BlogLabels

القائمة الرئيسية

الصفحات

 




(((لقراءة فصول الرواية السابقة والتالية اضغط هنا)))

الفصل الرابع

(طلة هيثم)



على أنغام أغنية _تامر حسني_

((إنتِ الي عملتي لكل شباب الدنيا قلق، وعملتِ قلوبهم اسورة وخلخال ورق))

 

التي جاء دورها ضمن قائمة أغاني عشوائية وضعتها يمنى على مشغل الأغاني كي تتفرغ لتهيئة صديقتها مريم، بعدما قررت الأخيرة أن تعود مرة أخرى للحضور إلى الكلية.

 

تألقت مريم في ارتداء الطقم المختار كما أضافت قصة الشعر تغييرًا في مظهرها فأعطت لوجهها استدارة محببة، اختارت يمني مستحضرات تجميل تُظهر جمال عين مريم ولونهم الطبيعي، مما ساهم في إظهار ملامح جمال وجهها فما ان رأت نفسها في المرآة حتى شعرت بالثقة في مظهرها الخارجي، كما انعكس ذلك على شعورها الداخلي بذاتها.

 

شعرت أنها تتوق إلى العودة.

 

حتى مشهد رؤية محمود الذي كان يؤرق أحلامها سابقًا، ما عاد يقلقها البتة، بل على العكس أصبحت تنتظر رؤية نظرته عندما يراها بمظهرها الجديد.

 

أما يمنى فاختارت طقم محبب إليها لترتديه، اكتفت بتغير مظهر شعرها لتعطيه مظهر مجعد ثائر نجح أيضًا في تغيير شكلها ببساطة لتبدو بمظهر مختلف. 

بعد مرور ساعة.

 

وصلتا الصديقتان إلى الجامعة، منذ دخولهما لفت مظهرهما الأنظار، لم تغفل يمنى أن نظرات الإعجاب التى لاحقت مريم، تفوقت على النظرات الموجهة إليها كالعادة، لكن استعاضت عن ذلك بإحساس الفخر بما فعلته لصديقتها، مما أعطاها الثقة وهي تسير إلى جوار مريم.

 

-أهلًا، مريم كيف حالك؟ افتقدتك كثيرًا.

قالها آسر في انبهار متأملًا هيئة مريم في إعجاب لم تغفله يمنى، عندما تنحنحت، تقول:

-إحم، من لقى أحبائه.

 

شعر آسر بالإحراج ونقل بصره إلى يمنى، فصاح مبتسمًا:

-يمنى...آسف، فقط انتبهت إلى مريم لإنى لم أراها منذ فترة.

 

ردت مريم في كسوف:

-هذا صحيح، كنت أشعر بالمرض ورغبتفي بعض الراحة

 لكني لم أطل الغياب، كانت أيامًا قليلة.

 

نظر لها قليلًا، ثم قال في راحة:

-حمدًا لله على سلامتك.

 

أخرج دفتر محاضرات وفتح صفحة معينة، ثم أشار:

-ستجدين كل المحاضرات التي فاتتك هنا، فلتصوريها أو تنقليها إذا رغبتِ، وأعيديه إليّ في أى وقت.

 

بدا خطه واضحًا منظمًا، أغلق الدفتر وأعطاه لها، فنظرت إليه قائلة بلهجة شُكر:

-لا لا داعي، فيمنى..

 

تدخلت يمني لتأخذ منه الدفتر مبتسمة في امتنان:

-أشكرك كثيراً، فأنت تعلم خطي. 

كنت أخشي أن أتلقي السِباب منها إذا اضطرت فقط إلى قراءته.

 

تصفحته في انبهار وهى تتمتم لنفسها:

-أشعر برغبة في المذاكرة مع هذا الخط الواضح.


بدا آسر في مظهره مثلما يبدو خطه، طوله مناسب بين الطول والقصر، شعره أسود فاحم دائمًا مهندم دون صيحات، حتى في ملابسه يبدو أنه يختارها بعناية، فلون القميص يتناسب دومًا مع البنطال، مثالي إلى حدٍ كبير.

ما يرُهقهم في التعامل معه، أنه متزمت. كما أنه لا يقول أبدًا ما بداخله، فلاتشعر معه بالراحة والوضوح كما يبدو في مظهره، لكن مريم لم يكن لديها تحفظات على شخصيته مثل يمنى، التي استطردت:

-سأدون كل كلمة، وأعيده لك غدًا على الأكثر.

 

حدقت مريم في نقطة بعيدة عن مكانهم استرعت انتباهها.

 

في نفس اللحظة التي استأذنت يمنى آسر بتحية صادقة، التفتت إلى صديقتها التي نغزتها في جانبها وقد اتسعت عيناها، ثم أشارت إلى نفس النقطة قائلة في لهفة:

-يمنى.....هل ترين ما أراه، أم إنني أحلم؟

 

***********************************

 

منزل يمنى  بنفس الوقت تقريبًا، انبعث صوت إذاعة الأغاني هادئًا.

في الصالة الواسعة فاتحة الألوان أثاث بيج فاتح لون الحوائط أزرق فاتح، موزع على جوانب الغرفة نباتات مختلفة الشكل لها نفس الحجم تقريبًا، نافذتين مفتوحتين مما أتاح دخول أشعة الشمس لتضيء الغرفة بنور طبيعي محبب، جلست السيدة عائشة والدة يمنى برفقة جيرانها السيدة صافي والدة عمرو، السيدة تهاني والدة مريم.

 

قالت صافي مبتسمة تشتم رائحة المعطر المنتشر في أرجاء المكان:

-حينما أجلس في الصالة عندِك أشعر أنني في الطبيعة، جمال الرائحة منظر النبات الأخضر، النوافذ المفتوحة.

 

ابتسمت عائشة وهي توزع قطع الكيك مع الشاي المقدم لجيرانها، ثم قالت:

-الطبيعة لا تحلى إلا بمجالسة أصدقائي المقربين.

 

بادلتها تهاني النظرات قائلة في ثقة:

-لم تذكري مذاق الكيك الرائع المتنوع دومًا.

 

ذاقت صافي الكيك متلذذة وقالت ببريق إعجاب:

-ما أجمل كيك الليمون خاصتك!.....لم أذق مثله في حياتي.

 

ارتشفت عائشة رشفة من الشاي ثم ابتسمت في ترحاب:

-لا يوجد أعز منكم لأجرب فيه ابتكاراتي.

 

ابتسم الجميع للحظات، كانت تهاني أول من شردت بعينيها واختفت ابتسامتها سريعًا، فسألتها عائشة التي انتبهت على الفور:

-توتو ماذا بكِ؟ بماذا تفكرين؟

 

ابتسمت تهاني لاختيار جارتها مناداتها باسم التدليل المفضل لديها.

 فقالت في حزن:

-أبدًا...بعض المشاكل.. لا يخلو منزل منها كما تعلمين.

 

تبادلت صافي النظرات مع عائشة، ثم قالت في حنان:

-أنتِ تعلمين أننا إلى جوارك، إذا رغبتِ في التحدث بأي وقت.

 

أشارت تهاني برأسها إيجابًا موزعة نظرة امتنان على كلتيهما، في حين قالت عائشة محاولة تغير دفة الحديث:

-ما أخبار مريم، أشعر أنها ليست بخير هذه الأيام.

 

تنبهت تهاني إلى كلماتها باندهاش فقالت بلهجة استنكار:

-ماذا تقصدين؟ هل قالت لكِ شيء.

 

تبادلت النظرات مع صافي، ثم هزت كتفها في حيرة:

-لا لم تقل شيئًا بالتحديد لكنه مجرد إحساس.

 

تدخلت صافي لتوضيح ما تقصده عائشة فقالت مازحة:

-كم أحقد عليكن.

 

التفتا إليها فاستطردت موضحة:

-كم من السهل التحدث إلى بناتكن ومعرفة ما يدور بداخل عقلهن.

 

نظرت أمامها قائلة بشرود:

-أما عمرو.

 

أتذكر في طفولته كان طفل كثير الكلام، لكنهم يتغيرون كثيرًا بمرور الوقت.

 

قالت جملتها الأخيرة بحزن كأنها تفتقده، ثم نظرت لتهاني التي قصدتها بكلامها، ثم نقلت بصرها إلى عائشة.

 

كلتاهما تعلمان جيدًا أن علاقة تهاني بابنتها علاقة فاترة ينقصها الاهتمام والحنان، فطالما نصَحَاها أن تُنشئ لغة حوار بينهما، لكنها لم تستمع، لذلك آثروا أن يوجهوا حديثهم بطريق غير مباشر لعلها تستجيب دون ضغط.

 

ابتسمت عائشة لصافي لتكسر حاجز الصمت قائلة بلهجة مازحة :

-إذا أردت أن تعرفي أي شيء عنه..

 

ثم أشارت إلى تهاني:

-فقط أخبرينا؛ مريم ويمنى سيقومان باللازم.

 

ضحك الجميع متمنين دوام العلاقة التي تجمع ثلاثتهن.

 

فكرت تهاني في ابنتها للحظة، فألقت اللوم على خلافاتها مع والد مريم التي دومًا تأخذها بعيدًا عن الإهتمام بابنتها، قادها التفكير لآخر خلاف انقضى بينهم، وكالعادة انغمست في معضلتها معه متشتتة عن الموضوع الأهم.

 

انتبهت لحديث عائشة التي قالت:

-كل الأولاد يتغيرون بمرور السنوات شيء طبيعي، لكن أين نحن، لماذا لا نقترب منهم بحرص؟

 

انتبهتا لحديثها الشيق كعادتها، فاستطردت مستغلة جذب الانتباه:

-ما حدث لهم هو تكون شخصياتهم، اما أن نقترب ونصادقهم...

أو نتركهم ليبتعدوا عنّا أمام أعيُننا.

 

أشارت بيدها لتوضح معني حديثها:

-العلاقة بيننا وبينهم كالخيط الرفيع لا يجب أن نجذبه بعنف ولا أن نتركه يتراخى.....يتطلب الأمر بعض المرونة ليس إلا.


قالتها وارتشفت آخر رشفة من الشاي، وقد تركت كلماتها أثر طيب وعظة هامة.

*********************************

 

التفتت يمنى بفضول، إلى النقطة التي أشارت إليها مريم؛ فاتسعت عيناها لحظة، ثم تبادلت نظرات الدهشة معها حينما وقع عيناهم على ملامح تشبه كثيرًا الصورة التي رَسمَتها مريم منذ سنوات، الفارق الوحيد أن تلك الملامح كانت حقيقية إلى حد كبير، رجولية أكثر، كما كانت أكثر وسامة على الحقيقة.

 

الأكثر دهشة من ذلك، أن الشاب بادلهم النظرات في دهشة واستنكار، بل واقترب منهن فخفق قلب مريم وأحمر وجهها، أما يمنى فابتلعت ريقها عندما وقعت عيناها على عمرو الذي ظهر فجأة أمامها، يقول مبتسمًا:

-آهلًا مريم أخيرًا.

 

صمت لحظة أمام نظراتهم الصامتة، ثم نَظر إلى شخص ما قائلًا في وَجل:

-حقًا، نسيت أن أُعرفكم.

 

أشار إلى الشخص بعينه، ثم استطرد:

-هيثم ابن خالتي.

 

اندهشت مريم ضاحكة، ونظرت لعمرو الذي صمت قليلًا عندما تأمل هيئتها الجديدة، ثم أَمالَ رأسه على أُذن مريم ثم ألقي كلمة إعجاب في أُذنها:

-ماهذا القمر.... لم أعلم أن جمالك كان ينقصه تلكَ اللمسات.

 

ابتسمت مريم تبادله النظرات التي تسببت في حمرة وجهها بالفعل، ثم انتبه الى عدم استكماله التعارف، فأعادَ النظر إلى قريبه:

-هيثم أُقدم لكَ، اخوتي....مريم ويمنى.

 

نظر هيثم إلى مريم مبتسمًا ثم نقل بصره إلى يمنى، وثبّت نظراته عليها يتأملها في إعجاب شعرت معه هي بالحرج، أما مريم فلم تلحظ أنه لم ينبهر بجمالها.

 

لم تنتبه إلى ذلك في غمرة إحساسها المفرط بتحوّل حلمها إلى حقيقة أمام عيناها.

 

شعر عمرو بالحيرة أن الموقف تجمد فجأة، فتدخّل مستطردًا:

-هيثم....تم نقله إلى جامعة عين شمس، بعد أن طُرد -بلا فخر- من جامعة الإسكندرية، على أمل أن يستقر هنا إذا نالت الجامعة إعجابه "نادر الحدوث".

 

تأمل هيثم ملامح يمنى، وصاح متغزلًا كأنه يختصها بالحديث:

-من الواضح....أنه حدث.

 

نظرت يمنى إلى صديقتها في قلق، وشعرت في داخلها بإحساس غريب لم تعهده من قبل، فهي تقريبًا على مدار تاريخهم لم يحدث لها أن لفتت أنظار أحد في وجود مريم.

 

الأغرب أنها لم تلاحظ عليها أي مشاعر ضيق، بل قالت في سعادة:

-أهلًا هيثم...نورت جامعتنا المتواضعة، إنه من حظنا الجيد تعرُّفنا عليك.

 

ضَحَكَ عمرو قائلًا: -أبشر ياصديقي.....واحدة من أجمل وأشهر بنتين في الكلية تُشيد بك قبل حتي معرفتك.

 

رد هيثم موجهًا حديثه إلى يمنى:

-قلبي يُحدثني، أنه يقصدك بالثانية.

 

هنا رآت مريم حقيقة ما حدث، انتبهت له فوزعت نظرات قلقة بينه وبين يمنى، التي شعرت بالحرج فأحنت رأسها بعيدًا عن عيناهم.

 

قال عمرو مشيرًا إلى بن خالته:

-هيا بنا....فمازالت نصف بنات الجامعة في انتظارك.

 

أشار إلى مريم ويمنى، كذلك فعل هيثم ثم سارا مبتعدين، ظلت الصديقتان محدقتان بهم، حتى اختفوا عن أنظارهم، فالتفتت مريم إلى يمنى تسألها في انبهار:

-ما هذا؟...أقصد من هذا؟

 

نظرت لها يمنى وألقت نظرة على مكانه، ثم تساءلت بدورها في انبهار حاولت إخفاءه عن صديقتها:

-بالفعل من هذا؟

 

بعيدًا عن اقتراب ملامح وجهه إلى حلم ورسمة مريم، إلا أنه ترك انطباع محبب ومألوف بداخل قلوبَهُن. لذلك أثرت يمنى الصمت بدلا من الإجابة على صديقتها.

 

**********************************

 

بعد لحظات من الصمت بينهم.

 

حاولت يمنى تمالك أعصابها بعدم إبداء مشاعر تعكس حقيقة بالموضوع فقالت:

-هذه الصورة خرجت من أحلامك بالفعل.

 

بادلتها مريم نظرات دهشة، فاستطردت:

-غريب أمره تمامًا.

 

رفعت يمنى إحدى حاجبيها، متحدثة كأنها تحاور نفسها:

-الأغرب من تحول الحلم إلى حقيقة، موعد ظهوره!

 

نظرت لها مريم فاستطردت:

-لم نتذكر هذه الصورة إلا من يومان فقط، كما إنك في بداية مرحلة تعافي من حب قديم.

 

لمعت عيني مريم وابتسمت رغمًا عنها:

-لا أنكر أنها علامات مشجعة، لكن!

 

صمتت قليلاً في حيرة، ثم هزت رأسها في رفض تام:

-لكن....أنا غير مستعدة لخوض تجربة جديدة مهما كانت المغريات.

 

نظرت لها صديقتها وضيقت عيناها كعادتها:

من التى تتحدث؟!، أين صديقتي مريم العاطفية الحنون.

 

استكملت بلهجة تمثيلية، وهي تمسك بكتفها في خفة:

-أين اختفت؟ من أنتِ؟ ابتسمت مريم لدعابتها،

 

ثم قالت في إصرار:

-لا بل، من أنتِ؟ 

أين صديقتي الواقعية فاقدة الأمل، ألمجرد ظهور فتى احلامي أمامك تتخلي عن حذرك وإحجامِك لي.

 

ألقت نظرة استنكار عليها، فهزت يمنى كتفها في لامبالاة:

-أنا أرى أنها فرصة جيدة، فلم لا نفكر بها؟!

 قالتها وسارت مع صديقتها متوجهتان إلى مبنى المحاضرات.

***********************************

 

بداخل مدرج المحاضرات، جلست يمنى ومريم يبدو عليهن للوهلة الأولى أنهما يستمعان للدكتور وهو يشرح في انتباه.

 

ما هى إلا لحظات حتى قالت يمنى لمريم بخفوت:

-ألم تلاحظي شيء على آسر؟

 

تساءلت مريم في حيرة:

-من؟

 

نظرت لها يمنى باستغراب:

-آسر....صديقنا....المتزمت من الواضح أن تأثير هيثم قد محى كل ماضينا بداخلك.

 

ابتسمت مريم عندما تذكرت ملامحه، وجهه التى شعرت أنه يشع نوراً بشرته الخمرية، ملامح وجهه، المريحة، عيناه العسليتان ذو البريقٌ اللامع كانت له ذقن نابتة خفيفة، قوامًا ممشوق يميل إلى النحافة، كما أن ألوان ملابسه غامقة،

مما أعطاه مظهر غامض محبب.

 

انتبهت من شرودها عندما قالت يمنى:

-مريم.....مريم.

 

نظرت لها مريم في استنكار، كأنها تلومها على مناداتها من دنيا الاحلام:

-نعم...ماذا تُريدين الآن، بعد أن أقنعتِني بدخول المحاضرة، 

هل كان وقتها الآن؟

 

ابتسمت يمنى في إشفاق:

-بالطبع لا، فهو وقت هيثم فقط.

 

اقتربت منها لتصيح في لوم:

-بالله عليكِ، فلتعودي إلى واقعنا، أسألك ألم تلاحظين شيئًا على آسر؟

 

نظرت لها مريم بعدم فهم، فاستطردت يمنى على الفور:

-نظراته اليكِ، اهتمامه بكِ يبدو واضحًا عليه.

 

صمتت مريم قليلًا، ثم قالت في قلق وقد شعرت بألم في معدته:

-أتعلمين، فقد شعرت بالقلق لمجرد ذكر الموضوع.

 

ثم استوقفتها بإشارة من يدها، واستكملت في إذعان:

-بلى... فانا لم أُشفى بعد من جرحي، غير مسموح بالإشارة -من بعيد- لهذا الموضوع.

 

صمتت يمنى ، وأراحت ظهرها على مسند المدرج، ثم عادت لتتساءل:

-وبالنسبة لهيثم.

 

أجابتها نظرة عينها، تبتسم لها في سعادة لم تستطع إخفاؤها.

 

فاستطردت يمنى في إعجاب حقيقي:

-صراحة، أنه مثل القمر... 

ثم أشارت بفمها علامة على الانبهار.

 

فاستطردت مريم:

- ليس المهم الشكل الخارجي، لكن هل يمتلك قلب حقيقي هذا هو السؤال ؟!

 

ابتسمت يمنى وهمت بالرد عليها، لكن في نفس اللحظة نظر إليهم الدكتور من بعيد قائلًا بعصبية وتهديد:

-يُهيأ لي أنني أستمع إلى أصوات فى الخلف، أشخاص ستتسبب في الطرد لأنفسهم حالًا.

 

توارت يمنى خلف زملائها في حرج، كذا فعلت مريم، ثم قالت الأولى بصوت خافت:

-"ستتسببين في طردنا أنتِ وهذا "الهيثم"......

 ثم أغلقت فمها حتى نهاية المحاضرة.

 

*********************************

 

في نفس الليلة مساءًا، جلس عمرو وهيثم على إحدي المقاهي التي يرتادها الأول دومًا مع أصدقائه.

 

احتسى عمرو رشفة من عصير البرتقال، ثم نظر إلى هيثم بتساؤل:

-أخبرني؟ ما رأيك في بنات الجامعة؟

 

أنهى هيثم قهوته، فابتسم في تحفظ:

-كلهن سواء، متشابهات كثيرًا.

 

ألقى عمرو نظرة استنكار متسائلًا:

-غير معقول أنه لم يعجبك أحد.

 

أشار هيثم برأسه نافيًا، ثم نظر له فجأه:

-لا بل عجبني.......

 

صمت لحظه ليتذكر، واضعًا يده على صدغه، ثم صاح:

-يمنى.

 

نظر له عمرو باستغراب، ثم تساءل:

-تقصد مريم! القصيرة.

 

أشار هيثم بيده محاولًا التذكر:

-لا لا الثانية؟

 

تساءل عمرو في استنكار:

-غريبة.

 

استكمل هيثم حديثه:

-تملك جمالًا مختلفًا.

 

نظر عمرو أمامه متحدثًا:

 -نعم أتفق. لكن مريم..

أجمل، خاصةً في طلتها الجديدة.

 

رد هيثم في بساطة:

-مريم جمالها متكرر، ملامحها لم تجذبني.

 

هز رأسه فجأه كأنه تذكر:

-تتحدث كأني سأرتبط بإحداهن. عمرو...أخبرتك من قبل، لقد جئت هنا بهدف الدراسة ليس إلا.

 

صمتا قليلًا، ثم تساءل في اهتمام : متى سيلعب الأهلي اليوم؟

 

***


#تحرير_محمد_بهاء_الدين

تعليقات