BlogLabels

القائمة الرئيسية

الصفحات

 




(((لقراءة الفصول السابقة اضغط هنا)))



" سيد يونغي " 


وضع الصورة مكانها ثم وقف خلف الباب مُردفا ببرود


" لا رغبة لدى في التحدث مع أحد، اذهبي من هنا"


" اريد التحدث معك رجاءً افتح هذا الباب" 


اجابها الاخر بلا، لكن سوبين استمرت تطرق الباب وتهتف باسمه طويلا.


هى حقا تعرف كيف تجعل الأمر سيئا!


فتح يونغي الباب فجأة يناظرها بحدة


اعتدلت سوبين في وقتها تحك مؤخرة عنقها بخفة.


هتف بنبرة متعبة، تعجبت لها الأخرى التي تناظره بتفاجئ فهو يبدو في حالة يُرثى لها.


" ألا تفهمين؟ " 


قالت بقلق عندما لاحظت شحوب وجهه وبرودة ملامحه:

" سيد يونغي هل انت بخير؟"


كردة فعل منها رفعت يدها تتلمس جبينه. أبعد يونغي يدها بعنف فهو يكره أن يُلمس جسده.


صاحت بانزعاج ليُقاطعها الأخر مُردفا بصراخ على غير عادته الساخرة


" انا فقط كنت افحص حرارتك!"


" اقسم إذا طرقتي هذا الباب مرة اخرى! سأخرج لأفجر رأسك اللعين لذلك اذهبي من أمام غرفتي" 


دخل ثم اغلق الباب ورائه بعنف غير مكترثا للتي تقف.


شهقت سوبين بغير تصديق من انفعاله لطرقها للباب:

" لماذا تصرخ؟ انا لم اخطأ "


صرخت بحنق أمام غرفة يونغي ثم عادت إلى غرفتها بخطى منزعجة من تصرفه


تمدد يونغي في فراشه واضعا يده على وجهه لكى ينام بعدما ضمد جروح يده جيدا فغدا لديه يوم حافل~~


7:30 صباحاً


تقلب يونغي في فراشه بانزعاج بعدما سمع صوت طرقات خفيفة على باب غرفته


" يونغياه سنغادر الآن، أعتني بنفسك حسناً "


غادر الجميع لزيارة قبر يوجين ليبقى الأخر بمفرده


ارتدى يونغي بذلة رسميا سوداء رافعا شعره للأعلى ثم وضع ساعته المفضلة حول معصمه وانتهى به الأمر برش القليل من عطره المفضل يتمتم لنفسه ببعض الكلمات


" وقت العرض "

غادر المنزل بعدما انتهى من تجهيز نفسه 


وصل الجميع إلى قبر يوجين يقفون هناك بأعين دامعة وكأن ألم الفراق يُجدد نفسه كل يوم 


" امي...اشتقتُ لكِ " 


انحنى يون على ركبتيه واضعا يده على فمه يحاول كتم شهقاته المتمردة، يشعر بهذا الألم الذي يُمزق روحه.


مرت سنوات كثيرة لكن قلبه أبى النسيان وعقله أبى الاعتراف مُتمسكا بهذه الذكرى المؤلمة


انخفضت هيرا لمستواه تحتضنه جانبيا ربما تحاول تهدئته فهي تعلم كم تكون حالته مذريه هذا اليوم.


" لا بأس يون..لابأس " 


رفعت هيرا يدها تمررها بين خصل شعره و الأخرى تُربت على ظهره


نطق يون بتقطع ضاغطا على قبضتيه:

" اعتذر..رجاءً سامحيني، لم أقصد ترككِ بمفردكِ هذا اليوم...حقا ارغب بإخبارك بالكثير ولكن لا استطيع " 


سوبين تُحدق بنظرات متألمة بينما تقف بجانب الجدة 


حالة من الحزن تتملك قلب الجميع فمن يعتقد أن الفراق هين على من تتعلق به قلوبنا.


رفعت سوبين يدها تمسح دموعها التي تمردت بصمت بعدما ابتلعت غصتها. 


نظفت حلقها قبل أن تقترب من هيرا بعدما طال وقت بقاءهما.


تحدثت بهدوء بعدما حدقت بوجه يون الهادئ:

" لقد تأخر الوقت يجب ان نُغادر"


هزت هيرا رأسها بتفهم لتوجه نظراتها ليون.

" يجب أن نغادر"


ساعدته هيرا على النهوض بعدما حملت سوبين جين النائم بين يدها


عادوا إلى المنزل ليصعد يون إلى غرفته اولا


" انتبهي له " 


هزت هيرا رأسها لتصعد ورائه لتتحدث سوبين بهدوء كي لا يستيقظ جين 


" سأخذ جين إلى غرفته وأبقى معه إلى أن يستيقظ "


~~~~~


12:00 ظهرا


تحدث مدير القناة الصحافية يُحرك فريقه بشكل أسرع:

" تبقى خمس دقائق وسنبث الحدث، استعدوا!" 


جلس يونغي مكانه بعدما رتب الأخرون ملابسه مع وضع القليل من مستحضرات التجميل لإخفاء الهالات السوداء اسفل عينه.


" 3,2,1 " 


اتخذ الجميع مكانهم يسطلون الكاميرات على وجه يونغي


" مرحبا بجميع المشاهدين، اليوم معنا شخص استثنائي وهو المُحامي مين يونغي الذي أتى وأخيرا من بوسان بعد إمتلاكه لشعبية كبيرة هناك"


رسم يونغي ابتسامة باردة على ثغره مُحدقا بالمذيع الذي يترأس اللقاء.


" ظهرت لتفتح ملف قضية تسرب الغاز في حي تايوان بسبب احد مصانع ماوس للبتروكيماويات اليس كذلك!" 


" هذا صحيح "


" تعلم انه تقريبا مرت سنة على إغلاق القضية لعدم وجود دلائل كافية إذا ما الذي تغير فجأة؟" 


" بالتأكيد لن اكشف الكثير عن القضية الآن لكن استطيع القول أن السر من هذه المقابلة هي أن السيد كيم راين لم يحاول الخروج والاعتذار لسكان الحى بسبب التسرب الذي ادى الى تسمم وفاة الكثير وكانت نهاية الكارثة احتراق احد المنازل وتلفيق التهمة لابن العائلة!"


" لكن الشهود ادلوا بشهادتهم أن الطالب جيون كان دائما يتشاجر مع عائلته حتى انه تمت رؤيته يغادر منزلهم قبل اشتعال الحريق بدقائق "


ابتلع الجميع ريقهم يحدقون ببعض فها هو يُعلن الحرب على كيم راين بقلبٌ بارد. 


تحدث يونغي ببرود غير مُكترثا للموقف:

" أخبرني هيوك كيف حال عشيقتك هل أقضيت ليلة رائعة بالأمس! " 


اتسعت عين المذيع على وسعها يُحاول لملمة شتات نفسه.


فرج هيوك بين شفتيه لينطق بتقطع:

" ماذا تقصد انا لا اعلم عن ماذا تتحدث؟"   


صفق يونغي بحرارة بعدما علت ضحكاته السخرية:

" لقد رأيتك معها لكن هذه لم تكن زوجتك، وااه زوجتك لا تعرف أنك تخونها "  


قابله هيوك منفعلا أنه لا يعلم ماذا يقول وأن كل هذا مجرد هراء 


" كما ترى يُمكنني أن أقول أي شيء و يصدقه الآخرين إذا لماذا؟ لماذا تقبلت أن يكون جونكوك هو القاتل وليس شخص آخر، ليس كل ما يُقال صحيح لذلك اعتذر إلى زوجتك إذا كانت تشاهد أنا فقط فعلت هذا لأبرر وجهة نظري"


تنهيدة طويلة خرجت من فم المذيع يشكر الرب بداخله أن الأمر انتهى.


حاول يونغي تلطفه الجو ليردف بثبات:

" امزح معك فانا أُحب هذا "


" ههه لقد اخفتني سيد يونغي ولكن ألا تعتقد أن الأمر غريب بإعلان الحرب على كيم راين أحد أشهر الشخصيات في كوريا باتهامات لا تملك منها أي دليل "


" من اخبرك انني لا املك دليل بدأت بالفعل بجمع الأدلة واصبح لدى ما يكفي للمُحاكمة الأولى "


همهم المذيع بتفهم ليرفع رأسه مثبتا عينه على الكاميرات يُنهي اللقاء:

" مع انتهاء الحدث أود شُكر السيد مين يونغي لإجرائه مقابلة معنا " 


ابتسم يونغي بسخرية على حالة هيوك المبعثرة عندما ذكر عشيقته ليقترب منه هامسا في أذنه مُربتا على طول ذراعه:

" اعتبر هذا تحذيرا لأفعالك القذرة أو صدقني سأكون المحامي الذي يستلم قضية طلاقك فهمت!" 


لم ينتظر ليُوقِع للحشك الذي تهاتف عليه أو يستمع لهم ليس غرورا إنما لديه شيء أهم لفعله.


قاد سيارته عائدا لسيول بعدما اغلق هاتفه ففي هذا الوقت لا يرغب أحد بإزعاجه، فقط يود الاختلاء بنفسه بعيدا عن التصنع وكل هذا.


11:30 مساءً


وصل يونغي إلى مكانه الموعود، نزل من السيارة بخطى مترنحة لتقع عينه على الرجل الذي اقترب منه


أخرج رزمة من المال من جيبه ووضعها في يد الآخر مُتحدثا بهدوء مع نظراته الحادة التي زينت عينه:

" لا يُمكنك إخبار أحد بقدومي، إذا فعلت هذا تعلم أنني سأقتلك صحيح؟"


اهتزت أوصال المعنى بالحديث رُعبا فلطالما عاهد شخصية يونغي السيئة خاصة فكرة القتل وإراقة الدماء 


هز الرجل رأسه سريعا فلا يود أن يتم قتله كما حدث مع صديقه الذي رغب بتبليغ عائلة يونغي عن زيارة للقبر في هذه الأوقات.


تركه يونغي ليقترب بخطى ثملة بعدما فك ربطة عنقه بإهمال وخصلات شعره التي باتت تلتصق بجبينه


في هذه الأجواء المظلمة وهدير الرياح بنسماته الباردة التي اتخذت مكانا في ملاطفة وجه يونغي.


جلس يونغي على الأرض ساندا جانب من ظهره على قبر والدته ضاماً قدميه إلى صدره مُرتشفاً زجاجة السوجو مرة واحدة مع صوت لهاثه العالي يحدق أمامه


لطالما أعتقد جميع العاملين هنا أنه مختل لقدومه في هذا الوقت وهذه الأوقات الشتوية وجلوسه بحالته الرثة فقط ليطلق العنان لمشاعره الحقيقة.


رفع يونغي يده يضعها على قبل والدته يملئ رئتيه بعبق الرياح.


بدأ في التبرير بهدوء بعدما التقط أنفاسه:

" كان لدى مقابلة اليوم لذلك تأخرت!"  


نطق بنبرة مهزوزة مستمرا في فرك يديه على ركبتيه

" أمي، منذ بضعة أيام في كل مرة أكل فيها أتذكر طعامك"


أخفض بصره نحو يديه التي شابكهما:

" فهل يُمكنكِ الطهو من أجلي عندما تعودين، لا هذه المرة سأزورك! حتى أتمكن من رؤية المكان الذي تعيشين به "


شهقات مؤلمة بدأت تتمرد من فمه:

" لذا هل يُمكنكِ الطهو من اجلي عندما ازورك؟"  


" أمي..افتقدكِ"


ازداد صوت نحيبه ليرفع يده سريعا يضعها على فمه مُحاولا كتم شهقاته


قهقهات غير واعية تخرج من ثغره بعدما رفع يده يُربت على أيسره بخفة لربما ينتهي هذا الألم الذي يفتك بقلبه.


يتحمل كثيرا ليأتي هذا اليوم ويتجرد من ابتساماته وضحكاته المزيفة


رفع يده يمسح دموعه بعدما انتظمت انفاسه


" يبدو انني افرطت في الشرب هذه المرة!، انتِ تعلمين انني لا احب الشرب على اى حال ولكن ماذا افعل هذا يوم استثنائي...اليوم استلمت قضيتي الأولى في سيول"


هز رأسه متتاليا ينفي بانزعاج طفيف مؤكدا على عدم تورط باقي عائلته بالأمر.


" لا تقلقي سأكون بخير واعدكِ انني لن اسمح لأحد أن يؤذي هيونغ، او جدتي سأعتني بهم"


انخفضت نبرته السعيدة إلى أخرى حزينة بعد صمتٌ دام للحظات. 


" أمي..يون لا يطيق رؤيتي في المنزل، مرت سنوات وهو لازال يكرهني كثيرا "


ضحكات ساخرة تمردت بشكل تلقائي متسائلا:

"أمي، هل تعتقدين انني مُختل؟! " 


لطالما اعتاد أن ينهي هذه الليلة بهذا السؤال كأنه ينتظر أن يظهر أحد ويخبره أنه ليس كذلك.


................

***

مواعيد النشر: الأحد



تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

شاركنا رأيك في هذه التجربة