(((لقراءة الفصل السابقة اضغط هنا)))
غادر يونغي برفقة سوبين إلى مقدمة المنزل الذي تحول إلى بقايا متفحمة
بعد الانفجار الذي حدث. بحثوا في الأرجاء عن جثة الشاهد لكنهم لم يجدوا شيء.
تنهد
المحامي مين بحنق؛ هذا أخر شيء كان يريده، هرب المشتبه الأول في القضية الذي كان
من المفترض أنه سيقبض عليه لكن ليس الآن.
توصل
إلى مكانه وتركه حرًا هذه المدة كي يُثبت عليه مقابلاته مع كيم راين والحصول منه
على رشوة بعدما زور شهادته التي تتعلق بقضية جونكوك.
فرجت
سوبين بين شفتيها تنطق بتوتر بينما أصابعها تشابكت ببعضها خوفًا من ردة فعل يونغي
وصمته الذي طال لا يبشر بأي خير، تعلم أنها أخطئت عندما اتخذت هذه الخطوة المتهورة
بدون اخباره بالتفاصيل وهنا تجردت من خوفها لتسأله بإستنكار:
"
كيف عرفت مكاني؟ أنا لا أتذكر أنني أخبرتك بمكان تواجدي، هل تتعقبني؟"
برزت
عروق وجه يونغي مع ضغطه المتزايد على قبضة يده وعينيه التي تبث جحيمها بنظراته
المرعبة، زفر الهواء واستدار تجاه سوبين التي تراجعت خطوتين للوراء خائفة من ملامح
وجهه الحادة والتي لم تعاهدها من قبل.
ابتلعت
ريقها بتوتر تبعد نظرها عنه بتردد تتمنى ألا يرسلها إلى الجحيم الآن لتنطق مرة
واحدة:
"
محامي يونغي لم أتوقع أن هذا سيحدث أقسم كنت فقط أريد التحدث لكنه رفض رؤيتي
ولطالما تهرب مني؛ تسللت لمنزله للحصول على معلومات تُفيدنا في القضية، لا أعلم
كيف حدث هذا أنا أعتذر"
قاطعها
يونغي منفعلًا:
بسببك
فقدت المشتبه الأول بقضيتي، بسببكِ كلما حاولت التقدم والقبض على هؤلاء الأوغاد
تظهرين لتدمري كل خططي بحق الجحيم أنا لا أريد قتلك لكنك تجعليني أرغب بهذا حد
اللعنة بسبب غباءك وتهورك هرب هذا اللعين! لماذا لا تتوقفين عن التدخل بشؤوني؟
"
"
أنت لديك أسبابك وأنا كذلك؛ توقف عن دفعي، توقف عن التحدث معي بهذا اللئم فأنا
أحاول مساعدتك هنا ولكنك لا ترى هذا!!"
أوقفها
يونغي سريعًا:
"
أنا لا أريد منكِ أي مساعدة لِما لا تفهمين؟ أفضل مساعدة هي بقاءك بعيدًا عن هذه
القضية لأنني لا أعرف الحدود، سأتمادى وسأقتل هل ستتحملين هذا؟ صدقيني ما يساعدني
هو رؤية الدماء"
قهقهت
سوبين بسخرية بعدما عقدت يدها امام صدرها:
"
هل تفعل كل هذا من أجل جونكوك؟ صدقني تتصرف كما لو أن الأمر يخصك"
تقدم
يونغي تجاهها يمحي المسافة بينهما:
"
الأمر يخصني ومنذ وقت طويل؛ توقفي قبل أن تسوء الامور أكثر من هذا صدقيني أنا لا
أريد جعل جدتي تحزن على ابنة صديقتها المقربة"
للمرة
التي لا تتذكرها سوبين أمسكت يد يونغي تمنعه من المغادرة بعدما استدار، أخفضت
رأسها بتعب وكأن هموم العالم تثقل كاحلها بسبب رفضه لمساعدتها.
تمسكت
به مجددًا تتمنى بداخلها أن يوافق هذه المرة وبأخر قواها التي تملكها فجسدها بدأ
يخور تعبًا ولكن من يأبه هي تصارع للبقاء في كامل وعيها والمماطلة في هذه اللعبة
الخاسرة.
نفض
يونغي يدها بعنف لكنها تشبثت به أكثر بكلتا يديها إلى أن استدار تجاهها صائحًا
بأعلى صوته عن سبب تمسكها به.
"
رجاءً ساعدني لن أزعجك، لن أدمر ما تفعله فقط دعنا نكون شركاء في هذه القضية وأعدك
إذا انتهينا واردت قتلي تفضل لن أمنعك لكن توقف عن دفعي بهذه الطريقة فأنا
لم أفعل شيء أستحق عليه هذه الكره. رجاءً هذه المرة أقبل بي شريكتك وسأفعل ما
تريده"
اخفضت
رأسها بتعب مع تلاشي صوتها المستمر بالترجي طلبًا للمساعدة، تذللت كثيرًا لكنها
تقبلت بصدر رحب تقبلت هذه الحياة الظالمة من قبل ولازالت تفعل هذا.
لبرهة
من الزمن اجتاح يونغي شيء غريب هذه المشاعر راودته لأول مرة فهو حقا حزين على
هيئتها الرثة وتمسكها بهذا الانتقام الذي سيكلفها الكثير.
فقدت
سوبين توازنها ليسرع الآخر في سحب جسدها واسناده ضد خاصته قائلًا بهدوء:
"هل
انتِ بخير؟"
تعجبت
سوبين منه هو حقا غريب كأنه يعاني من انفصام؛ أحيانا يعتني بها ويظهر قدر عالي من
الاهتمام واحيانا يتحول لشخص وضيع لا يهمه سوى ما يريده. شخصيته المعقدة والتي
فشلت في تحليلها تجعلها تتمنى معرفة المزيد عنه وأي حقيقة تنتمي له.
أصبحت
رأيتها ضبابية بسبب الإصابة التي تلقتها في وقت سابق. رفعت يدها تضعها على مؤخرة
رأسها ببطيء لينتبه لها يونغي سريعا.
أبعد
يدها ووضع خاصته، أبعد يده ووضعها أمام عينيه لتتضح الدماء التي لطختها. مرت لحظات
قبل حمله سوبين بين ذراعيه ووضعها في السيارة.
بدأ
يقود وعينه على الطريق تارة وعلى سوبين التي غفت في نوم عميق سامحة لنفسها بالهرب
من هذا الموقف لكنها لم تسمع إجابته.
اخذها
لمنزله ووضعها في غرفته ينتظر قدوم الطبيب لمعالجتها بعدما رفض فكرة ذهابها إلى
المشفى لعدم التعرض للإجراءات القانونية وتدخل الشرطة.
وصل
الطبيب بعد نصف ساعة وبدا يفحص سوبين مع مراقبة يونغي له إلى أن انتهى من تضميد
جروحها واعطاؤها بعض المسكنات لتخفيف ألم رأسها فالضربة لم تكن بالأمر الهين.
بدأ
الطبيب يتحدث مع يونغي بغير رسمية ليتضح أنه أحد رجال عصابة خاله وصديقه الذي داوي
الكثير من جروحه
تحدث
يان مستفزا يونغي الذي نزع قميصه ليصبح عاري الصدر بعدما جلس امامه لمداوة جرح
معدته وتخييطه
"
هل هي حبيبتك؟ "
"
لا تهذي وانتهي سريعا"
خيم
الصمت للحظات ثم عاد يان للتحدث
"
هي جميلة أعتقد أنكما ستليقان ببعضكما"
تجاهله
يونغي وممر نظره على سوبين النائمة براحة في فراشه يفكر إذ كان حقًا يجب قبول
إشراكه معه لكن كيف وهو لا يثق في أحد.
بحث
في خلفيتها وخلفية عائلتها لكنه لم يجد شيء مجرد فتاة طائشة فقدت كامل عائلتها
لتصبح بهذا الجنان تتصرف كما لو أنها لن تموت.
لا
يعلم حقيقة رفضه لها بهذا الشكل القاطع هل الامر ثقة فقط أم أنه لا يريدها أن
تتقرب منه وتعلم حقيقته المدفونة غير كونه الرجل الذي لا يرى سوى الأحمر.
ليس
مستعدًا ولن يكون لكشف الحقيقة التي دثرها عميقاً منذ قدومه لهذا المكان وتورطه
بهذه القضية متناسيًا حقيقة دفاعه عن فتى السابعة عشر الذي تدمرت حياته بسبب
انتقام.
أفاق
يونغي من شروه عندما استمر يان في مناداته:
"
لقد انتهيت، يجب أن أعود إلى بوسان الآن ولا تنسى أن تعطيها أدويتها بعد تناولها
الطعام"
اكتفى
المعنى بالحديث بإصدار همهمة ثم ساعد صديقه بالمغادرة بعدما ودعه وأرسل تحياته
لخاله الذي اشتاق له ويرغب بعودته للزيارة.
ألقى
يونغي نظرة على سوبين ثم سحب نفسه للأسفل وخاصة مطبخ منزله لتحضير الطعام، وجد
السلام الداخلي بتعلمه هذه الهواية بالرغم من عدم تناوله الكثير لكن هذا شيء
أعجبه.
مرت
ساعتين دون أن يشعر بالوقت لكن ما انتبه له هو دخول سوبين والوقوف امامه راسمة
ابتسامة صغيرة زينت ثغرها:
"
أعلم أنني تأخرت لكن شكرًا لأنك أنقذتني بالإضافة إحضاري إلى منزلك ومعالجتي أنا
ممتنة لكل ما فعلته وأعتذر إذا كنت مصدر إزعاج لك، أتمنى أن تتحملني."
بملامح
جامدة همهم يونغي وأخبرها أن تخرج وتجلس لحين انتهائه وإحضار الطعام.
فعلت
الأخرى كما طلب لكن المتخلف أنها ظلت تلعنه داخليًا بسبب وقاحته فهي كانت تتوقع
ردًا طبيعيا متناسية أن المحامي مين يختلف كثيرًا عن كونه طبيعي.
لم
يطل انتظاره فلقد وضع يونغي الطعام أمامها وأخبرها أن تتناول. تفاجئت سوبين عندما
لم ترى أطباقه لتحمحم قبل أن تتحدث:
"
ألن تأكل؟"
هز
رأسه نافيًا مكتفيا بشرب النبيذ الذي وضعه لها يناظرها بثبات.
أرادت
سوبين تلطيف الأجواء بإلقاء دعابة:
"انت
لن تقتلني بوضعك سم في هذا الطعام صحيح؟"
قلب
يونغي كأس النبيذ بين يديه قبل رفعه لكتفه بلا مبالاة يخبرها بكل برود أنه ربما
فعل.
سبته
سوبين في سرها ثم رسمت ابتسامة مزيفة بلهاء:
"
أعلم أنك تمزح لكن صدقني يجب أن تعمل على خفة دمك محامي مين فهذا ليس لطيفا"
شرعت
تتناول الطعام في صمت مصدرة بعض الهمهمات المستمتعة لكنها شعرت بالحرج من نظرات
يونغي الثاقبة لها لذلك انتهت سريعا ونهضت تلملم الاطباق.
وضعت
الأطباق في أماكنهم بعدما انتهت من تنظيفهم ثم خرجت لصالة المنزل تقابل يونغي الذي
يقف في المنتصف عاقدا يده أمام صدره.
قبل
أن تنطق بحرف قاطعها يونغي بهدوء:
"
أريد معرفة السبب الحقيقي لتورطك بهذه القضية أيضا جميع المعلومات التي تمتلكينها
أريدها"
تعجبت
سوبين من كلامه لتتساءل جاهلة عن سبب طلبه المفاجئ.
"
يجب أن أعلم أنك تستطيع أين وصلت شريكتي بالتحقيق أم انكِ لا تريدين هذا؟ "
صُدمت
سوبين عندما سمعت هذا اللقب لتفقد النطق لثواني معدودة تسرح في عالم أخر غير
مستوعبة.
استدار
يونغي للصعود لغرفته عندما لاحظ صمتها لكن الاخرى اسرعت بالوقوف امامه تنطق بسعادة
مليئة بالحماس كمن اشرق وجهه في لياليه العاتمة.
"
هل تقصد انني شريكتك الآن؟! أنت لا تمازحني صحيح!"
"
أجل "
***
عن فرحتي اتحدث لما اخيرا يونغي وافق😭😭🫶🫶🫶🫶🫶
ردحذف