BlogLabels

القائمة الرئيسية

الصفحات

مائدة الشيطان-الفصل التاسع (محمد بهاء الدين)

 




(((لقراءة الفصول السابقة اضغط هنا)))



توقف كل شيء وهلة من الزمن حينما دوى صوت صفارات الشرطة بالخارج، ومعها تصاعدت الطلقات منذرة

بقتال شوارعٍ قريب.

 

وفي غفلة الجميع، ضاقت عينا كاترين وهي تجذب سلاحها، لكن فدريكو سبقها بطلقته، فوثبت جانبًا

لتفاديها، ثم تعلقت بظهر المقعد الذي يجلس عليه ثائر وسباليتي ودارت حول نفسها بسرعة ورشاقة منقطعي

النظير لتركل ثائر بكل قوتها في وجهه.

 

تصدى الأخير لركلتها براحة يده، ثم قبضت أصابعه على كاحلها وجذبها ليخل توازنها وتسقط بجسدها الثقيل

مهشمةً ألواح مقاعد الكنيسة الخشبية.

 

تصدى لها ثائر ببراعة لكن تشتيتها كان أكثر من كافٍ لسباليتي حتى يُخرج سلاحه من جرابه ويلصقه في

جبهة ثائر.

 

دوى صوت الطلقات أكثر وصار قريبًا للغاية من الكنيسة، بينما تأوهت كاترين لسقطتها، وسرعان ما وثبت

بيديها لتنتصب واقفة.

 

رأت زعيمها لأول مرة يلوح بسلاحه في وجه شخص ما.

 

أفلت فوهة سلاح ثائر من فمه تاركًا عليها بعض الّعاب وهو يقول بتحدٍ:

-أجل أعجبني مذاق البارود وصدأ الحديد أيها الوريث الهجين وكم أتمنى أن أذيقك البعض منه..

 

ثم بصق ما تبقى من لعابٍ حامل لمذاق البارود في فمه وأردف:

-لكنني لستُ من يقتل الأشخاص في دور العبادة.

 

نفض ثائر يده من غبار حذاء كاترين، ثم قال بسخرية:

-هذا قد يقتلك الآن يا أمير الكريستال.

 

هز سباليتي رأسه نفيًا وهو يقول بنبرة خشنة:

-لا لن يفعل، فأنت تُفكر الآن كيف تفر من رجال الشرطة وما الذي أحضرهم إلى هنا، قد تكون الأسبق هنا

في ضغط الزناد لكنك أبدًا لن تنتصر في المعركة.

 

دنى فدريكو من أذن ثائر هامسًا:

-إنه محق، الرجال يقاتلون بالخارج، يجب أن ننسحب الآن.

 

صمت ثائر برهة مفكرًا، ثم قال بلامبالاة:

-لا أهتم، بل سأقتلك الآن أيها المتحذلق.

 

تناهى إلى مسامع ثائر صوت مسدس كاترين الآلي وهو يُعد للإطلاق، فالتفت إليها وقد تذكر ركلتها العاتية

التي لازالت أعصابه ترتعش لقوتها، فأصدر صفيرًا متعجبًا وهو ينحت بعينيه جسدها المفتول ذو وشم الزهرة

الخضراء على كتفها الأيمن والفراشة التي تفرد جناحيها بحجم ظهرها البرونزي العاري.

 

ثم قال موجها حديثه إلى فدريكو:

-أرى الآن كيف سقطت في شرك هذا الوحش الغاشم.

 

ثم مط حاجبيه ورفع يديه مستسلمًا وهو يضيف:

-حسنًا يا أمير الكريستال سأثقب رأسك فيما بعد، أما الآن ستسير خطة نجاتك كما خططتَ لها؛ سأذهب

بعيدًا عن أصفاد الشرطة.

 

أعاد الاثنان سلاحيهما إلى جرابه وربت ثائر على كتف سباليتي أثناء خروجه قائلًا:

-إحذر من مقابلتي ثانية يا أمير الكريستال؛ فلن أتركك تذهب ولو خرجت شياطين الأرض لتمنعني من ذلك.

 

ثم جاوزه مغادرًا الكنيسة من بابها الرئيسي، فقال سباليتي منبهًا:

-ألن تغادر من الباب الخلفي؛ الشرطة بالخارج؟

 

تبسم ثائر بثقة وجنون قائلًا:

-الوريث الهجين لا يغادر من الباب الخلفي ولو كان ملاك الموت ينتظر بالخارج.

 

طرفت عينا سباليتي بشيء من الدهشة والإعجاب الذي زاد كثيرًا عن ذي قبل، في حين توقف ثائر هنية

جوار كاترين هامسًا:

-صديقي العملاق خلفي لازال يردد اسمكِ أثناء نومه، هو أفضل من هذا النحيف بالتأكيد.

 

بأعين باردة بادلته النظرات وحرصت أن يقترب سلاحها للغاية من وجهه متمنية أن تدع طلقاته تنفلت.

 

فجاوزها إلى المخرج متبسمًا، في حين لوح لها فدريكو بيده قائلًا بصوته الجهور:

-أراكِ في الصالة الرياضية.

 

أعادت كاترين سلاحها إلى جرابها، ثم رفعت اصبعها الأوسط بحركة بذيئة، وهي تقول:

-تبًا لك.

 

فأصدر فدريكو ضحكًا صاخبًا وهو يلحق بثائر إلى الخارج، في حين سألت كاترين أمير الكريستال:

-من أين سنخرج؟

 

بسط سباليتي يده ببساطة مجيبًا:

-هؤلاء مجانين لن نفعل مثلهم بالتأكيد، سنخرج من الباب الخلفي، فلتخبرِ الرجال بالانسحاب.

***

في الخارج كان رجال ثائر يحتمون في السيارات والأبنية، يبادلون رجال الشرطة الطلقات، حتى خرج ثائر

من الكنيسة قائلًا بملل:

-يالا الإزعاج.

 

ثم تناول مكبر صوت أحضره فدريكو معه من الكنيسة، وهتف بصوتٍ جهور ساخر:

-أيها الحمقى، أنا رجل مهم في هذه البلاد، مهم للغاية، أريد مقابلة العمدة.

 

لم تتوقف الطلقات، فهتف ثائر بغضبٍ متهكم جعل ضحكات رجاله تعلو:

-فليكلف أحدكم نفسه دقيقة لمكالمته وإخباره أن السيد ثائر مالك ثمرة الجنة يرغب في مقابلته، وإن كنتم

مفلسين فليتقدم رجل منك ليتصل به من هاتفي.

 

ثم تمهل برهة، قبل أن يصيح:

-فلتسرعوا أيها الحمقى.

 

توقفت الطلقات النارية، ومع الهدنة أخرج ثائر لفافة تبغ دسها بين شفتيه في انتظار أن يأته رد.

 

في حين دنى منه فدريكو متسائلًا:

-أتظنه سيقابلك حقًا؟

 

تبسم ثائر مجيبًا بثقة:

-بل إن طلبت مجيئه إلى هنا سيأتي حبوًا.

 

بالفعل تقدم رجل من بين الصفوف، لازال ممسكًا بسلاحه وإن كان القتال قد توقف، صارم الوجه عريض

المنكبين يكاد يصل إلى عرض فدريكو، ذو هيبة وحضور قوي جعل ثائر يقول بخفوت:

-ها قد أتت المشاكل.

 

صار الرجل مقابلًا لثائر وفدريكو، يرتدي سترة زرقاء واقية من الرصاص، نزع خوذته ليتبدى رأسه الحليق

وحاجباه الكثيفان، تفحصه ثائر ثم بادر ثائر بقوله:

-أنت جديد هنا بالتأكيد؛ فقد مات من سبق قبل ذهابي إلى مصر بقليل من الزمن.

 

كان ثائر بارعًا بإرسال التهديدات المبطنة واللهو بالعقول، لكن الشرطي ظل محتفظًا بصرامته وهو يُعرف

بنفسه:

-أريوزولا؛ قائد شرطة نابولي من الأمس.

 

مد له ثائر يده مصافحًا بود وهو يقول بابتسامة بشوشة على وجهه:

-أهلًا بك أريو، الجميع هنا سعيد بالتعامل معك.

 

رمق أريوزولا يد ثائر الممتدة، ثم نظر إلى عينيه بتحدٍ كما يفعل الذكرين من الأسود قبل الدخول في قتالٍ

عاتي للسيطرة على زمرةٍ ما، ثم قال دون أن يبادل ثائر المصافحة:

-أنطونيو كونتي؛ محافظ وعمدة نابولي ينتظرك.

 

سحب ثائر يده الممدودة، ورفعها نُصب عينيه قائلًا بسخرية:

-يدي نظيفة كما تعلم.

 

ثم حدج أريوزولا بنظره دونية متكبرة مضيفًا بنبرة حملت من الوعيد ما ترتعش له الأبدان:

-أم لم تعتد مصافحة علية القوم أيها الضابط؟

 

ولّاه أيوزولا ظهره متجها إلى سيارة الشرطة مجيبًا بنبرته الصارمة:

-المجرمون منهم فقط.

 

طرفت عينا ثائر مرتين، ثم قهقه قائلًا:

-أحببته، هذا الشخص يروق لي.

 

وضع فدريكو يده على كتف ثائر قائلًا:

-سأذهب معك، فلا أأمن عليك من غدر هذا الوغد كونتي.

 

أطبق ثائر على جانبي رأس فدريكو وألصقها بجبهته وهو يهمس بحماس كما يفعل المحاربون في ساحة

القتال:

-لم أعد ذك الطفل من الزقاق ليخدعني هذا الوغد ثانية، لقد كنا في العاشرة حينها، أما الآن فأنا أخطر رجل

في العالم، ستعود رفقة الرجال، ولتعدني أن تمنع مارتينا من اقتراف أي حماقة أثناء غيابي.

 

أمسك فدريكو بمؤخرة رأس صديقه وهو يقول بتوعد:

-أعدك أن تنقلب نابولي جحيمًا إن حدث لك شيء.

 

انتصب ثائر في وقفته وتبسم متجها للحاق بأريوزولا قائلًا:

-بل العالم أجمع يا صديقي.

 

ثم رددها بصوتٍ جهور اهتزت له جدران نابولي:

-العالم أجمع.

***

 

حينما عادت من سفرها لم تنم في فراشها أو على الأريكة، بل افترشت تراب الشاطئ وتوسدت ذئبها الأسود

واحتضنت الآخر رمادي اللون.

 

كان أحمد ودينا يراقبنها من بعيد متغمدين بالخوف والقلق عليها؛ فهي محاطة بذئبين غير مروضين، لا

يعلمان لماذا يتبعنها إلى الآن، ومن أين أتت هذه الدماء التي لطخت وجهها؟

 

فسألت دينا أحمد للمرة المئة:

-أنت متأكد أن مكروهًا لم يصبها؟

 

أحمد بضجر وقد حرق قلقه على ماريا أعصابه:

-أخبرتكِ لا أعلم، أقسم لكِ لا أعلم؛ بمجرد عودتها من الأحراش غادرنا الكونغو عائدين إلى هنا دون أن

تنطق بكلمة، وفي الطائر أصرَّت أن تمكث منفردة رفقة الذئبين.

 

قضمت دينا ظافر إبهامها بقلق ورغبة مُلحة في الذهاب والاطمئنان على ماريا، لكن الخوف يعتريها كلما

تخيلت نفسها قريبة من هذا الذئب الأكثر عتمة من ظلام الليل.

 

بينما على الرمال لعق الذئب الأسود بعض قطرات الماء المالح عن وجه ماريا.

 

فاستيقظت فزعة وقد زارها كابوس الأحراش اللعين مجددًا، لكن دائمًا ما كانت تشعر بالأمان كلما سقط نظرها

على هذين الذئبين.

 

أزاحا أجساد مغتصبيها عنها، وإن كان لم ينجح أحد هؤلاء الأوغاد في ارتكاب خطيئة معها، لكنها شعرت

بارتياح رهيب حينما رأت هذين الذئبين يمزقان جسديهما تمزيقًا.

 

تمنت لو كانا حيين لتراهما يتعذبان ويصرخان ويتم التهامهما أحياءًا.

 

داعبت عنق الذئب الأسود وصولًا لأسفل فمه.

 

ثم لثمت جبينه ونهضت لتغسل وجهها بالماء المالح المنعش.

 

صوت زمجرة متوعدة أيقظت الذئب الآخر وجعلت ماريا تلتفت لتجد دينا تتعثر في الرمال الثقيلة وقد عرقلها

نباح الذئب الأسود، وتضاعف خوفها من استيقاظ الآخر.

 

فتوسطت ماريا الذئبين وملّست على رؤوسهم وداعبت آذانهم ليهدءا، ثم اتجهت إلى دينا وبعينيها هذا الجمود

الخالي من التعابير كأنها تحولت إلى شخص آخر.

 

لم تجد ما تقول لدينا ولم تُرد أن تُجري حديثًا حول الأمر فكوابيسها تكفي لتذكيرها بكل لكمة سكنت في

معدتها وكل ركلة سحقت وجهها، صوت تمزق ملابسها لم يفارق أذنها إلى الآن.

 

وكأن دينا قرأت ما في خلجات ذهنها، قالت مغمضة عينيها برجاء وقد بدا خوفها من الذئاب جليًا:

-لم آتِ إلى هنا سوى لأخبرك أن الطعام بات جاهزًا، لكن يبدو أنني صرتُ الوجبة.

 

جثت ماريا على ركبتيها لتدنو من دينا التي سقطت اثر تعثرها، وقالت بلهجة أكثر نضوجًا وأشد برودًا، ولم

تكن ماريا أبدًا بالشخص المتبلد بارد الحس:

-تعلمين يا دينا أن هذه الذئاب لم تُطعني سوى حينما رأتني أسفك الدماء؟

 

اتسعت عينا دينا بذهول ولم تصدق ما تقوله ماريا، فهتفت بالتياع:

-دماء من، ماذا حدث؟

 

هزت ماريا رأسها مجيبة:

-لا يهم، لقد لعقوا الدماء عن أصابعي وأطرقوا رؤوسهم لي، وهكذا ستخضع جميع الذئاب لي، حتى ذئاب

البشر.

 

ثم تبسمت في هيام وهي تحتضن الذئب الرمادي:

-فلتحضري لنا اللحم النيئ، ولتزيدي من حصة سيرين فلازالت صغيرة.

 

تراجعت دينا برأسها من شدة الشدوه؛ فاسم سيرين يخص والدة ماريا، وإن كانت الذئبة الرمادية هي سيرين،

فالذئب الأسود الضخم هو..

 

أجابت ماريا ما يدور برأسها، قائلة:

-أما ريان فهو يُحب أن يصطاد بنفسه؛ فلن يسمح له كبرياؤه بتناول طعامًا أعده له شخص آخر، فلتُحضري

له تيسًا حيًا.

 

نهضت دينا وقد تراجعت عدة خطوات للخلف، فهذه الفتاة لم تعد تمت لماريا البريئة الساذجة بصلة، بل هي

الآن مروضة الضرواي دون أن تقضي يومًا واحدًا في التمرن على ذلك، لقد كانت وحشًا كاسرًا من البداية؛

تحمل جينات ريان أخطر رجال الأرض وسيرين زوجة الشيطان التي لن ترى للجنة بابًا.

 

في حين جلست ماريا تراقب ذئابها وهما يركضان بطول الشاطئ، يتواثبان فوق بعضهم ويتناحران بين الفنية

والأخرى؛ فهم مفترسات برية في نهاية المطاف.

 

في حين جلست هي هذه الجلسة التي كان يتخذها والدها في آخر أيامه؛ المقعد الخشبي المغروز في الرمال

المبتلة، بينما عيناه تمسح الآفاق لتسبح في عوالم ونجوم وبحار لتعبر إلى الجانب الآخر من الأرض.

 

ظلت في هذا الوضع دقائق وربما ساعات، لم تشعر بألسنة الذئاب وهي تلعق أصابعها ولا صيدهم للأسماك

ومساس الرزاز المالح لوجهها.

 

حتى أتت دينا من بعيد تنادي على ماريا، فالتفتت ماريا لتجد أحمد يجر عنزة سمينة، بينما تحمل دينا قطعاً

غزيرة من اللحم وضعته أرضًا ثم بادرت بالفرار.

 

فما كانت إلا ثوان حتى انقض ريان على الماعز بعنف وقضم رقبتها بقوة وهو يأرجحها يمينًا ويسارًا ليفصل

الرأس عن البدن.

 

في حين كانت سيرين أكثر هدوءًا وهي تتناول قطع اللحم.

 

سارع أحمد بالفرار لولا أن ماريا أوقفته قائلة:

-أشكركم على اعتنائكم بي إلى الآن، أعدكم أن أرد ديني هذا يومًا ما.

 

اتسعت عينا أحمد بعدم تصديق ونسى خوفه من الذئب الأسود وسألها بجفول:

-أتطلبين منّا المغادرة؟

 

أشاحت ماريا بوجهها بعيدًا وعادت إلى مقعدها معلنة نهاية الحديث؛ فالذئاب تفصل بينها وبين أحمد ولن

يستطيع أن يقرب منها قيد أنملة.

 

في حين تهتك قلب الأخير، واغرورقت عيناه بالدمع وهو يرى ربيبته تبتعد عنه ولا يُمكنه اللحاق بها؛ فلم تكن

ماريا أبدًا مجرد مالكة لثمرة الجنة بالنسبة له أو ابنة صديقه العزيز، بل كانت ابنته التي كرّس عشرين عاما

من حياته لرعايتها.

 

لم يكن يمانع الذهاب فلديه منزله النفيس وثروته الطائلة، لكن رحيله بهذه الطريقة هو ما مزق أوتاره وسفك

دماء قلبه، فوضع راحته على فؤاده الجريح وهم بالرحيل ليُنبئ دينا بالخبر.

 

في الداخل، كانت الكلمات أقصى من أن تتحملها دينا فلم تستطع مواجهة ماريا، ليس لخوفها من الذئاب، بل

لأنها كانت على ثقة أن هذا اليوم سيأتي حتمًا، لهذا أشارت على نفسها بالمبادرة بالذهاب، لكنها لم تستطع

أبدًا ترك ماريا التي حملتها منذ كانت طفلة إلى أن تخرجت من الجامعة، في النهاية أتت الطعنة القاسية من

ماريا دون أن تُنبئها حتى بالخبر، بل أرسلته مع أحمد.

 

بحلول الليل كانت الفيلا فسيحة جدًا بالنسبة لماريا، فرأتها لأول مرة كما كان يراها أباها؛ فارغة من كل شيء

وما أجمل هذا الفراغ إن كنت شخص معبأ بوسواس الانتقام وتلعن الحديث مع الآخرين.

 

أخرجت صور والدها القليلة جدًا فلم يكن من هواة جمع اللقطات، وعلّقتها في أركان المنزل حتى تراه دائمًا

على مقربة منها.

***


مواعيد النشر: السبت

(((لقراءة الفصل العاشر إضغط هنا)))


تعليقات