BlogLabels

القائمة الرئيسية

الصفحات





(((لقراءة الفصول السابقة اضغط هنا)))


(لقاء صدفة)

 

كن ما أثار دهشتها وأثار التساؤلات في عقلها، كيف دلف التجار إلى المكان دون وضع حراسة؟ كيف لهم أن يأمنوا تلك البضاعة دون أن يخافوا أن يسرقها أحدهم؟

 

اقتربت أكثر لتطالع الناس من الشق الرفيع في الحائط، يقفون بحركات مستقيمة بصف واحد، ينحنون بنفس الوقت ويجلسون أيضا، كأن أحدهم يملي عليهم ما يجب فعله، منسجمين كرجل واحد.

 

أثار ذلك فضولهما بشكل أكبر، أرادت أن تدلف من الباب، سحبتها أسيل من يدها وهي تقول باستغراب:

 

_ماذا تفعلين يا سيدتي سيكتشفون أمرنا؟ ألا ترين أنهم جميعا رجال ولا نساء بينهم، كيف سيكون شكلنا بينهم؟ سنكون كنقطة سوداء في البياض اللامتناهي.

 

فضولها كينابيع متدفقة لا تنضب، تراجعت دون أن ترويه من بحار المعرفة فهي تريد أن تعرف ماذا يحصل في الداخل؟ 

 

خرج  الناس من داخل المبنى  بعدما تراجعت أسيل وسيدتها عن الأنظار بسرعة خاطفة كسرعة البرق، وقفتا خلف الزاوية الخارجية.

 

مرت الساعات بسرعة دون أن يعرفا الكثير، الناس هنا تحب الملك وتبجله وهذا بخلاف توقعاتها! فالناس خارج المملكة  تتحدث عن جبروته وظلمه، تصورته كوهندار كوحش مفترس ليس من البشر.

 

الشمس تراجعت في الأفق البعيد معلنة أنها ستغادر أرضها، يجب عليهما العودة قبل أن يعود البحار ويقعان في المشكلات من جديد.

 

وصلتا إلى الميناء لتنتظراه ولكنه تأخر، كانت كوهندار تفرك يديها بتوتر واضح، ففي المرة الماضية احتجزت هنا إلى أن جاء خطيبها وأخذها ووعدته ألا تعود إلى هذه الأرض، لكنها مشاكسة وفضولية تريد دائما أن تعرف المزيد.

 

أثار ذلك فضول أحد الشباب الذي كان يقف بالقرب من المكان، بدأ يتفحصهما بريبة واضحة، نساء أرضهم لا يغادرون البحر وحدهم، علم من خلال فطنته أنهما ليستا من نساء أرض الزبير، تقدم إليهما ولحق به صديقه.

 

سألهما إن كانا يحتاجان مساعدة ما؟ دون أن يحصل على رد أكمل حديثه وهو يحرك يديه ورأسه يمين ويسار حيران.  

 

_يا له من ملك فاشل! كيف يسمح للنساء من رعيته بالخروج وحدهم؟

 

قال ذلك متعمدا، يريد أن يرى ما تخبآن في جعبتهما من أسرار.

 

جذب ذلك الحديث كوهندار التي اقتربت منه أكثر، فهي تريد أن تعرف المزيد عن ذلك الملك ووقتها لم يسمح لها، استرقت السمع لكلماته باهتمام واضح بدا ذلك من نظراتها.

 

_ أرى أن نهايته قريبة، سيحكم البلاد وزير الجيش الرحيم فكل الرعية تحبه، ما رأيك أنت؟

 

أفرغت كوهندار ما في جعبتها بحدة واضحة ثم أضافت:   

 

_أرى أنه شخصية شريرة، كيف له أن يرجم زوجته السابقة بالحجارة حتى الموت عندما رآها مع أحد رجاله؟ يا له من ظالم!

 

شحب وجهها واستحال للون الأصفر القاتم عندما سألها ذلك الفتى؟

 

_ ألا تخافين أن يسمع حديثك هذا، ويصنع بك ما صنعه مع زوجته؟ 

 

_نحن في أخر البلاد، بالقرب من البحر وكيف له أن يسمع ما أقوله؟!

 

وأسرعت خطاها هاربة مع قدوم البحار ليأخذهما، وعيون الشاب وصديقه تلاحقهما بريبة واضحة وفضول أكبر و تساؤلات جمة.

 

فبثيابه الرثة، وسرواله المهترئ، وقميصه الممزق، واضع على رأسه قبعة من القش، وعلى وجهه التراب والغبار؛  ينزل ذلك الشاب إلى المدينة ليتفقدها بملابسه التنكرية تلك، وإلى جانبه صديقه ويده اليمنى والحافظ لأسرار المملكة جميعها ماهر، بملابس تشبه التي يرتديها هو.

 

تكلم من بين أسنانه التي تنم عن عصبيته، فمجرد ذكر زوجته السابقة تعصف رياح الغضب والكره في نفسه، ما زال يركز نظره على تلك الفتاة التي شعر أنه يعرفها من قبل.  

 

_في الغد ستحضر لي ذلك البحار، لنعرف القصة منه.

 

حط القارب على أرض مملكتها وتنفست الصعداء، فالآن شعرت بالأمان التي افتقدته في تلك الأرض، دلفت بسرعة على الحجارة الممزوجة بالرمل، أمامهما بضع من الساعة لتصل إلى المنزل قبل أن يكتشف أحد خروجها.

 

خلعت ملابسها ليظهر فستانها الطويل المسدول بأكمام ضيقة وحزام مطرز بألوان مختلفة، وضعت القبعة المتصلة بالفستان لتخفي شعرها الطويل الناعم، وبعض من ملامحها كيلا يتعرف عليها أحدهم وينقل الأخبار للمملكة.

 

محاربة قوية تستخدم جميع أنواع الأسلحة، تلقت تدريباتها منذ نعومة أظفارها، تهيئت لتكون ملكة متينه تدافع عن أرضها وشعبها، جسورة في اقتحام المخاطر، لكنها تشعر أنها تتجرد من صفاتها في أرض الزبير وعند ذكر اسمه.

 

لعل ذلك يعود إلى الأحاديث الكثيرة التي تشاع عنه، قد تكون حقيقة وقد تكون خيال، لذلك أرادت أن تعرف أسراره عن قرب، لتعرف من ستواجه في القريب العاجل، من المؤكد أنه سيدلف إلى مملكتهم؛ فطموحاته لا تتوقف وكل الممالك المحيطة بمملكتها تقع تحت قبضة حكمه.

 

فتحت الباب الخلفي للقصر ودخلت من باب المطبخ، تفاجأت بوالدتها أمامها وهي تقول: 

 

_أين كنتي؟

 

فتحت فاهها لتجيب بسرعة، لكن أمها أردفت قائلة: 

 

_عليك ألا تكذبين! فأنت اليوم لم تحضري دروسك.

 

_خرجنا نمشي أنا وأسيل وأخذنا الوقت، أشعر أنني مريضة ولم أستطيع أن أحضر دروسي اليوم.

 

لم تصدق والدتها قولها، وخاصة عندما رأت ملابسها المبللة من الأسفل وأثار الرمال عليها.

 

هربت من نظرات والدتها المستهجنة لأفعال ابنتها، لم تتصرف هكذا من قبل، فقد مرت السنوات العديدة وهي تتلقى التعليم والتدرب على الأسلحة دون مشكلات تظهر ودون أن تفوت درس واحد.

 

كانت دائما الفتاة المهذبة الطائعة والخلوقة، إلى أن ذاع سيط الملك الزبير والدين الذي يدعوا إليه، منذ ذلك الوقت أخذت تتساءل كثيرًا عن تعبدهم  للقمر.

 

كل يوم تأتي بسؤال جديد للأب الروحي الذي يعلمها تعاليم دينها، يجيبها ولكنه يشعر أنها لا تقتنع بإجاباته، فهي تريد دلائل واضحة لتقتنع ولا يشبع فضولها التكهنات والافتراضات. 

 

وأصبح الزبير ومملكته شغلها الشاغل، فقد تمكن من اقتحام الممالك المحيطة بهم، لكن مملكتهم بعيدة عن أرضه وسيخوض البحر ليتمكن من الوصول إليها.

 

تخاف والدتها أن تنحرف كوهندار عن الطريق الذي رسمه والدها لها، ستكون ملكة البلاد ووريثة العرش، فأخاها ما زال صغير على توكيل المهام إليه، والأمير وزوجته لم يخرجا من الدنيا إلا بطفلين.

 

ستلاحق تصرفاتها أكثر، وتوكل شخص ما يراقب تحركاتها جميعها وينقلها لها، إلى أن يعود والدها من رحلته الجبلية، التي تكون كل شهر في نفس الموعد، يغيب خمسة عشر يوم ويعود متجدد الطاقة والإيمان.

 

أما في مملكة الزبير؛

 

ضوضاء المملكة في صباحٍ تتلبد سماءه بالغيوم لتظهر الشمس خجلة من خلفها، أسراب الطيور الرمادية التي تحط بفناء القصر تأكل بقايا فتات الطعام؛ إنها طيوره المفضلة التي تتخذ من كتفه العريض مكانها المخصص.

 

طبعت قبلة الصباح على جبهة الحصن الجليل، لتلونه بألوانها الذهبية الخافتة فيتورد بألوان الخجل والشتاء معا.

 

صامد كصمود حصنه المرتفع وسط الجبل، البراكين التي تشتعل في داخله يترجمها وجهه على شكل تجاعيد خفيفة ترسم ملامحه القاسية، أضافت تلك الفتاة هم آخر إلى همومه الكثيرة، ما جعل النوم يهرب من جفونه مجددا.

 

يشعر أنه يعرفها، أنه قابلها وتكلم معها، إنها قريبة منه ومن قلبه، لهجتها الناقمة على الملك أشاطت قلبه غضبا، من أين لها أن تعرف حادثة زوجته السابقة؟ من تلك الفتاة وإلى أين ذهبت؟ من المستحيل أن تكون من سكان أرضه! 

 

العيون التي تراقب له المملكة كثيرة، يعرف ما يدور في أزقتها الضيقة قبل المتسعة، يعرف كل شاردة وواردة، لا يترك البلاد دون عيون وأذان خفية ليعرف هموم الشعب ومشكلاتهم ويحلها دون أن يعرف الناس أنه من يفعل ذلك.

 

دلف ماهر من الخارج، وهو يقول: مر ثلاثة أيام لم يحضر بها يا سيدي، حتى أنه لم يحضر المستلزمات من أرض القمر، نحن نحتاج ذلك الطعام أكثر من حاجتنا له، أخشى أن مكروه قد أصابه ليست من عاداته أن يطيل غيابه كل تلك المدة.

 

وضع ماهر الحراس بشكل مخفي عند الميناء ليترقبوا حركته، ما أن يحط على أرض المملكة حتى يعطوه الخبر اليقين ليحضره إلى الملك بالسرعة القصوى.

 

البحار العظيم الذي خاض رحلات طويلة وبعيدة في عرض البحر، كان يملك سفينة كبيرة ابتلعها البحر في عاصفة هوجاء.

 

وصل على دف من الخشب إلى أرض الزبير، استقبله برحابة صدر، داوى جراحه العميقة دون أن يسأله من هو وماذا حصل معه؟ 

 

رأى معاملته الطيبة وقلبه الواسع بعكس ما كان الناس ينشرونه عنه، أحب الإسلام لأنه دين ذلك الملك العادل، تعلم تعاليمه كاملة لكنه لم يشهر إسلامه على الملأ بل احتفظ به لنفسه كيلا يعرض نفسه للخطر.

 

أما في مكان آخر؛

 

عربة يجرها أربع من العنود، بقرون طويلة وملتفة إلى الأعلى، حوافرها متعرجة وقوية قادرة على تسلق الجبل الشاهق، فهي عربة مدورة الشكل تشبه اليقطينة يدلف بها الأمير بموكبه العظيم تجره إلى أعلى جبل من أرض القمر.

 

يحمل ما لذ وطاب من الفاكهة والخضروات والماشية، كل خيرات الأرض تتقدم قربان للآلهة، خاصة الفاكهة التي تشتهر بها أرضهم.

 

محددة الأطراف، بيضوية الشكل بحجم قبضة اليد بحراشف ظاهرة ملتوية تحدد جوانبها، متدرجة بين اللونين الأصفر الهادئ والأحمر القانت من الخارج أما من الداخل فلونها أبيض ببذور سوداء إنها فاكهة التنين. 

 

جدتها كانت تحكي لها قصة التنين الذي سكن أرضهم، دافع عن شعبهم فقد كان خادم مخلص لآلهة  القمر، أحبه سكان الأرض جميعهم.

 

إلى أن جاءت آلهة  الشمس المعادية لآلهة  القمر وخلال حروبهما الطاحنة، قامت بقتله غدرا وانتقاما من الآلهة ، روت دمائه العطرة أرض القمر، لم يكن يؤذي أحد إنما كان صديق الجميع، نبتت مكان دمائه فاكهة التنين كرمز لبقائه في الخلود.

 

مذاقها بين الحموضة المستحبة والحلاوة الخفيفة، بذورها الصغيرة السوداء لها مذاق مميز يشبه العسل الممزوج بالحليب.

 

وقفوا أمام باب القصر منتظرين عودة والد كوهندار، يسافر خمسة عشر يوما ويعود خمسة عشر يوم،

يحمل  ما لذ وطاب ويعود بأيدي خالية الوفاض.

 

حطت العنود رحالها أمام كوهندار تنظر إليها بعينيها الواسعتين، اقتربت تتحسس رقبتها برفق تشعر أنها تتصل بروحها فقد ولدت تلك الغزلان بعد موعد ولادتها بخمس سنوات في نفس اليوم.

 

تتذكر جيدا عندما كانت السماء تهطل بمياهها السخية من كل صوب، والرياح تصفر ألحانها الصارخة المزمجرة، كانت عاصفة هوجاء مستعرة، سمعوا جميعا قرع مهيب أمام الباب كنداء استغاثة، عندما دلف الحراس وجدوا المها تلد.

 

ولدت أربعة من الصغار بحادثة فريدة من نوعها إن الغزال تلد ظبي واحد، أما المها كانت مباركة كأرضهم الطاهرة فقد ولدت أربعة من الغزلان الصغار، كل واحد مختلف عن الآخر.

 

حملت أحدهم بيديها الصغيرتين كان صغير لا يقوى على الحراك، الآن هو أمامها شب عوده وأصبحت قرونه ملتفة واكتسى اللحم المكتنز جسده، ملون باللونين الأبيض الشاحب والبني الصاخب مزيج من والديه.

 

نظر والدها حيث تقف كوهندار، رسم ضحكة واسعة على شفتيه، تلألأت عينيه بتوهج عندما رآها، وضع يديه وراء ظهرها وضمها برفق، قبل رأسها ثم وضعها على جانبه الأيمن كما يفعل دائما.

 

إنه أمير أرض القمر القائد العظيم والفارس المغوار،

لكنه أمامها والدها الحنون، يرى بعينيها الكون بوسعه الساحق، أرادها قوية وبطلة محاربة، كانت عند حسن ظنه دائما، كيده اليمنى لا يمكنه الاستغناء عنها أبدا.

 

يتذكر يوم ولادتها جيدا، عندما حملها لأول مرة صغيرة بحجم الكف لم تتوقف عن البكاء، أمسك يديها كانتا كبراعم تخاف وقوعها.

 

سكنت بين يديه كأنها تعلم أنه والدها مركز قوتها، لونت حياته السوداء الداكنة بألوان الحياة الزاهية عند قدومها، أصبحت لحياته معنى بعد أن كانت شفافة بلا لون.

 

لم يكن استقباله حماسي لوالدتها، هربت الضحكة من شفتيه وهو يناظرها، لا تعرف ما الأسرار التي بينهما لكنك تشعر أن عيونهما تتحدث وهي تصدر الشرار الأحمر الغاضب!

 

لم تستطع كوهندار وأخاها خان أن يصلحا علاقتهما بحضورهما الرحب إلى الحياة، كانا دائما متنافران كما القطبان السالب والموجب؛ لعلها عقدة الزواج  بالإجبار!.

 

دلف إلى قصره كما دلفت الحياة مجددا لها، تحب والدها لأبعد نقطة في قلبها، تحب والدتها أيضا بنفس الدرجة، كانت وما زالت تتمنى أن يكونا على وفاق دائم، فإذا كان والدها قلبها فوالدتها عقلها، كيف للإنسان أن يعيش بأحدهما دون  الآخر؟!

 

عند الملك الزبير؛

 

استأذنه ماهر بالدخول إلى مجلسه ودلف من ورائه البحار محمود، ألقى السلام على الأمير، اشتاق له كثيرا لا يحظى برؤيته دائما، مر وقت طويل منذ أخر مرة رآه بها.

 

مقعد بسيط مرتفع عن الأرض قليلا، مطرز بخيوط ذهبية لامعة، يتماها مجلسه الأخضر مع عينيه، تلمع بلمعة ذهبية خفيفة مع أشعة الشمس الخفيفة الدافئة التي تدلف أمامه من النافذة بأعلى الحائط.

 

وقف ليسلم عليه وأخذه في أحضانه باشتياق، كان شديد على الأعداء رحيم مع شعبه وكيف إن كان شخص كالبحار محمود! فهو بمثابة والده الذي افتقده وهو صغير بأحد معاركه.

 

ضمه بقوة إلى صدره وتكلم من بين أسنانه التي تنم كم هو محب وكم هو غاضب!

 

_أين هذه الغيبة أيها العم محمود مر وقت طويل ولم نراك؟

 

علم البحار أنه أخطأ بشيء ما؛ فالأمير لا يرسل في طلبه إلا إذا كان هناك خطب جلل، تساءل في نفسه ترى هل علم بأمر الأميرة كوهندار؟

إن سؤاله ملغوم يحمل تفسيرات جمة، هناك مصيبة تلوح في الأفق القريب، هذا ما قرأه بالوجوه من حوله!

 

_أعرف أن البلاد تحتاج أن أدلف إليها كل يوم لكن مركبي الصغير تعرض للضرر في المرة السابقة، أردت أن أصلحه، خشيت الرياح القادمة فنحن ببداية الشتاء العواصف لا تنتهي. 

 

_ترى هل تضرر مركبك لأنك حملت عليه الأغراب إلى بلادنا؟!

 

كان ينظر إليه نظرة تحدي ووعيد، بمعنى أنني أعلم الظاهر والمكنون، لو فعلها أحد غيره لكان الآن في عداد الأموات.

لكن للبحار محمود مكانة خاصة في قلبه؛ فهو يذكره بوالده، لذلك أراد أن يسأله ليعرف القصة منه دون أن يقدم على خطوة متهورة يندم عليها فيما بعد.

 

فتح عينيه على وسعهما عندما تحدث البحار بصوته الخشن مع بحته الخفيفة؛ فأثار السنين تظهر في صوته.

 

_إن أخبرتك هل ستصدقني يا سيدي؟

_لم أعهد منك الكذب حتى لا أصدقك، أفرغ  ما في جعبتك يا عم فكلي أذان صاغية.

 

_ إنها الأميرة ووريثة العرش كوهندار، دلفت في قاربي متخفية بإسدالها الأسود كيلا أعرفها، اعتقدت أنها أحد بنات التجار وتأتي بقصد الاستكشاف والاستجمام كما أخبرتني.

لم أعلم أنها الأميرة إلا عند عودتنا عندما خلعت ذلك الغطاء عن رأسها، اطلب عفوك ومغفرتك أيها الزبير!


***

مواعيد النشر: الجمعة



تعليقات