(((لقراءة الفصول السابقة اضغط هنا)))
ماذا في في رأسك؟!
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
تبادل يونغي النظرات الحادة مع سوبين فكلاهما لهما طريقتهما الخاصة
في التعبير عن عِنادهم المُتناهي
يونغي الرجل المُباح له كل شيء حسب مبدأه وأنه تربى على رُؤية اللون
الأحمر في سبيل تحقيق ما يُريده.
إنما سوبين لا تتوقف إلا عندما تصل إلى غايتها المجهولة.
" تقتلني!.....أعلم أن هذا شيء يُمكنك فعله"
تراخت ملامح يونغي الحادة إلى اخرى ساخرة متحدثا في قرارة نفسه أنه
بالفعل يستطيع فعل هذا إذا أراد وأنه ليس بالشيء الجديد عليه.
صمت لحظات قبل أن يُجيبها بذات الملامح المُتهجمة التي أحتلت وجهه
بجدارة
" انتٍ مُحقة يُمكنني قتلكِ..."
أقترب منها بثبات ثم انحنى هامسا بجوار أذنها بنبرة مليئة بالسخرية:
" كما
فعلتُ مع الكثير"
اختفت ابتسامته الجانبية تدريجيا مُغادرا المكان دون إضافة حرف
فإكمال هذا النقاش ليس بهذه الأهمية بالنسبة له سوى شيء أضاع وقته الثمين الذي
يعتز به.
أرجعت سوبين خُصل شعرها للوراء بانزعاج. تعرف أنها ستُعاني معه لكن
ليس بهذه الطريقة، ظنت أنه سيقبل مساعدتها على الأقل يفعل هذا مرة في حياته وليس
الظهور والاختفاء دون ترك أثر ورائه.
عاد يونغي إلى المنزل بعدما رتب أمر اللقاء الصحفي الذي سيُعقد
بالغد.
توقف يونغي مكانه عندما سمع جدته تهتف باسمه:
"
يونغيااه! "
رسم ابتسامة واسعة على ثغره مُستديرا تجاهها، مستمرا في خلق دوائر
وهمية بيده كنوع من المتعة لإلهاء نفسه.
رفعت الجدة مفتاح أمام وجهه راسمة ملامح يائسة من هذا المدلل الذي لا
يستمع ابدا، دائما يفعل ما برأسه:
"جاء احدهم
اليوم وأخبرني انه انتهى وأعطاني هذا المفتاح."
التقطه يونغي في يده سريعا مفرجا بين شفتيه يتحدث بسعادة:
" اوه جيد.
كنت اعتقد أنهم سيستغرقون وقت أكثر من هذا "
قاطع لحظاته التأملية لهذا المُفتاح علو صوت جدته المنزعج:
" إذا
ستفعل ما تُريده كالمُعتاد وتُغادر! "
أخفض بصره للأرض فها هو يتم تأنيبه كالطفل الصغير الذي لم يقم بواجبه
المنزلي.
" ألن تتوقف عن هذا! سئمت من تصرفك بطيش دائما غير مُكترثا
بشعور عائلتك! "
أنفجر يونغي ضاحكا بأعلى صوته مُدعيا انه يمسح دموعه على جانب عينيه
عندما أستمع لكلمتها الأخيرة في اعتقاده أن الأمر مضحك كما كل شيء في حياته يجعله
يضحك بهذه الطريقة.
" سأصعد للغرفة"
رفع يده يمسح على وجنتي جدته بخفة متجنبا التفوه بأى شئ كعادته.
" يونغيااه..لماذا تفعل هذا؟ "
لم يكترث لنبرة جدته الخائبة من تصرفاته التي ليس لها تفسير.
توقف مكانه عندما رأى سوبين تحدق به بانزعاج. رفع يده كأنه يفكر قبل
ان يردف بلامُبالاة:
" قبل أن أنسى لا تعطي لأحد مُفتاح غرفتي، ايضا لا أريد ان
يقترب أحد منها في غيابي."
أكمل بجفاء مثبتا عينه على خاصة سوبين التي كتفت يدها امام صدرها
تحدث بنبرة غير مُكترثا مُثبتا عينه على خاصة سوبين التي تُبادله
نظرات غاضبة جحيميه:
" كما
تعلمين أنا لا أثق بالغرباء ولدى أشياء ثمينة لا ارغب بفقدانها."
صاحت الجدة باسمه بسبب وقاحته التي لم يتخلى عنها بعد هذه السنوات،
ينطق بما يريده وفي الوقت الذي يريده دون مُراعاة لأحد.
تربى في أجواء شيطانية مُصاحبا رغبة الانتقام ومتأقلما على رؤية
الدماء لذلك في إعتقاده أن مراعاة حديثه وادعائه سيكون مضيعة لكل هذه الصفات التي
يعتز بها.
" وداعا "
لوح لهم ثم سحب نفسه سريعا للأعلى مُغلقا الباب ورائه. اختفت
ابتسامته المتصنعة تدريجيا مُخرجا هاتفه لأجراء مكالمة.
" يوهان احجز لي موعد مع مدير شركات ماوس
للبتروكيماويات."
خرجت كلماته بنبرة مظلمة على غير الطريقة التي يتصرف بها أمام الجميع
فلطالما لقبه نفسه أنه أفضل متصنع فاشل بتفسير مقصده الحقيقي
بكل جدية أخذ يأمر من يتحدث معه بتلبية رغباته وأوامره التي لا
تنتهي.
" كيم راين في رحلة عمل وسيعود غدا إلى سيول
لكن...."
صمت يوهان قليلا مُترددا في التحدث قبل أن يأمره يونغي بالتحدث
متحفظا على نبرة صوته الجدية.
" بعد الحادث الاخير رفض جميع المُقابلات التي قُدمت له! "
همهم يونغي مُبتسما بجانبية متحدثا بثقة:
" إذا
سنجعله يأتي إلينا بنفسه. تذكرت هل نجحت في اختراق حسابات
الشركة؟"
اكتفي الآخر أنه لازال يعمل على هذا وربما سيستغرق المزيد من الوقت
على غير العادة.
أكمل يونغي تساءله عن وجود الشهود ولقطات الحريق التي سُجلت في هذا
الوقت.
" اعتذر لكن يبدو أن كل شيء تم محوه لذلك هل يُمكنني
الخروج.."
جذب يوهان انتباه الأخر ليعرف يونغي ما يُلمح له:
" انت
ورقتي الرابحة يوهان ولا اريدك أن تتأذى لذلك للمرة المئة مُهمتك هي أن تظل في
غرفتك مع جهازك اللوحي تفعل ما اُخبرك به فهمت!"
أعاد يونغي سؤاله مرة اخرى ليكتفي يوهان بالهمهمة
أوقف يونغي يوهان عن إغلاق الهاتف متسائلا:
" بشان
الفتاة هل احضرت المعلومات"
اكتفى يونغي بالهمهمة عندما أعاد يوهان سؤاله إذا كان يقصد بيون
سوبين ليخبره أنه ارسل الملف بالفعل على هاتفه.
" اعتني بنفسك"
أنهى يونغي المكالمة ثم اتجه ليجلس على كرسي مكتبه.
رفع الهاتف أمام عينه يُفكر في خطوته القادمة وما يجب أن يفعله بعد
انقضاء هذه السنوات
زفر الهواء بتململ مُستندا بجزعه العلوي على ظهر مقعده. يُتمتم
لنفسه:
" لقد بدأ
وقت العرض "
بابتسامة لا يأتي ورائها سوى المصائب حدق بها أمام اللوح الذي يعلقه
على الحائط.
تحفظ على هذه الأحقاد الدفينة بداخله لعشر سنوات والآن سيُنفذ ما جاء
لأجله ففي النهاية هو ليس لديه ما يخسره إما الآن أو لا.
وضع دائرة على هدفه الأول. ليبق في غرفته باقي اليوم يُجهز اوراقه.
صوت طرقات الباب جعلته يفيق من شروده وانغماسه بالعمل
نطق بتملل عندما رأى سوبين تقف أمامه بعدما سمح بالدخول:
"
ماذا؟"
بنبرة عابسة تحدثت سوبين بينما تخفض بصرها للأسفل محاولة استمالة
يونغي الغير مهتم:
" جدتي
ترغب بحضورك للأسفل."
رفع يده و وضعا على الباب ليغلقه لكن سوبين وضعت يدها كرد فعل.
تأوه مؤلم خرج من فمها عندما اغلق يونغي الباب على يدها بدون قصد.
قال سريعا بعدما مسك يدها يتفحصها باهتمام فهو ليس مُتحجر القلب كى
لا يهتم بهذا:
" هل انتِ
حمقاء!"
أكمل بنفاذ صبر من التصرفات الطفولية التي تفعلها الأخرى:
" هل
جُننتي لتضعي يدكِ هكذا؟"
رفعت بصرها عن الأرض تحدق به بأعين لامعة. توقف عن الصراخ يفرغ رئتيه
من الهواء قبل أن يرفع نظره على التي تحدق به بصمت.
خرج عن صمته متسائلا:
" هل
تؤلمك؟ "
هزت سوبين رأسها كرد بعدما أعادت يدها إلى مكانها.
قلبت عينها تترجاه بنبرة باكية مستغلة هذا الوضع؛ لأنها لم ترى يونغي
بهذه الجدية لفترة طويلة كالآن.
" سيد يونغي رجاءً"
قرب يونغي وجهه من خاصتها للغاية بتعابير حادة
رمشت سوبين عدة مرات عندما رأت تحديقه بها دون التحدث أيضا من هذه
المسافة القريبة جاعلا من أيسرها يخفق بصخب.
لاحظ يونغي هيئتها المُبعثرة ليبتسم بجانبية قبل أن ينطق بهدوء:
" هل تعتقدين أنكِ ستقنعينني بهذه الأعين والترجي! بأن اقبل
اشراككِ في هذه القضية؟"
ابتلعت سوبين ريقها بتوتر بالرغم انها سمعت عن قدرات يونغي إلا انها
لم تُفكر أنه سيكشفها بهذه السرعة.
" لا.ا....لم اقصد هذا! "
قاطعها سريعا رافعا حاجبيه لأعلى مُستنكرا تلعثمها منذ لحظات ليعقد
يده أمام صدره منتظرا منه ردا لإقناعه
ابتعد يونغي سريعا خطوتين للوراء عندما صرخت سوبين عاليا لتهرب من
الموقف المحرج الذي وضعت نفسها به
" جدتي تُريدك! "
ابتسمت ببلاهة ثم ركضت سريعا عائدة إلى الأسفل بعدما رأت ضحكة يونغي
المكتومة.
***
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك في هذه التجربة