(((لقراءة الفصول السابقة اضغط هنا)))
بملامحه العابسة:
" ماذا يحدث؟"
صمت للحظات يوجه انظاره للجميع عندما طال الصمت في ظل أجواء متوترة بينهم دون أن يعلم السبب.
" ماذا! ألن يخبرني أحد لماذا تُريدوني! "
رفع كتفيه بلامُبالاة يُأرجح ذراعيه كالطفل المدلل مُتخليا عن جدية الأجواء.
انزعج يون من تصرفاته الطفولية ليتساءل بحدة:
" الا تعلم ما تاريخ الغد؟"
هز يونغي رأسه نافيا سريعا قبل أن يطلق العنان لضحكة ساخرة متسائلا:
" لماذا هل هو يوم مميز؟"
" اجل..هو مميز للغاية فهو التاريخ الذي قتلت فيه والدتي "
تعابير الغضب، الألم اتخذت مكانها على وجه يون خاصة بصمت يونغي إلى هذه اللحظة وبعد مرور هذه السنوات.
هتف يونغي بابتسامة هادئة:
" اوه حقا!...لم اتذكر"
التفت كي يغادر إلى غرفته بعدما تراخت ملامح وجهه الساخرة إلى أخرى غاضبة، لكن يون أسرع وامسك يده يديره تجاهه متمسكا به من لياقة ملابسه هاتفا بصراخ.
" كيف يُمكنك أن تكون بارد واللعنة هكذا! ألا تشعر بالندم للحظة على تصرفاتك، هل الحياة بالنسبة لك مُجرد مُزحة كي تضحك على كل شيء؟ انت لا يُقال عنك سوى مُختل...ياا مين يونغي انت لا تستحق هذه الحياة! لا تستحق أن تبتسم، لا تستحق أن تعيش بسعادة انت فقط تستحق المُعاناة."
صمت يون لوهلة قبل أن يُكمل بنبرة مليئة بالكره والحقد تجاه الذي يقف أمامه مستمعا لكل كلمة. راسما ملامح البرود على وجهه.
"لذلك بحق الجحيم لا تبتسم أمامي، لا أريد رؤيتك تتصرف بمرح، لا أريد رؤيتك مُتجاوزا للأمر وأنا بالكاد أتابع حياتي اللعينة، أريد رؤيتك تُعاني بحق! "
تنهدت الجدة بيأس على الحال الذي وصل لهم الاثنين من مشاعر كره تطغو حتى على تصرفاتهم في موقف كهذا .
" يون رجاءً ألم نتفق منذ قليل ألا تتشاجر مع شقيقك!"
ابتسم يونغي بخفة ثم رفع يده يُبعد خاصة يون عنه
مُتحدثا ببرود ضاغطا على قبضتيه واضعا ابتسامة متكلفة على وجهه.
" لا أعتقد انه يُمكنني فعل هذا"
" يونغياه غدا ذكرى وفاة يورا وكنا نرغب بمجيئك معنا هذه المرة، ألم تشتاق لزيارة والدتك فمذ وفاتها وأنت لم تذهب إلى هناك"
أخفض يونغي بصره للأرض لوهلة مُردفا ببرود:
" لدى مُقابلة مهمة غدا ويجب أن أستعد "
" ههه لا اصدق هذا اللعين...على الأقل احترم هذا اليوم على الأقل اجعلني اراك تُحاول!"
لم يهتم لصياح شقيقه الأكبر عليه ليُكمل بنبرة أقرب أن تكون غير راضية:
" زيارة آمنة "
أكتفى يونغي بهذا ثم سحب نفسه إلى غرفته تاركا الآخرين.
مرت سنوات وهو على حاله رَفضَ التجمع معهم في أي مُناسبة. يعتقدون أن هذا نتيجة تصرفاته الغريبة التي إعتاد على فعلها.
ولكن أليس لكل فِعل رد فِعل مثل لكل نتيجةً سببٌ!
تأكد يونغي من إغلاق الباب هذه المرة جيدا يطلق العنان لتنهدات متقطعة.
فقط يرغب أن ينتهي كل هذا، ما يشعر به الآن يقتله وأكثر ما يمقته أن شقيقه يظن أنه يعيش حياة سعيدة لكن كيف وكل ما يحرق روحه هي فكرة الانتقام التي تربى عليها.
خاض الكثير منذ صغره، كل يوم كان الموت أقرب منه من أي شخص حتى اصبح في هذا المكان واتت إليه هذه الفرصة.
في صغره كان يجب ان يلعب مثل الأطفال، لكنه كان يتعلم كيفية القتال واستخدام السلاح.
في النهاية هو رجل تمرد على القانون ويا للحظ اصبح الرجل الذي لجأ إلى القانون ليفعل ما يُريده دون أن يوفقه أحد.
انخفض يونغي بجسده يستند ضد الحائط مُغمضا عينه بسبب شعور الغضب الذي تملكه.
غرز اصابع يده بين خصلات شعره يشد عليها بعنف يستمع لصوت تنفسه العالي. يلتقط انفاسه بسرعة في حالة من الذعر التي ظن أنه تخلص منها.
طرق الحائط برأسه مرات عديدة مستمرا بالضغط على أسنانه بشكل عنيف كي يتوقف جسده عن الارتجاف.
اقرا ايضاكوهندار-الفصل الثامن عشر (تمارة دلة)
نهض مُحاول البحث عن الدواء الذي كان يأخذه من طبيبه لكنه لم يجده.
صرخ بانفعال عندما أدرك أن يوهان خبئه مرة اخرى ليبدأ في اللعن:
" يوهان بحق الجحيم لماذا؟"
تمتم بغضب بعدما دخل المرحاض وأخرج المشرط من علبة الإسعافات.
حدق بوجهه لحظات قبل أن يرفع أكمام ذراعه لتتضح باقي الجروح التي شُفيت ولكنها تركت ورائها ندبات لتذكرته بما مر به.
رفع ذراعه يرتكب هذه الجريمة التي أقسم أنه سيتوقف عنها، اخذ يفتعل بنفسه جروح التي يخرج بها غضبه.
بدأ وجهه يتصبب عرقا مع التصاق خصلات شعره بجبينه.
أغمض عينه ليصبح كل ما يستمع له هو صوت لهاثه الذي بدأ ينخفض.
تحمل الكثير ولكن هذا اليوم الوحيد الذي تصبح فيه حالته مذريه.
العديد من الذكريات المؤلمة تجتاحه، سماع أصوات ضحكات، اتهامات تلاقاها بصدر رحب
' مختل، يجب أن تموت، قاتل، وغد مثلك لا يستحق الحياة'
يتذكر ما الذي ارتكبه ليظل صامدا لسنوات بدون إعلان الجحيم على الجميع
إقتناعه بأن تشويه جسده افضل من تبرير تصرفاته.........
القى يونغي المشرط من يده بعدما هدأ ثم وقف يحدق بجسده بعدما نزع القميص الذي يغطي جزعه العلوي بالكامل ليس لبرودة الجو إنما قلقا من رؤية الآخرين لندبات جسده واختلاق قصص لا داعي منها.
ترك هذه الندوب تُعلم على جسده فقط لكى يتذكر كل يوم أن الحياة ليست عادلة!
اغتسل وغير ملابسه إلى أخرى نظيفة ثم خرج مُقتربا من سريره
جلس على طرف السرير بعدما ألتقط هاتفه لمُراسلة يوهان
' يوهان ارسل لي ادوات تعقيم'
لم يكد يُنهي رسالته حتى قام يوهان سريعا بالرد على رسالته
' هل أنت بخير؟ هل تعرض لك أحد مُجددا، أخبرني ا
أين انت وسأحضر سريعا!'
ابتسامة راضية نمت على ثغر يونغي يعلم جيدا أن الأخر سريع القلق.
' ياا هيونغ لماذا لم تُجيب على المُكالمة؟ '
اعاد يوهان الكتابة عندما رفض يونغي تلقي المكالمة
' لا رغبة لدى بالتحدث لذلك فقط افعل ما قلته ايضا لا تقلق كثيرا أنا بخير! لكن لماذا لم أجد الدواء في حقيبتي هل أخذته مرة اخرى؟'
' اجل لأنك وعدتني، أخبرتني أنك ستتوقف عن أذية نفسك...أخبرتني أنك ستعيش جيدا دون تناول أي أدوية عندما انقذتني اخبرتني أننا يجب أن نعيش طبيعيين ألم يكن هذا الاتفاق بيننا!'
استطاع يونغي الشعور بحزن الأخر وانفعاله من طريقة كتابته.
' ههه ياا فتى لماذا تتصرف كزوجتي'
'هيونغ انا لا امزح!'
' حسنا غدا..لم استطع التحكم بسبب تاريخ الغد'
' اوه هل انت بخير؟! ما رأيك ان نتقابل ونشرب سويا '
' يااا اخبرتك دائما أن تنسى هذه الفكرة، لازلت صغيرا على الشرب'
' كأس واحد فقط رجاءً'
' توقف عن التذمر افعل كما اخبرتك، سأرتاح قليلاً'
'اعتني بنفسك'
القى يونغي الهاتف على السرير مُستلقيا بجزئه العلوي بعدما مسح الدماء من على ذراعه
اقترب من مكتبه بعدما نهض يُحدق بالصورة التي تجمعه مع والدته
التقطها بين يده يمسح عليها بإبهامه مُبتسما بخفة
^كيف حالك؟ ههه لقد مر وقت طويل على فقدانك لكنني اشعر كأنه الغد! أردت أن اعتذر على خسارتكِ،
اعتذر انني تركتكِ تذهبين بهذه السهولة ^
***
موعد النشر: يوم الأحد
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك في هذه التجربة