BlogLabels

القائمة الرئيسية

الصفحات

 




(((لقراءة الفصل السابقة اضغط هنا)))



صدح صوت رنين هاتف يونغي المستلقي في فراشه بإهمال نائمًا وعلى وجهه ملامح مكفهرة بسبب الكابوس الذي عاد ليسرق راحته في هذه الليالي للمهمة.

تملل في نومه بضيق ثم فتح عينيه بنعاس يجذب هاتفه من على الطاولة لينطق بصوته الأجش:

" ماذا يحدث؟ "

تهجمت ملامح وجهه عندما أتاه خبر تعرض خاله لكمين من عصابة ليان التي انتهزت فرصة غيابه وتجرأوا على الاقتراب من عشيرته.

نهض منن الفراش بخطوات متوعدة تبث الجحيم على الأرض التي يخطو عليها قائلًا في قرارة نفسه أنه سيقتل كل من تجرأ على إيذاء رجاله.

غير ملابسه في دقائق معدودة ثم جهز اسلحته وملئ جيوبه به كأنه ذاهب لمعركة مهولة ولكن هذه هي حقيقة كونك رئيس عصابة مافيا؛ فالصراعات لا تنتهي، الأحقاد تتنامى والجثث تسقط اينما وجدوا.

نزل إلى الأسفل بخطوات مسرعة في طريقه للمغادرة دون إعطاء سوبين أي بال فلديه ما يكفيه ويشغل دماغه بالفعل فهذه هي اللحظات المحببة لقلبه، لحظات يتجرد بها من قناع النبالة ليتصرف على حقيقته حقيقة كونه الرجل الذي لا يرى سوى الأحمر.

حاول تجاوزها كي لا يصب جحيمه عليها لكنها وقفت أمامه كالصدد تُفسد محاولاته في تخطيها ليصرخ بنفاذ صبر عندما تساءلت عن ما يحدث معه.

فرق بين شفتيه ونطق بغلظة اجتاحت صوته أن حياته الشخصية لا تخصها ثم ألقى بتهديده يسحب ذراعه من بين حاصته التي تشبثت به.

أعماه غضبه لدرجة أنه لم يرى ملامح القلق التي بدت على وجه سوبين وخوفها عليه من اصابته لأي مكروه.

ركب سيارته وقاد للمكان الذي تتواجد بهم العصابتين. وصل إلى مخزن شركة مهجورة في منطقة نائية. 

بمجرد نزوله من السيارة صعب سلاحه الذي وضعه بجيبه للخلف يدلف للساحة التي يتواجد بها الجميع حيث يتم تبادل إطلاق النيران وسقوط العديد من الجثث في لحظات.

ابتسامة مريبة نمت على ثغره بعدما استنشق رائحة الدماء التي ملئت المكان ليبدأ في أطلاق النار برفقة عصابته و ارداد المزيد والمزيد من الجثث.

تناثرت قطرات الدماء على وجهه وملابسه لكنه لم يُبالي كألة صُممت على القتل اتخذ طريقه في إبادة كل من يتصدى له. 

اقترب من مكان تواجد خاله ليقف في ظهره يصوب سلاحه على كل من يظهر كأنه في لعبة وليست حياة واقعية.

تسارعت أنفاسه ليبدأ صدره يعلو ويهبط متحفظًا على نظراته التي تبث الجحيم لينطق محدثًا خاله: 

"عدنا لأيام الخوالي، اشتقت كثيرًا لهذا."

هز جونغ رأسه بيأس عندما رآه فلقد تعاهدا من قبل أن يونغي سيترك أمور العصابة ولن يتدخل بما سيحدث لكن انظروا ها هو يظهر لينقذ الوضع كعادته.

تفاجأ يونغي عندما وجد عصابة نيانغ تدلف للمكان تساعد عصابة ليان ليلعن بداخله بسبب تعرضه للخيانة فمن المفترض أنهم حلفاء.

انخفض يونغي على ركبتيه خلف إحدى البراميل الكبيرة يتفحص ذخيرته المتبقية معه التي لن تساعده أمام هذا العدد.

نطق باسم خاله يجذب انتباهه كي يعيره بعض الاسلحة لكنه تفاجأ أن كل ذخيرتهم قد نفذت بالإضافة إلى موت نصف رجالهم.

مرر نظره بين سلاحه وحاله الذي طغت ملامح التعب على وجهه يلتقط انفاسه سريًعا والعرق يغطي وجهه.

علم يونغي أن لا فائدة من إكمال هذا القتال فهو ليس معتاد على المراهنة في حين أن اللعبة خاسرة. شرد للحظات يفكر في الغاية من كل هذا.

في النهاية هو غايتهم وإذا تهور كي يتأذى خاله وهذا أخر ما يرغب برؤيته. ليست لديه مشكلة في التضحية بحياته في سبيل إنقاذ من ساعده على الاكمال في هذا العالم الفاسق.

توقف صوت إطلاق النيران في الارجاء ليتحدث زعيم عصابة ليان:

“"اللعبة انتهت بالفعل لذا دعني أراك تظهر بصمت ولا تحاول التباهي هذه المرة يونغي-شي.

 اسرع جونغ ينطق موجها حديثه ليونغي:

“ "لا تخرج! بحق الجحيم استمع لي هذه المرة ولا تفتعل شيء جنوني كعادتك.

ابتسامة جانبية احتلت ثغر المعني بالحديث ساخرًا باستمتاع:

“ "ماذا أفعل؟ هذا اسلوب حياة

نهض يونغي من مكانه سريعا يصوب على برميل مكتوب عليه قابل للاشتعال لاحظه في الدور الأول من المخزن الذين يقفون به.

ركض تجاه خاله وجعله يخفض رأسه لتنجب الانفجار الذي دوى في الأرجاء.

دقائق معدودة من الصراخ والانتحاب بسبب اشتعال أغلبية العصابتين وهم على قيد الحياة بينما يونغي كان واقفا يراقب مستمتعًا بهذه الأجواء لا يصدق كيف هؤلاء الاغبياء يركضون حول انفسهم مشتعلين منتظرين أن يبقى أحد على حياتهم لكن أين الرحمة في عالم يملئه الجحود؟ 

 

وصل لمسامعه انتحاب رئيس عصابة ليان الذي يلعن حظه فهو لم ينجح يومًا في مجابهة يونغي وشيطانه الذي ينقذه في المستحيل.

هدأت النيران بالأرجاء مع سقوط الجثث متفحمة لدرجة تهتز لها الابدان من بشاعة المنظر حقًا أنه مقرف. اقترب المحامي مين يقف بالمنتصف هاتفًا بسخرية:

“"هه لقد انقلبت الطاولة على صاحبها

رفع سلاحه يضعه على المنطقة بين حاجبي زعيم عصابة ليان مهسهسًا من بين اسنانه:

“ "هذا يجعلك عبرة لكثيرين يفكرون فقط في الاقتراب من شيء يخصني.

ضحكة صاخبة تمردت من فم زعيم ليان ليعد يونغي حاجبيه بجهل لكن قبل أن يدرك ما حدث ظهر أحد أعوانه الذي كان يختبئ بعيدًا عن كل هذا مصوبًا سلاحه على صدر جونغ واصابته في قلبه.

“ "نهايتنا واحدة يونغي-شي

جفل يونغي لوهلة من الزمن عندما سمع صوت الطلقة النارية، استدار بنصف جسده لجونغ الذي بدأت قوته تخور ليرتطم جسده بعنف.

صرخة مدوية أطلقها يونغي صارخًا باسم جونغ ثم استدار للذي يجثو على ركبتيه يطلق رصاصة في منتصف رأسه ينهي امره.

ثم يوجه نظره للذي أطلق على جونغ يملئ جسده بجميع الذخيرة التي امتلكها صارخًا بكل قوته لاعنًا، حزينًا متوعدًا.

تسارعت انفاسه بدرجة جنونية بعدما انتهى يركض بخطى سريعة لمكان خاله الملقي كجثة هامدة.

جلس على ركبتيه يرفع جسد جونغ على قدمه في حالة من التشتت والانهيار يتمتم ببعض الاحرف الغير مفهومة بعدما طلب المساعدة:

“ "جونغ..لا..انت ستكون بخير..لا تتحدث رجاءً. 

ثباته الذي لطالما اعتز به انهار ليبكي صارخًا بكل ما يملكه تاركًا العنان لدموعه الحارقة التي تمردت على وجنتيه تزيد من حرقة قلبه على ما يحدث.

يشاهد الشخص الذي رباه مستلقي بين يديه يصارع الموت وهو لا يستطيع فعل شيء سوى الانتحاب مثل الاطفال.

يشعر بالضياع وكأن روحه تُسحب من جسده يقبض على جسد خاله الذي أوهب الكثير من حياته بحمايته ومساعدته على تجاوز ما مر به.

مر شريط ذكرياتهم سويًا أمام عين جونغ ليبتسم بضعف فلقد مرت الأيام سريعًا يتذكر أول لقاء بينهما وكيف كبر يونغي أمام عينه ليصبح ابنه الذي لم ينجبه.

مشاجراتهم التي كان تحمل الجزء البريء في حياتهم وتناولهم الطعام سويًا الكثير من المشاعر الصادقة التي لم يعبروا عنها يومًا خاصة يونغي الذي تمسك بجموده مع مرور السنوات ورغم هذا لقد أبدع في لعب دوره كأبن له.

ارتفع صوت انتحاب يونغي وشهقاته المؤلمة. بنبرة منخفضة يترجى كي ينقذ حياة جونغ وأنه لا يستحق أن يموت هكذا وبهذه الطريقة. 

نطق جونغ بتعب عندما تأكد أن حياته لم يتبقى لها سوى دقائق معدودة:

“ "شكرًا لكل ما فعلته..لم اعتبرك يومًا ابن أختي بل..طفلي الصغير الذي لم أنجبه يومًا.

صرخ يونغي بغير رضى لينطق بانفعال:

“ "توقف أيها اللعين قبل أن افجر رأسك، أنت ستكون بخير. ستصل المساعدة قريبًا. 

"هذا ليس خطأك يجب أن تفهم هذا. لا تُحمل نفسك ذنب كل ما يحدث. أتمنى أن تعيش حياة هانئة مثل الجميع لكنني اعلم حقيقة كونك وغد وضيع لن تتوقف قبل إنهاء ما بداته."

حاول يونغي في إيقاف الجرح بالضغط عليه مطولًا لكن الدماء لم تتوقف بالإضافة إلى شعوره ببرودة جسد الأخر بين يديه ليغمض عينيه بيأس لاعنًا بكل اللغات التي يعرفها.

هو الآن في أبهى حالات ضعفه التي سيقتل أيًا من يراه غيره.

“ "أنا سعيد أنني وأخيرًا أراك تبكي على شيء ولست تضحك عليه....

سمع يونغي اقتراب صوت سيارات محملة بالمزيد من رجال العصابات التي يحملون ضغينة لهم وها هم ينتهزون الفرصة لإنهاء حياته في حين أن غضبه الآن يستطيع حرق اليابس وما عليه.

"يجب عليك المغادرة حالًا لقد أتى المزيد وأنت لا تملك اسلحة لذلك غادر."

حاول يونغي الرفض ليصيح بانفعال أنه لن يتركه بمفرده ولكن جونغ هز رأسه بضعف ينطق بأنفاس مسلوبة:

 هذا أخر شيء سأطلبه منك لذلك رجاءً أبقي على حياتك وغادر المكان. أرجوك يا بنى غادر ولا تدعني أراك قريبًا.

كانت هذه أخر كلمات جونغ قبل أن يصبح جثة هامدة بين يدي يونغي الذي ظل يصرخ وكأنه يخرج كل ما تحمله لسنوات لعينة.

خسر الشخص المقرب له. ليدرك أنه لا يجب ان يُلقب نفسه بالرجل الذي يرى الأحمر بل الرجل الملعون فهو لم يحظى يومًا بشيء طبيعي.

أفاق من شروده عندما عادت الطلقات النارية عليه ليمرر نظره على جثة جونغ متوعدًا أنه سينتقم له وحتى إذا كلفه الأمر حياته.

نهض بتردد قبل أن يبدأ بالركض خاليًا الوفاض من أي أسلحة ويلاحقه رجال من عصابة أخرى يحاولون اردائه فهذه فرصة لن تتكرر في العمر ثانية.

المحامي يونغي يركض هاربًا لينجو بحياته ياللسخرية لكانت الحياة تنحني له احترامًا على رغبته بالمواجهة أمام هذا العدد لكن هذا أخر طلب لجونغ وكان يجب عليه تنفيذه.

أثناء ركضه تلقى رصاصة في كتفه الأيسر ورصاصة أخرى اخترقت جانبه. أنين مؤلم تمرد من فمه وخطواته بدأت تضعف.

وضع يده على معدته مستغلًا باقي قوته في الركض بعيدًا إلى أن وصل لمنطقة محتشدة بالناس الذين يحتفلون بالهالوين.

لم يهتم أحد للدماء التي تغطيه ظنًا منهم أن هذا زي تنكري مثلا.

 تحول ركضه لخطوات بطيئة. سحب نفسه يبتعد عن هذا الحشد يشعر بالتعب يفتك جسده والألم قد وجد طريقه بنهش قلبه. 

فقد الكثير من الدماء ورؤيته التي بدأت تتحول لضبابية مع شحوب وجهه والتصاق خصلات شعره بمقدمة رأسه أثر العرق الناتج من الألم الذي يشعر به.

في إحدى الأزقة الضيقة اقترب يجلس بجوار صندوق كبير كي لا يراه أحد في هذا الوضع.

تثاقلت أنفاسه وشعره بعينه تُغلق تدريجيًا. حاول إخراج هاتفه وطلب رقم يوهان لمساعدته لكن لم يستطع. استسلم للدوامة السوداء التي اجتاحت رأسه فاقداً وعيه بالكامل.

مر الكثير أو القليل من الوقت هو لا يعلم. فتح عينه بتعب يحاول رؤية شيء لكنه متعب للمحاولة. وصله صوت شخص يعرفه جيدًا. 

استطاع الشعور بنبرة الذعر التي اجتاحت هذا الصوت لينطق بخفوت:

“ "سوبين.



***

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. جمداان😭❤

    ردحذف
  2. دموعي نشفت من كمية المشاعر بهالبارت😭💔

    ردحذف

إرسال تعليق

شاركنا رأيك في هذه التجربة