يقول:

_ما هذا الذوق يا صديقي، نائم يا رجل ماذا هناك؟!


_هل هناك أحد ينام إلى المساء؟!هيا قم وجهز نفسك.


_لا تقل أنك ستقوم بزيارتي، لم اشتاق لك.


_سنذهب لخطبة مروة، هيا وأخبر حبيبة أيضًا، مروة تتصل بها منذ ساعة ولا ترد.


كانت حبيبة تسمع حديثهما، حملت هاتفها وراحت تضحك

_انظر مائتين اتصال.


_إن الاثنين مجانين، كما يقول المثل" طنجرة ووجدت غطائها"


عادت مروة لتتصل، حملت حبيبة الهاتف

_أنا آخر من يعلم أليس كذلك؟!


_ليس لديك الحق أن تتذمريمنذ ساعتين وأنا أتصل.


_لماذا لم تخبريني منذ البارحة؟!


_لأن ماهر قرر اليوم أن تكون خطوبتنا، هيا تعالي سنوافيكم عند مصففة الشعر.


_سيوصلني فرناس ويذهب لماهر بعدها.


_أراك قررتي لوحدك، أنك ستذهبين، نحن في شهر العسل لن أوافق وسيرى ذلك المجنون عقابه.


تقدمت إليه بدلع، تمسكه من يده لينهض:

_إنهم مروة وماهر يا فرناس، هيا أرجوك لقد تأخرنا.


_اللهم اعطني الصبر، كي لا أقتل ماهر ومروة.


_ماهر صديقك ولم يتركك ومروة كذلك صديقتي منذ الطفولة، ونحن كنا السبب في إنشاء بذور الحب الأولى بينهما.


                                      *******






تعليقات