(((لقراءة الفصول السابقة اضغط هنا)))
"أحلام اليقظة"
انتابت مريم حالة هستيرية حينما سمعت صوت جهاز
التنفس يتوقف مُصدرًا رنين مثير للأعصاب، أسندتها يمنى لتقع على أقرب مقعد بجوارها.
بينما اقترب الجميع من غرفة شهد. وحده مصطفى الذي
طالع أحد الممرضين يسأله في قلق:
-ماذا يحدث؟ أخبرني من فضلك.
نظر عمرو إلى والد مريم ثم نقل بصره إلى الممرض
الذي تخطاهم جراء سرعته، لكنه توقف لحظة حين انتبه
إلى سؤال مصطفى، فقال:
-توقف مفاجئ لضربات القلب، سنفعل اللازم.
قالها واستكمل طريقه مسرعًا.
احتضنت يمنى صديقتها لتُخفي وجهها بعيدًا عن
الواقع المرير، كأنها تمنع حدوثه.
تجمد الموقف للحظات.
كل عينٍ تبكي. كل شفاه تُردد الدعاء.
كل قلب يتفتت على روح الصغيرة التي تحاول مفارقة
عالمنا في استسلام.
دقائق مرت كالشهور حتى خرج أحد الممرضين يطلب تحرك
هيثم معهم على الفور.
فنطق هيثم قبل أن يتحرك من مكانه.
-هل المصابة بخير؟ هل أنقذتموها.
أومأ الممرض برأسه فتنفس الجميع الصعداء، وتنهد
هيثم مرتاحًا ثم تحرك على الفور بعد أن تبادل نظرة ثقة مع والد مريم.
*****************************
جلست مريم بصحبة والديها مواصلة البكاء لا تعي أي
حركة حولها، اقتربت منها يمنى تربت على كتفها في حنان، وقد شعرت أن ما بينهن قد
ذاب جراء الأحداث الحالية.
اقترب عمرو ليهمس شيئًا في أُذنيها، فتحركت على
أثره بصحبته واختفوا لدقائق، في حين غاب هيثم عن أنظارهم، منشغلًا بمهمته للتبرع
بدمائه من أجل شهد.
عاد عمرو ويمنى حاملين عدد من العصائر مختلفة
النكهات، قاموا بتوزيعها على الجالسين في صمت.
هزت مريم رأسها رافضة فانحنت يمنى لتهمس لها في
قلق:
-مريم، فلتهدأي....لقد كتب الله لها العُمر من جديد.
هي فقط في حاجة إلى دعواتنا.
بالله عليكِ...فلتحتسي بعض من العصير فقد مرت
ساعات منذ قدومنا.
نظرت لها مريم في حزن وقالت في آسى:
-أنها شهد يايمنى.....لا أتخيل حياتي بدونها.
أجابت يمنى في سرعة:
-لا تنطقيها، أخبرتك أنها بخير...
في نفس الوقت ظهر هيثم، وقد بدا عليه الضعف واصفر
وجهه، فأسرعت يمنى لتمد يدها بالعصير له، وقالت في حزم بوجهٍ لائم:
-تفضل، كان يجب أن تحتسيه قبل التبرع.
ابتسم لحنوها، ألقت مريم نظرة خاوية على
كلاهما....شعرت أنها تشهد موقف عاطفي كان من الممكن أن يثير غيرتها لو كانت في
حالتها الطبيعية، لكنها أشاحت بوجهها لتصطدم بنظرات مصوبة إليها من عمرو.
الذي لم يستطع الاقتراب منها في وجود الأهل
والجيران، لكنه اكتفى بمتابعتها من بعيد بعينٍ قلقة...
قامت مريم من مكانها لتقترب من هيثم وسألته في ضعف:
-هيثم، هلا تخبرني كيف حدث لها ذلك....
ألقى نظرة سريعة على الجميع، ثم وجه نظره إليها
تحديدًا وبدأ في قص ما حدث:
-كنت في طريقي إلى المنزل، عندما شاهدت فتاة تعبر الطريق.
تردد قليلًا حتى بدا لها أنه تراجع عن قول شىء،
خاصة حينما استطرد بلهجة حذرة:
-في ذات الوقت كان هناك سيارة مسرعة لسائق شاب بدا عليه التهور.
صمت قليلًا وألقى نظرة على يمنى، ثم استطرد:
-صدمها ليُطيح بها على جانب الطريق، وهرب.
شردت مريم وهي تحاول تخيل الحادث ثم أغمضت عيناها
في تألم، وتساءلت ثانية:
-وماذا عنها؟ هل عارضت طريقه، أم انحرف هو أمامها؟
شرد كأنه يتذكر ثم قال في بطء:
-لا لقد كانت شاردة كما بدا عليها...
قطع حديثه وأبعد نظره عن مريم، ثم استطرد بخفوت:
-بدا عليها الحزن؛ فلم تنتبه للطريق أثناء عبوره...
دمعت عيناها من جديد على أثر كلماته.
وتذكرت أنها لم تكن على طبيعتها في آخر مرة
قابلتها، شعرت بالذنب أنها لم تعطيها الوقت الكافي لإخراج مكنون ما بصدرها، فتنهدت
صامتة.
في تلك اللحظة ظهر الدكتور المختص ليقوم والدها
متحدثًا إليه في قلق:
-ما الأخبار يا دكتور؟ فلتخبرنا كيف حالها؟
نزع الدكتور الكمامة من أمام فمه، ونظر إلى الجمع
أمامه، ثم حرك رأسه في أسف:
-لقد قمنا بعمل اللازم، لكن الحالة خطرة.
لقد تسبب النزيف إلى تضرر جزء من أنسجة الرأس
الامامية.
نظر له مصطفى بعدم فهم، فاستطرد موضحًا:
-الأنسجة المسئولة عن الوعي والادراك. ستظل غائبة عن الوعي على الأقل
يومان.
إذا مرت الفترة بسلام دون مضاعفات من الممكن أن
يستجيب عقلها للتحسن.
سألته والدتها في قلق:
-هل تعني أنها ستظل فاقدة للوعي طوال هذه الفترة.
أجاب في سرعة:
-نعم،، فلندعو الله أن تفيق بعدها.
هز رأسه لهما واستأذن في أدب...لكن قبل رحيله أخبر
والد مريم:
-سيد مصطفى، هذا الجمع قد يضر بصحة باقي المرضى...فلا داعي لتواجدكم
الآن.
نظر له مصطفى متفهمًا، فما آن رحل حتى نظر لجيرانه
وأولادهم، ثم قال في حزم:
-لكم جزيل الشكر، لا أرغب في تعطيلكم أكثر من ذلك...
ألقى نظرة امتنان، فبدأ الجميع في إلقاء السلام
على أسرة مريم.....
التفت والدها إلى والدتها ليُخبرها:
-أنتِ أيضًا، فلتذهبي في صحبتهن أنت ومريم...وسأمكث أنا هنا معها.
تجادل ثلاثتهم في الأمر،
حتى حسم الوالد قراره
بأنهم سيتناوبان هو وزوجته المبيت معها، على أن يبدأ هو اليوم......
ما آن رحل الجميع حتى اختلى مصطفى بنفسه، ليبدأ
بدوره تأنيب نفسه...
لقد تخلى عن وعده لها بالخروج ورضخ لأمر والدتها
دون الدفاع عن حق ابنته في التمتع بصحبته وحدها.
لم يستطع منع نفسه من تذكر كلمات هيثم بأنها كانت
شاردة وحزينة،،،
ماذا لو،
اقترب منها وشاركها أفكارها كما كان يفعل دومًا
حينما كانت صغيرة..
لكن الأمور تغيرت منذ سنوات قليلة. واللوم كل
اللوم على والدتها.
لم تستطع مجاراتها وتكوين علاقة ثقة معها كما تفعل
جارتهم عائشة والدة يمنى.
كعادته ألقى اللوم عليها، واكتفى بذلك.
شرد مُفكرًا:
كم كان من السهل عليها الاقتراب ومصادقتها.
*********************************
تباطأت خطوات مريم وهي تسير مبتعدة عن غرفة شهد
رغمًا عنها، وتراءت الدموع في عينيها، فاقتربت يمنى منها، فقامت بمد يدها لتمسك
بيد صديقتها، ثم قالت في خفوت:
-لا تقلقي، ستتحسن بإذن الله.
أن الله رحيم بنا...لن يختبرنا في أختنا الصغيرة.
استسلمت مريم للمسات صديقتها الحانية، شعرت
بالحنين والراحة لإلقاء همها هذه المرة على صديقتها كما اعتادت. فقالت:
-أشعر بالتقصير، لا استطيع منع هذا الشعور.
تنهدت ونظرت لصديقتها مستطردة:
-لقد انشغلت عنها كثيرًا في الايام السابقة.
تذكرتْ آخر موقف لهما معًا، على الرغم من مظهرها
الذي أوحى لها بأنها سعيدة أنذاك. فدمعت عيناها متسائلة ما الذي تسبب في تَغيُّر
مزاجها، قالت في حيرة:
-لقد شعرت منها بالتغيير، لكن لم أمهلها الوقت لتتحدث.
شعرتُ بأن داخلها مشاعر لم تستطع مشاركتها مع أحد،
ولم أحاول أن أتحدث معها.
نظرت لها يمنى وقد أصابها الشعور بالذنب، استمعت
لصديقتها في اهتمام:
-تخيلي، اكتفيت فقط بوعد لاصطحابها معي إلى الجامعة كي تشعر بالتغيير.
لم أحاول استغلال الوقت أو إطالة الجلوس معها في
هذا اليوم.
شردت يمنى بعيدًا فتذكرت آخر موقف لها مع شهد،
الذي حمل ذات الوعد.
فدمعت عيناها، وحاولت ردء شعور صديقتها بالذنب،
فقالت:
-كلنا فعلنا ذلك.
نظرت لها مريم في حيرة، فاستطردت:
-كلنا لم نُفسح لها المجال لتتحدث، أنا ايضًا شاركت في ذلك الأمر.
سقطت دمعة من عيناها، وهي تنظر لصديقتها، وقالت:
-لستِ وحدك المخطئة هنا، فلا تُحملين نفسك أقصى طاقتها.
-لكن، أنا أختها وصديقتها المقربة. أو
قطعت حديثها لتتذكر أنها ربما لم تقل الحقيقة
كاملة، فاستطردت باستهزاء:
-أو الصديقة الأقرب لها، مقارنة بزميلاتها،،،كان يجب أن اقترب وامتثل
الدور بصدق.
في هذه اللحظة اقترب منهم عمرو، الذي انتهز فرصة
انشغال والدتها مع جاراتها، ليحاول الاطمئنان ولو من بعيد:
-مريم، هل أنتِ بخير؟
لم تستطع يمنى منع نفسها من الابتسام بتأثر، اختفى
من داخلها أي شعور بالاستنكار من تلك العلاقة، فتمنت دوامها بصدق.
أومأت مريم برأسها لتجيب عن سؤال عمرو، فتدخلت
يمنى:
-لا تقلق، فقد عادت علاقتُنا....
ابتسم لها في حنان، وقال مازحًا محاولًا تغيير
حالة الحزن المحيطة بهم:
-بالله عليكن....لا تبتعدا أو تتشاجرا...
التفتت إليه الصديقتان؛ فاستطرد في لهجة بدت جدية:
-فكلما فعلتُن، حدثت كارثة.
ابتسمتا الصديقتان ونظرا لبعضهما البعض، تذكرت
يمنى حادثة هيثم فأغمضت عيناها في وجع، في حين استطرد هو:
-على ما يبدو أن العالم غير مستعد لأن تفترقا بعد.....
احتضنت يمنى صديقتها، ثم قالت موجهة حديثها لعمرو،
تستكمل-كعادتها- مهمة إضفاء جو من المرح حتى في أحلك الظروف:
-لكن، لا تنسى أنك من يتلقى الإتصال دائمًا....
ابتسم هو الآخر، تذكرت مريم اتصال هيثم فابتأست
واختفت ابتسامتها، لكن بداخلها شعرت أنها ليست وحيدة.....في هذه اللحظة كان إلى
جوارها أقرب اثنين في حياتها.
وهو ما احتاجته في تلك اللحظة تحديدًا.
على نقيض شعور شهد.....التي شعرت بوحدتها وجرحها
فغامت الدنيا في عيناها. واستسلمت لغيبوبة لتخلق عالم افتراضي تهرب إليه بخيالها.
**************************************
اقتربت عائشة من تهاني التي بدا عليها الغضب
والغيظ، فقالت:
-حتى في هذه الظروف يضع أحكامه وأوامره..
انتبهت صافي إلى حديثها، لكن ردت عائشة:
-بدا عليه القلق الشديد على صغيرته.
نظرت لها تهاني وقالت بنبرة غاضبة:
-وماذا عني، أنا والدتها. من ستحتاج إلى جوارها حينما تفيق.
تبادلت عائشة النظرات مع صافي قبل أن تقول في
جراءة:
-تعلمين جيدا أن شهد متعلقة بوالدها.
توقفت تهاني عن السير ونظرت لها في غل، فاستطردت
محاولة استدراك موقفها:
-فليكتب لها الله النجاة أولا. لكن أي وجه مألوف الى جوارها، سيبعث
الطمأنينة بلا شك.
تدخلت صافي:
-كما أنها ستحتاج إلى الراحة وكذلك أنتِ. فلتأخذي قسط من الراحة؛
لتكوني غدًا إلى جوارها.
هزت تهاني رأسها في استسلام وواصلت السير، نظرت
صافي الى أولادهم الثلاثة وهم يتحدثان من بعيد، ثم همست في أذن عائشة في سعادة:
-فليبارك الله في علاقتهم.
ابتسمت لها عائشة وقد لاحظت نظرات عمرو لمريم
الجلية، فمالت على رأس صافي قائلة:
-تفائلي، أرى أحدى العلاقات في سبيلها للتطور.
نظرت لها صافي بعينٍ لامعة، وتأملت المشهد ثانية.
فشعرت بالراحة.....فهي كما قالت من قبل لا تثق في
تربية أي فتاة مثل هاتين الفتاتين الجميلتين.
تمنت من قلبها أن يكون حدس عائشة صحيحًا.....لكنها
احتارت في معرفة أي البنتين تقصد.
فهي لم تمتلك فراسة مثل عائشة، أو علاقة طيبة
تربطها بثلاثتهم.
******************************
ذهبت مريم إلى منزلها بذهنٍ مضطرب، وقلبٍ مكلوم.
دخلت غرفتها وألقت بجسدها على فراشها وانتحبت في
بكاءٍ حار.
كأنها لم تكتفي بما ذرفته من دموع طوال اليوم.
رن هاتفها لكنها لم تلتفت إليه، بداخلها الكثير من
المشاعر المختلطة التي لم يمهلها القدر الوقت لاستيعابها.
مشاعر عمرو التي عرضها هذا الصباح وشعورها
بالترحيب لاستقبالها.
خلافها الذي احتدم مع صديقة عمرها وتبادل الأحاسيس
المكبوتة بداخلها دفعة واحدة.
فوق هذا وذاك ما حدث لأختها الصغيرة البريئة للتو.
أغمضت عيناها وتذكرت أنها لم تؤدي أي فريضة اليوم.
فانتفضت من مكانها وذهبت لتغتسل في سرعة ثم عادت
إلى سجادتها وقامت بأداء جميع فروضها المتأخرة.
ثم تكورت في نفس الوضع المعتاد التي تتخذه حينما
تتحدث إلى خالقها باستفاضة عن مشاعرها.
تضرعت هذه المرة وبكت من قلبها، بكاءٍ مختلفٍ من
نوعه.
أطالت الدعاء كي يزيح هموم صدرها، ويكتب لأختها
دوام العمر والصحة.
لكن هذه المرة الدموع تسببت في راحة لقلبها، شعرت
أن ما بداخلها قد هدأ.
وبأنها ليست بحاجة إلى البكاء لغير الله....فهو
متطلع ورحيم بحالها.
كما شعرت بيقين أنه استمع إلى تضرعها وأنه
سيشملُها برحمته الواسعة.
فتنهدت في راحة.
رن هاتفها مرة أخرى ثم أعقب جرسه، صوت وصول رسالة.
قامت بفرد جسدها على الفرش في إرهاق، ثم تفقدت
الهاتف في قلق لتجد رسائل من يمنى وآسر.
تجاهلت رسائل يمنى، لكنها قامت بالاطلاع على رسالة
آسر التي أبدى فيها اهتمامه وخوفه عليها:
--مريم، أين أنتِ؟ حاولت الإتصال بك أكثر من مرة.
أردت الاطمئنان عليكِ. لقد علمت بالأمر متأخرًا.
أدعو الله أن تقوم أختك بالسلامة، قلبي معكِ...من
فضلك أريد سماع صوتك ورؤيتك في أقرب وقت.
قرأت مريم رسالته، لكنها قامت بكتم صوت الهاتف،
فعلى الرغم من فضولها لقراءة كلماته.
لكنها شعرت بأنها لا ترغب بالتحدث ولو بالكتابة.
شعرت بأن كلماتها الثمينة خرجت لخالقها، فاكتفت.
استسلمت لشعور النعاس الذي راودها على أثر وقوفها
طوال اليوم وشعورها بالقلق....
*******************************
في عالم آخر مختلف عن عالمنا، تتحقق فيه الأحلام
بسهولة لمجرد وجود قلب نقي يحاول رسمها ببساطة
قلب لطفل ارتقى إلى سن المراهقة المبكر.
رأت شهد فيما يرى النائم، أحلامها تتحقق برؤية
واضحة ملموسة....
بدت أكبر سنًا وقد تخرجت من جامعة أحلامها، وتقلدت
إحدى الوظائف الهامة في شركة تسويق مشهورة...
دخلت مكتبها تتطلع إلى حالها في أقرب مرآة، فوجدت
فتاة جميلة ترتدي بنطال أسود مخطط بخطوط بيضاء رفيعة، وقميص حريري زهري اللون وقد
صففت شعرها بطريقة منظمة ليعطيها مظهر منمق يُثير الإعجاب.
مارست عملها بسهولة ومتعة، فانقضى بعض الوقت حتى
دخل مكتبها، شاب يبدو قريب الشبه من أحمد ولكن بملامح أكبر سنًا، ابتسمت له في
صفاء وقد قال لها في حب واضح:
-كيف حالك؟ حبيبتي....افتقدتك كثيرَا.
اتسعت ابتسامتها وأجابته بصوت واثق من حاله:
-حبيبي....أنا بخير فقط عندما رأيتك.
اقترب منها ليهمس في أذنها:
-أُحبك يا شهد......
نظرت له وتأثرت خاصة حينما لمحت خاتم خطوبة في
يده؛ فالتفتت إلى يدها لتجد خاتم ذهبي اللون حول أصبعها فابتسمت في ثقة وقد شعرت
داخلها بالراحة والأمان........
*************************************
مواعيد النشر: الثلاثاء
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك في هذه التجربة