(((لقراءة الفصول السابقة اضغط هنا)))
جلس على مكتبه يبحث عن أوراق قضية جونكوك التي أخذها
من المحكمة المرة الفائتة.
" اندلاع حريق مُتعمد تسبب في قتل والديه و
شقيقته الصغرى عندما تم استجواب الشهود أخبروا القاضي أنه دائمًا كان يتشاجر مع
والده وكان يغادر المنزل.."
تنهد يونغي بضيق فالمعلومات ليست كافية وجونكوك لا
يُريد التحدث عن أي شيء رافضًا الثقة به.
مرت ساعتين على بحثه ومع ذلك كأن شيئا لم يحدث! لا
أخبار في الصُحف، الشهود اختفوا! يقف أمام حائط مسدود، ويجب أن يشق طريقه للخروج
بفعل أي شيء.
غير ملابسه إلى أخرى نظيفة بعدما اغتسل يستعد
للمغادرة.
وقف أمام المرأة يُعدل من هندامه وهو يُتمتم بأنه
سيفعلها ويخرجه كما وعده، سيُنهي ما بدأه.
نزل السُلم بخطى هادئة ناويًا المُغادرة.
توقف مكانه عندما هتفت جدته باسمة:
"إلى أين"
ابتسم بخفة:
"
سأعود سريعًا"
" هل يُمكنك ولو لمرة ان تُجيب على سؤال
بإجابته وليس بإجابة لا تتعلق بالسؤال"
اكتفى بهذا ثم غادر إلى السجن لرؤية جونكوك:
"
لا أعتقد"
***
تنهيدة طويلة تمردت من فمه قبل أن تخطو قدم جونكوك
إلى الداخل.
رحب يونغي بجونكوك عند دخوله:
"
كيف حالك أيها الصغير؟"
جلس جونكوك أمامه عاقدًا يده أمام صدره.
تساءل يونغي بابتسامة هادئة نمت على ثغره
لتهدئة جونكوك:
"
لماذا تفعل هذا؟"
" أفعل ماذا؟"
أجابه يونغي بثقة:
"
تنقُر بأصبعك على المكتب بهذا الشكل! أيضًا خائف من النظر في عيني! "
تحدث بثقة ليكتفي الآخر بابتلاع ريقه، فأردف
يونغي:
" يُمكنك اخباري بما حدث أعلم انه مؤلم! وأنك
تُفكر أن كل شيء انتهى، تُريد مُعاقبة نفسك على جريمة لم ترتكبها، لكن هل تعتقد
أنك سترتاح هكذا، سترتاح عندما تترك من تسبب في قتل أفراد عائلتك دون اهتمام ألا
تُريد أن تنتقم؟ "
" كأنك تعرف شيء عن الانتقام
"
لم يكد جونكوك يُنهي حديثه حتى قاطعه يونغي ببرود:
" صدقني أعرف! "
"حاولتُ كثيرًا أن أعترض، تشاجرت مع والدى
يوميا! و في النهاية أنظر ماذًا حدث؟ فقدت عائلتي، فقدت منزلي، أصبحت مُشرد، في
نظر الجميع أصبحت قاتل لأنني حاولت! حاولتُ أمام اشخاص لا يجب المُحاولة أمامهم
"
أكمل جونكوك بانفعال بعدما ضرب بيده العاريتين على
المكتب:
"هل
تعلم أكثر ما أندم عليه؟ أنني غادرت المنزل هذا اليوم.. كان يجب أن أموت
معهم"
رفع جونكوك كفه يمسح دموعه التي تمردت على وجنتيه
بصمت، وبخشونة يسحب مخاطه.
تساءل جونكوك بهدوء يراقب ابتسامة
يونغي التي نمت سخريةٌ من تساؤله:
"
ماذا سيحدث عندما تتدمر حياتك لمٌساعدتي؟"
نهض يونغي مقتربًا من الآخر، ثم جلس على المكتب
مُنحنيًا بجذعه العلوي هامسا في أذنه:
"
هي بالفعل مُدمرة! والآن توقف عن القلق بشأني وأخبرني بما حدث!"
" ليس قبل أن تُخبرني عن سبب مساعدتي فأنا لا
أملك مال لتوظيفك....لحظة "
صمت قليلا يبتلع ريقه بتوتر
أردف بتردد يراقب تحركات يونغي أمامه:
"
هل تعمل لصالحهم هل ستقتلني؟
ضحكة ساخرة تمردت من فم يونغي الذي استند بكلتا
يديه مُحدقًا بجونكوك:
"
أنت لست غبي كما أعتقدت!"
صاح يونغي بانفعال بعدما أرجع خصلات شعره للوراء:
"
أنت الأغبى! اذا كُنت أعمل مع أحد هل كُنتُ سأحاول اخراجك من هنا؟
"
" أعتذر "
تمتم جونكوك باعتذار بعدما اخفض رأسه يحدق بيده.
بدأ جونكوك في اخبار يونغي بما حدث واحتجاجه
الفردي أمام المجلس القومي لمساعدة الحي الخاص به ومُعالجة تسرب الغاز الدائم من
مصنع للبتروكيماويات بجانب منزله.
" قدمت الكثير من الوثائق لكن لم يُجيبني
أحد!"
استمع يونغي بحرص لحديثه:
"
اسم المصنع"
" هو مصنع خاص بمجموعة شركات ماوس العالمية
للبتروكيماويات "
"لا تتحدث مع أحد و لا تدع أحد يزورك غيري
سأقوم بتعيين حارس لحمايتك"
أدرك يونغي جيدًا مع من يتعامل وما الأساليب
القذرة التي يمكن أن تحدث خاصة فكرة ارسال أحد للسجن لقتل الصغير وتلفيق القضية
على أنها انتحار.
هز جونكوك رأسه كرد يراقب نهوض الآخر للمغادرة.
***
بمجرد خروج يونغي من الغرفة اتجه سريعا إلى الحي
الخاص بجونكوك تحديدًا إلى بقايا منزله!
تفحص الموقع بعينه أولًا من الخارج مُتمتًا بحنق:
"
هؤلاء الأوغاد لقد أصلحوا التسرب"
تخطى الشريط الأصفر الخاص بالشرطة الذي يمنع الجميع
من الاقتراب مُتجها لداخل المنزل.
وضع يديه في جيبه يُراقب تخطيط أماكن جثث عائلة
جونكوك، أغلق عينه بيأس قابضًا على قبضتيه مُحاولا السيطرة على هذا الشعور الذي لا
يرغب به الآن.
جثى على ركبتيه يطلق العنان لتنهيدة متعبة من ثغره
مُتمتما:
"
يون أحد المُساهمين في هذه الشركات! اذا حدث شيء سيلقي اللوم عليَّ مرة أخرى"
أفاق من شروده عندما شعر بوجود أحد في المنزل
غيره.
نهض ببطيء دون ان ينظر للوراء واضعا يده على مقدمة
جيبه الأمامي
في طرفة عين أخرج السلاح الخاص به مُلتفًا للوراء
مُثبته للأمام..
" لا تطلق!"
أردف بتفاجؤ عندما رأى سوبين تقف أمامه رافعة يدها
للأعلى:
"
أنتِ!!"
قالت بهدوء عاقدة يدها أمام صدره:
ماذا تفعلين هل تتعقبيني الآن"
" صدقني لدى أشياء أهم من تعقبك! "
أعاد يونغي سؤاله مرة أخرى:
"
اذًا ماذًا تفعلين هنا؟ "
اجابت سوبين بلامُبالاة:
"
أليس من المفترض أن يكون هذا نفس سؤالي!"
قال بسخرية بعدما أدار ظهره للجهة الأخرى:
"
اللعنة. أنتِ حقا تُجيدين استفزازي"
أمرها يونغي بالمغادرة لكنها اكتفت
بتجاهله:
"
لماذا! أنا لدى عمل هنا، اذا لم يعجبك البقاء معي الباب ينتظرك"
ضحك يونغي بغير تصديق على جرأتها أو ربما تصرفاتها
الطائشة.
رفعت سوبين شعرها للأعلى بعدما ارتدت قفزات في
يدها كي لا تترك بصمات أصابها في المكان.
بدأت تُبعد الاشياء، وتبحث في زوايا المنزل مع
سرقة يونغي لبعض النظرات تجاهها.
تساءل يونغي بتململ عما تفعله وتفحصها
جُدران بقايا هذا المنزل المُهترئ.
" ابحث عن ثقوب "
ادعى يونغي الجهل على اجابتها ليسألها:
"
لماذًا؟"
بررت باختصار:
"
قضية ما! "
" لم يتم تعيينك، اذًا لا تملكين أي صلاحية
بالوقوف في هذا المكان"
" أعلم.. وهل هذا لا يسمح لي بالبحث عن قضايا
ممتعة!"
" تقصدين مشاكل، يبدو أنك تحبين المصائب!"
تساءلت سوبين بهدوء بعدما أشاحت بنظرها عنه:
"
صدقني هي من تُحبني، الآن ماذًا تفعل هنا؟"
أجابها يونغي بسخرية:
"
قضية ما "
" هل تسخر الآن؟"
" ربما!"
صمت كلاهما للحظات حتى نطقت سوبين لتجذب انتباه
الآخر:
"
بشأن السلاح هل سرقته؟ "
رفع السلاح أمام عينه قبل ان يُرجعه لجيبه الخلفي
مُجيبا:
"
هذا ملكي"
" صدقتك! "
قلب يونغي عينه بقلة حيلة فالتعامل مع هذه الفتاة أصعب
من العمل على قضية ما!
اقترح يونغي وهو يعطي للأخرى ظهره:
"
ما رأيكِ في العمل معي؟"
" العمل معك في بناء المنازل المحترقة"
هز الآخر رأسه نافيًا وهو يعتدل في وقوفه ليقابل
الأخرى مُردفًا بجدية:
"
أنتِ لستي بهذا الغباء بيون سوبين أعلم أنك تعرفين من أنا! وأعلم جيداً أنك
تتبعيني مُنذ خروجي من المنزل لذلك دعينا نتوقف عن السخرية حسنا! "
حقًا يعشق هذا الجزء عندما يتوقف عن السخرية وكشف
من يُحاول التذاكي عليه.
ابتسمت سوبين بخفة وهي تقول بثقة:
"
أنت مُحق لقد تتبعتك "
تساءل بثبات:
"
وبالتأكيد هناك سبب لمراقبتي؟"
" ربما! "
قهقه كلاهما فهي تُجيد استغلال ردوده ضده، يراها
تلقط طريقته.
قالت سوبين بجدية بعدما مدت يدها لمُصافحته:
"
الآن سيد يونغي هل يُمكنك أن تتقبلني شريكة لك تود اكتساب البعض من خبراتك "
قاطعها بجمود:
"
بمراقبتكِ لي يجب أن تعلمي جيدا أنني لا أثق بأحد "
" نحن لا نثق بالبشر لأنهم جديرين بالثقة بل
لأننا لا نملك شيء سوى الثقة بهم، لذلك أتمنى أن تساعدني"
قال ببرود بعدما تجاوزها:
"لا"
" ماذا؟ "
" أخبرتكِ أنا لا اعمل مع أحد "
فهتفت بانزعاج بعدما وقفت أمامه:
"
اذًا لماذا عرضت على العمل معك أكثر من مرة؟"
" لإحراجك!"
غمز لها ثم غادر المنزل.
زفرت سوبين الهواء بضيق تُسرع للحاق به:
" يااا لماذا لا تُريد مساعدتي؟ "
" لدى أسبابي"
" وما هي؟"
توقف يونغي عندما جذبته سوبين من ذراعه توقفه عنوة..
حدق بيدها التي تُمسك خاصته ثم وجه نظراته الباردة
إليها:
"
توقفي عن اللحاق بي فيبدو ان لديكِ مُستقبل باهر.. لا تضيعي وقتك بإتباعي! صدقيني
أنا آخر شخص يُمكنكِ الاستفادة منه "
" ساعدني فقط في هذه القضية، هل يجب ان تتصرف
هكذا! "
انخفضت نبرتها العالية إلى أخرى حزينة بنهاية
حديثها.
سحب يده من بين خاصتها مُعطيها ظهره
للمغادرة:
"
عودي للمنزل"
أردفت سوبين بانفعال لتسرق سمعه:
"
أنا أيضًا لدى أسبابي مين يونغي، لذلك سألاحقك سواء شئت أم أبيت، حتى إذ اضطرت حتى
إلى إفساد ما تفعله! "
استدار يقف أمامها:
"
أنا لستُ هذا الشخص الجيد الذي تظنينه، يمكنني أن أفعل بكِ ما لا تتخيلينه اذا
تجرأتِ على التدخل بشؤوني فأنا شخص لا يرى سوى الأحمر! "
أظلمت سوداويتاه مردفًا بتهديد أن كل ما لا يعجبه
يقتله وأن رؤية الدماء هو الشيء المحبب لقلبه فأصبحت عيناه لا ترى سوى الأحمر..
قلصت سوبين المسافة بينهم أكثر لتخلق التواصل
البصري مُعلنة عن عِنادها:
"
تقتلني!...أعلم أن هذا شيء يُمكنك فعله"
***
الكيمستري بين يونايتد و سوبين بالفصل تجنن
ردحذفههه يونغي
ردحذف